وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محمود السقا وعنان شحاده والقلب الرياضي

نشر بتاريخ: 19/05/2012 ( آخر تحديث: 19/05/2012 الساعة: 22:13 )
بقلم : اسماعيل غانم

قبل أسابيع قليلة اهتز الوسط الرياضي أول هزة شديدة عندما نبض قلب الأخ عنان شحاده بطريقة مختلفة جعلته يرقد في مشفى رام الله لأيام طويلة شق فيها ألأطباء صدره وغاصوا في أعماقه بحثاً عن القلب المرهق المتعب من تقلبات الرياضة وكثرة المتصيفين على جوانبها ووجدوه ناصع البياض ... يلمع كوهج الشمس ... يغلقه من الداخل بعض النقاط التي تجمعت بفعل تراكم الفرح والألم .. .

فالمتابع لشؤون الرياضة ... لا بد أن يتأثر بزئبقيتها فكيف إذا كان إعلامياً يمضي يومه من مطلع الشمس الى مغيبها يتابع كل أنواع الرياضات والاتحادات والأندية مع كل الاختلافات .. وأعاد الأطباء القلب الى موقعه وخرج عنان من غيبوبته وتحلق حوله الأحباء الذين اشتاقوا لتقاريره وأخباره وقلمه الذي ذهب في إجازة طويلة وعاد عنان الى الرياضة ووصل النشاط ذروته وفتحت فلسطين لأول مرة في التاريخ بثمانية منتخبات كروية جاءت من كل الدنيا .. الى ام الدنيا .. لتصنع حدثاً يجمع ما بين الألم والفرح .. ألم النكبة وفرح اللقاء بالأصدقاء لنصنع من الرياضة على ارض الوطن طائرة نفاثة تحلق في سماء الدنيا تنفث في كل الأرض اسم فلسطين ... التاريخ والحاضر والمستقبل ... وتخط في كل سماء .. بأن العودة حق مقدس ... لا بد لأصحابه من انتزاعه طال الزمن أو قصر ...

وفي لحظات النشوة ومع تحقيق الحلم الفلسطيني بالتأهل للمرحلة الثانية من بطولتها .. رن هاتف الرياضيين في فلسطين ... ودار الحديث عن القلوب مرة أخرى ولكن هذه المرة كان صدر محمود السقا وقلبه هذا الاعلامي الرياضي الذي يشبه قلمه طاحونة الهواء التي تنتج في نهاية المطاف نوراً يضيء ظلمة الليل الحالك صاحب نحث الخطى التي كان آخرها يوم الخميس عن لقاء الرئيس بالإعلاميين الرياضيين وغابت تلك الفقرة من أعمدة جريدة الأيام في اليومين الماضيين لغياب صاحبها المبدع تحت أجهزة التنفس والقلب في رام الله ايضا .. .

وتداعى اليه رياضيو فلسطين وعلى رأسهم باعثها وبانيها جبريل الرجوب وكل رياضيي الوطن ينتظرونك أبا اسلام أن تعود سالماً لبيتك وأهلك وأن تعود بقلمك الحر الذي يبث نوراً ينتشر في ربوع الوطن الذي ينهض رياضياً .. وما أحوجنا لقلمك في هذه الأيام التي يندمج فيها الحلم السياسي بالرياضي فسلام عليك من زقاق المخيم وساحة القرية وميادين المدن ودعاء لك من أبناء الوطن بأن يتطلع اليك الخالق بعين الرأفة والرحمة ويعيدك لنا كما أعاد عنان لنستعيد كل صباح تنسم كلماتك العطرة مع فنجان من القهوة عبر جريدة الأيام فهو القادر على ذلك .