وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وجه من البطولة:الإعلامي الرياضي المخضرم "سليم حمدان"

نشر بتاريخ: 22/05/2012 ( آخر تحديث: 22/05/2012 الساعة: 18:51 )
بقلم : فايز نصار

منذ ألقت بيَّ الأيام في محيط المستطيل الأخضر ، وانخرطت في أتون الإعلام الرياضي نهاية السبعينات من القرن الماضي ، كانت العاصمة الأردنية عمان بوابة الانطلاق مشرقا ومغربا ، وكنت كلما مررت في عمان اخصص وقتا من مساحة مروري ل الى عمق المعاناة الفلسطينية ، من خلال أزقة مخيم الوحدات .

وليس لك أن تزور هذا المخيم الأخضر دون الدخول الى ملتقى الرياضيين والإعلاميين في زقاق ضيق يقطنه سليم حمدان ، الذي رسخ نفسه منذ أكثر من خمسين عاما كعلامة فارقة في الإعلام الرياضي العربي .

وشخصيا اعترف بأنني كنت تلميذا في مدرسة "ابو السلم " ومنه تعلمت الصبر والثبات في المواقف ، والتحدي والجلد في العمل ، والوفاء والانتماء لمثل الحركة الرياضية ، وفي المدرسة الحمدانية - التي تخرج منها المئات قبلي وبعدي - تعلمنا سبل تجاوز كل المعيقات ، وخوض غمار الإعلام الرياضي ، محفوفين بفلسفة الكفاءة والنزاهة والالتزام .

وبين ثنايا هذه اللقاءات مع الرجل، كانت لنا سلسلة من المواعيد ، هنا على أرض الوطن ، بدأت يوم اليوبيل الذهبي للعميد ، وتواصلت بعدة زيارات مع أول إطلالة للوحدات على ارض الخليل ، وفي بطولة أريحا الدولية ، وغيرها من المحطات .. وليس آخرها تعالي الرجل على ظروفه الصعبة ، وإصراره على أن يكون في صفوف المبايعة الإعلامية العربية والدولية للمشروع الرياضي الفلسطيني الكبير ، الذي يقوده بكفاءة والتزام باعث الرياضة الفلسطينية الحديثة ، اللواء جبريل الرجوب ، من خلال حضوره لبطولة فلسطين الثانية "من النكبة إلى الدولة " والملتقى العربي الثاني للإعلامببن الرياضيين في رام الله .

كثيرة هي الزيارات ، التي جاءت بحمدان لتنفس هواء معشوقته فلسطين ، وكثيرة هي المواقف التي اظهر خلال ابو السلم إرادة لا تمحي في مواجهة المحتل ، ولكن أبقاها على الأيام يوم أراد جندي محتل تفتيش عربة سليم حمدان على احد الحواجز الموصلة لحرم جد الأنبياء في الخليل ، فرفض الفارس اليافاوي ، الذي حملته الأيام الى أكناف جبل النار في مخيم الجدعان بلاطة ، قبل الرحيل الثاني الى المخيم الأخضر في عمان ، ... يومها أصر الحمدان على حقه في دخول الحرم على عربته ، في محاكمة متقدمة لشريعة المحتل الغاشمة !

وعلى هامش بطولة فلسطين التقيت الحمدان أكثر من مرة ، حيث جاء مبايعا على خدمة الرياضة الفلسطينية ، والانخراط بصدق في صفوف جنود المشروع الرياضي ، الذي يقوم على مقاومة سلمية ، وضعت المحتل في الزاوية .

في افتتاح البطولة كان لي حديث سريع مع ابو السلم ، الذي أبدى إعجابا كبيرا في النجاحات الفلسطينية ، التي تحققت في الملاعب ، وخاصة مع هذا الحج الخَير من الإعلاميين الأشقاء والأصداء الى الوطن السليب ، لتلمس جراح المحتل ، واستنكار إجراءات السجان .

وبين شوطي مباراة فلسطين وفيتنام قال لي الحمدان : إن الأخ ابو رامي يمثل علامة فارقة في الإعجاز الرياضي ، لأنه حقق في فترة قصيرة جدا ما تعجز الأمم والشعوب عن تحقيقه في سنوات ، لان الأخ الرجوب يملك نظرة ثاقبة ، وكريزما رياضية جعلت الجميع يلتف حول المشروع الرياضي ، الذي أصبح إرهاصا لفلسطين المستقبل ، فلسطين الوعد الصادق.

وفي افتتاح الملتقى العربي الثاني للإعلاميين الرياضيين العرب كان الحمدان كتابا رياضيا ، ووثيقة من وثائق هذا المؤتمر غير المسبوق ، وكان الموسوعة الرياضية المرجعية ، التي لا بدّ للإعلاميين من تقليب صفحاتها ، ليتحول خلال الفعاليات الى علامة ونموذج للإعلام العربي المبدع .

التحية لسليم حمدان الوجه المشرق للشتات الفلسطيني ، والشكر والعرفان لمن ساهم في هذا اللقاء الحميمي بين الحمدان وتلامذته ، وخاصة ربان السفينة الرياضية اللواء جبريل الرجوب .