وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مقر الحزب الوطني المنحل في مصر.. سكون غير معهود ومصير مجهول

نشر بتاريخ: 22/05/2012 ( آخر تحديث: 23/05/2012 الساعة: 11:30 )
القاهرة -تقرير عماد عيد موفد معا لانتخابات الرئاسة في مصر - على عكس كل الانتخابات الرئاسية التي جرت في مصر خلال الستين عاما الماضية، يقف مقر الحزب الوطني المنحل ساكنا تماما مثل سكون المقابر ليلا.. مشهد المقر المكون من ثلاثة مبان هو أهم علاماتسقوط النظام المصري السابق برئاسة حسني مبارك قبل نحو ستة عشر شهرا.

الحياة توقفت تماما امام المقر الذي كان يتحول لخلية نحل قبل الانتخابات ولا يشاهد المار فوق كبري اكتوبر الذي يربط الاحياء الجديدة بالقاهرة بوسط المدينة سوى بضع سيارات محترقة لم يتم ازالتها حتى اليوم، واثار سواد على جدران المبني الرئيس الذي يرتفع عشرات الطبقات قرب مبني المتحف المصري وعلى بعد عشرات الامتار فقط من ميدان التحرير مهد الثورة المصرية .

وتفتح انتخابات الرئاسة شهية كثير من المراقبين للحديث عن مصير المقر الذي احترق تماما في رابع أيام الثورة على نظام مبارك حيث اقتحمه مئات المصريين في اول جمعة خلال الثورة وجرى حرق الملفات الموجودة بداخله.

الدكتور طارق العوضي مدير المتحف المصري قال أن الأرض المقام عليها المبنى هي جزء من أرض المتحف المصري من الأساس وتم سلبها منه عقب ثورة1952 لاقامة مبني الاتحاد الاشتراكي عليها.

وأضاف أن أرض المبنى قبل عام1952 كانت عبارة عن ميناء خاص بالمتحف لاستقبال المراكب المحملة بالآثار من الأقصر وأسوان القادمة لتخزينها بالاضافة لاقامة الاحتفالات الشعبية والرسمية ولاستقبال المومياوات الفرعونية الملكية المكتشفة.

وأوضح العوضي أن هناك مقترحا تم تجهيزه لتحويل الأرض إلي حديقة بنطاق المتحف يتم استغلالها في عرض القطع الأثرية المتكدسة بالمخازن أو اقامة مبني ملاصق لمبني المتحف الرئيسي ويتم الربط بينهما بكوبري معلق واعادة سيناريو العرض المتحفي للقطع الأثرية ليكون أكثر ابهارا.

وكان الحزب الوطني المنحل يسيطر على المبني منذ العام 1978 وفاز في اخر انتخابات جرت في عهد مبارك ب 454 مقعد من اصل 504 في انتخابات اجمع المصريون على انها كانت اسوأ انتخابات تجري في فترة حكم مبارك.

سيد 26 عاما وهو سائق تاكسي قال "انه لا يتمنى ان يحتل اي حزب فائز مقر الحزب الوطني المنحل حتي لا يصيبه الفساد الذي اصاب الحزب المنحل ورجاله واضاف بنكهة مصرية "ما بدنا عدوي الفساد تصلهم".

ويخضع مصير الحزب المنحل لعشرات المقرات في محافظات مصر حيث اصدرت الدولة المصرية قرارا بالتحفظ عليها واستغلالها مشاريع تخدم فئات متعددة من المصريين الفقراء.

وبانتظار بدء انتخاب رئيس جديد لمصر خلال اليومين القادمين سيظل هذا المبنى رمزا لحقبة سيطر عليها حزب واحد على كل مناحي الحياة المصرية التي يتمني المصرين ان تختلف في المستقبل القريب.