وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كابتن هنية .. لا يكفي حسن النية في احتراف عطية

نشر بتاريخ: 21/05/2012 ( آخر تحديث: 21/05/2012 الساعة: 20:50 )
بقلم : سفيان صيام
" كشف عبد السلام هنية، أمين سر مؤسسة تكريم الرياضي الفلسطيني عطاء، عن لقاء جمعه بالشيخ علي النعيمي أمين سر اتحاد كرة القدم القطري, ناقش من خلاله احتراف اللاعب علاء عطية في الدوري القطري في الموسم المقبل.

وقال هنية إن الشيخ النعيمي بدأ بعمل الترتيبات الخاصة من أجل استقدام علاء عطية إلى الدوحة لخوض اختبار مع أحد فرق الدوري، مؤكداً على أن قدومه إلى الدوحة سيكون مرتبطًا بمواعيد الفريق الذي سيخوض الاختبار في صفوفه. "
هذا نص الخبر الذي تناولته بعض المواقع الإخبارية الرياضية ، حول احتراف الكابتن علاء عطية في أحد أندية الدوري القطري ، والخبر إن صح فيه العديد من الملاحظات التي نحب أن ننوه إليها .

لا يخفى على أحد أن الحديث عن الكابتن علاء عطية هو حديث عن أحد أبرز لاعبي كرة القدم في قطاع غزة ، بل في فلسطين ، كما أن موضوع احتراف اللاعب نفسه تتم إثارته كل حين ، ولعلنا نذكر الأخبار التي تحدثت فيما مضى عن رغبة النادي الأهلي المصري في التعاقد مع اللاعب قبل شهور .

لهذا الأمر جانبان ، الأول ايجابي مضمونه أن الكل يدرك الخامة الطيبة التي يتميز بها الكابتن علاء ، وفي ذلك طبعا اعتراف بل إجماع واضح على موهبة اللاعب ، وقدرته على تمثيل الكرة الفلسطينية في الدوريات العربية ، ناهيك عن الاستفادة الكبيرة من وراء احترافه ،والأمر الثاني أمر سلبي جدا فكثرة الحديث عن هذا الموضوع من شأنه _بلا شك_ خلق حالة من التوتر للاعب ، ولفت انتباهه ، وإضعاف تركيزه مع فريقه الذي يلعب له وهو نادي اتحاد الشجاعية الرياضي ، كما أن فيه إثارة للبلبلة بين الجماهير ، وكذلك إثارة لحالة من الضبابية وعدم الوضوح الاعلامي حول مدى صحة هذه الأخبار والجدوى منها لا سيما في هذا الوقت الذي ينافس فيه نادي الشجاعية في بطولة الكأس في قطاع غزة ، كما من شأنه خلق حالة من التوتر مع إدارة ناديه التي ربما لم تسمع بمثل هذه الأخبار ولم يكلمها أحد في مثل هذا الموضوع ، رغم أنها صاحب الولاية الطبيعية في الحديث مع أي جهة كانت حول موضوع احتراف اللاعب وغيره من اللاعبين طالما كانوا على قيودها ، وفوق كل ذلك يبدو هذا الحديث بعيد كل البعد عن الاحترافية في التعامل _والتي نطمح في الوصول إليها على اقل تقدير في التعاملات الرياضية إن لم نتمكن من تطبيق الاحتراف على كامل المنظومة الكروية _.

وبالعودة إلى الخبر المذكور أعلاه أقول أن هناك بعض الأمور التي تثير التساؤلات لدي ، منها ما علاقة أمين سر الاتحاد القطري الشيخ علي النعيمي بموضوع احتراف لاعب معين في نادي تحت ولاية اتحاده ؟؟ فحسب علمي أن دور اتحادات كرة القدم في كل الدول هو إدارة اللعبة وليس التوسط لعقود احتراف لدى هذه الأندية ، وأعتقد أنه إذا ما صح الخبر المذكور فإن الحديث لا يعدو كونه حديث عابر له صلة بقواعد المجاملات وكرم الضيافة لا أكثر ولا أقل ، أو حديث غير رسمي يحاول فيه الشيخ علي النعيمي التطرق لقضية احتراف اللاعب بشكل ودي مع معارفه وأصدقائه من إدارات الأندية القطرية _ ربما _ ، وأيا كان الأمر فإن ذلك ليس الطريق أو المدخل الصحيح لبحث احتراف لاعب ليس في قطر فحسب ، بل ولا حتى في الصومال .

لا أشك في حسن نية الكابتن عبد السلام هنية في طرحه لهذه القضية ، وأدرك أنه نظر للمسألة من زاوية مصلحة الكرة الفلسطينية وكذلك مصلحة نادي الشجاعية واللاعب نفسه ، وبلا شك أن تواجد لاعب مثل علاء عطية في الدوري القطري فيه فائدة كبرى للمنتخب الوطني ،ومن بعده النادي وكذلك اللاعب نفسه ، ولكني أهمس في أذنه معاتبا ( هل يكفي حسن النية في مثل هذه المواضيع ؟ وهل سلامة النية والقصد تصحح التصرف الخاطئ ؟ بالتأكيد لا ، فإن لكل البيوت أبواب ، وإن لكل مطلب نبتغيه وسيلة معروفة وطريق صحيح يجب سلوكه لنصل لمطلبنا، أما غير ذلك فهو أمر خاطئ بكل تأكيد .

إن النية السليمة لا تجعل من التصرف الخاطئ صحيحا أبدا ، وإن كنت أدرك أن أول المستفيدين إذا تحققت المسالة هو النادي واللاعب نفسه ، إلا أنني أتكلم عن أساسيات في التعامل الاحترافي في الرياضة ، خصوصا في مجال تعاقدات اللاعبين ، فلا يعقل أن يكون هناك حديث عن احتراف لاعب دون علم إدارة ناديه ، ودون علم اللاعب نفسه ، وإن كان هناك من يقول أن الأمور لم تصل إلى مرحلة الجد بعد ، وأن كل ما يحدث ما هو إلا محاولة لتسويق اللاعب بناء على علاقات الكابتن عبد السلام مع الأشقاء العرب ، أقول وماذا سنخسر لو تم طرح الموضوع مع إدارة النادي للمناقشة ؟ أو على أقل تقدير للعلم و تبادل الآراء .
أتمنى أن تصل همستي للكابتن عبد السلام ، وأن ندرك جيدا القواعد التي تحكم علاقات الأندية بلاعبيها ، وكذلك علاقتها بالأندية الأخرى سواء داخل الوطن أو خارجه في محيطنا العربي الشقيق ، كما وأتمنى من كل قلبي أن يوفق الكابتن عبد السلام في جلب عقد احتراف للاعب علاء عطية في قطر أو في غيرها ، لما في ذلك من فائدة كما أسلفت ، ولكن بشرط أن يكون ذلك من خلال القواعد والآليات التي تحكم مثل هذه العقود والمفاوضات وحتى مرحلة ما قبل المفاوضات والتي تقوم في الأساس على احترام النادي الذي يلعب له اللاعب أيا كان النادي وأيا كان اللاعب .