وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وجه من البطولة :دينمو الإعلام الرياضي التونسي " ظفر الله المؤذن "

نشر بتاريخ: 23/05/2012 ( آخر تحديث: 23/05/2012 الساعة: 21:59 )
كتب: فايز نصار

متأخرا اكتشف المشرق العربي الإمكانيات المتقدمة للإعلاميين الرياضيين في المغرب العربية ، حيث انتظر المشارقة بزوغ شمس القنوات الرياضية العربية ، وخاصة الجزيرة الرياضية للاستفادة من القدرات العالية للإعلاميين الرياضيين المغاربيين ، في الاعلام الرياضي المرئي والمكتوب والمسموع ، قبل الوصول الى الشبكة العنكبوتية .

ولكن بعض وسائل الإعلام العربي ، وخاصة الخليجية منها اكتشفت مبكرا قدرات بعض الإعلاميين الرياضيين ، الآتين من المغرب وتونس والجزائر ، فرسخ بعض هؤلاء أنفسهم جهابذة على خارطة الإعلام الرياضي العربي ، ومن هؤلاء خالد ياسين من المغرب ، والأخضر بريش من الجزائر ، وظفر الله المؤذن من تونس .

وقد سبق المؤذن صحبه الإعلاميين المغاربيين الى أعمدة الصحف الخليجية من البوابة القطرية ... وكان لي شرف اللقاء به لأول مرة في مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري ، حين كان مرافقا لنادي السد القطري ، الذي التقى وفاق سطيف الجزائري ، على كاس البطولة الافرواسيوية سنة 1988 ، ويومها جلست الى جانب المؤذن ، وعلق على المباراة ، التي جرت المباراة تحت امطار غزيرة الفكاهي القطري محمد اللنجاوي ، ولما سجل الوفاق هدفين سريعين ، صرخ اللنجاوي " الأمطار تتهاطل من السماء ، والأهداف تتهاطل على الشباك " .
|176127|
كان ذلك اللقاء قبل 25 سنة ، تنقل خلالها ظفر الله المؤذن بين عشرات وسائل الإعلام العربية والدولية ، حتى وصل الى قناة العربية من البوابة الإماراتية ، مع احتفاظه بحقه في الكتابة بعشرات وسائل الإعلام العربية وغير العربية ، لأن المؤذن من الرجال الذين لا يقبلون تعليب مواهبهم في محيط الوظيفة .

ولما نافس منتخبنا المنتخب الأولمبي البحراني على تذكرة السفر الى الأولمبياد اللندي ، جاء المؤذن الى فلسطين لمتابعة لقاء فرساننا والبحرين، ويومها كنت في مهمة خارج الوطن مع المنتخب المدرسي ، فلم التقي المؤذن ليتأخر لقائي به إلى ذكرى النكبة ، التي حولها قائد السفينة الأخ ابو رامي الى خيمة رياضية أَمَّها المئات من الرياضيين الأشقاء والأصدقاء ! لتعود بي الذاكرة الى العديد من اللقاءات التي جمعتني عبر الأيام بالمؤذن على هامش الفعاليات الرياضية العربية ولادولية .

وفي حديث سريع جمعني بصحفي الياسمين ظفر الله قال لي : إنها كانت مفاجأة سارة بالنسبة له التعرف على فلسطين ، وخاصة رام الله ، التي لم يتصور قبلا بأنها بمثل هذا الجمال ، الذي زاد حميميةً بدفء الاستقبال ، وحرارة الضيافة ، من شعب معتق ، يفيض طيبة ، وحبا للآخرين .

وعبّر ابن الخضراء عن إعجابه الكبير بالتطور الملحوظ ، الذي شهدته الرياضة الفلسطينية في السنوات المتأخرة ... لكن – بدون مجاملة – يقول المؤذن : إن الأمر بحاجة إلى المزيد من الجهد والعمل لتطوير المنشآت الرياضية ، والتأسيس لبنية تحتية شاملة وعصرية ، لان الملاعب موجودة ، ولكنها بحاجة إلى الصيانة والتحسين حتى تواكب العصر !

ويبدي نسر قرطاج إعجابه الكبير بقائد السفينة الرياضية الأخ جبريل الرجوب ، الذي يسخر جلَّ وقته للرياضة ، بعدما سخر الشطر الأول من حياته للنضال ، مؤكدا أن الأمر يتجلى بوضوح في هذا الحشد الإعلامي الرياضي الكبير على هامش ذكرى النكبة ، وفي بطولة فلسطين الثانية ، التي تقام بمشاركة تسعة منتخبات من مختلف المدارس الكروية .

ويرى المؤذن بان شهادة الإعلاميين العرب مجروحة في الأمور ، التي تتعلق بالفلسطينيين ، ولذلك فهو يستشهد بآراء الإعلاميين الأصدقاء من الأفارقة ، الذين حضروا الفعاليات ، وكلهم ابدوا الإعجاب بتجربة الرجوب ، والإشادة بالنضال الرياضي في هذا الوطن ، تماما كما فعل الإعلاميون الأوروبيون ، ممن اكتشفوا حقيقة كانت مغيبة عن محيطهم الصحفي ، ولامسوا جراح شعبٍ أبيٍّ يستحق الحياة .

ويذهب المؤذن الى كونه كبقية الإعلاميين اكتشفوا البعد الثالث للمشاعر الفلسطينية ، التي جعلت الفلسطينيين يتعودون على واقع الاحتلال ، ويتجاوزون جراحهم بكبرياء ، ويصنعون من الأحزان أفراحا حيرت الضيوف ، وخاصة من الإعلاميين ، الذين صدموا لكونهم كانوا مضللين أمام قوة ألة الإعلام الصهيوني ، فشاهدوا الحقيقية على الأرض ، وتأكدوا ان الإعلام المعادي يشوه صورة الفلسطينيين ، فكان الانجاز الكبير لهذا اللقاء ، باكتساب جيش من الإعلاميين الأفارقة والأوروبيين .

ولا يبدي الصحفي القرطاجي اكتراثا بما يقال هنا وهناك حول براءة الحج الرياضي إلى فلسطين ، مؤكدا أن دائرة التفهم لمثل هذه الزيارات تتسع عربيا ، لأننا – يقول المؤذن – نمرُّ من على حواجز الاحتلال مرغمين ، غير معترفين بهذه الحواجز ، ونأتي إلى هنا لزيارة السجين ، واستنكار إجراءات السجان .

وحول الإعلام الرياضي الفلسطيني ، يرى المؤذن بان هذا الإعلام في عمر الورد بالنسبة للإعلام الرياضي العربي .. وقد اكتشفنا – يضيف المؤذن – تجارب إعلامية جيدة ، على هامش بطولة النكبة ، وخاصة في الصحف اليومية الثلاث ، ولكن كما الرياضة الفلسطينية ، فان هذا الإعلام بحاجة إلى نهضة ، وخاصة في الجانب الفني ، لان مضمون ما يكتب جيد جدا ، ويقصد المؤذن - كما فهمت منه - أمورا تتعلق بنوعية الورق والطباعة والمونتاج .

ويختم المؤذن حديثه معي بالتأكيد بان الإعلام الرياضي الفلسطيني يجاري التطور الحاصل في الساحة الرياضية الفلسطينية ، في انتظار مزيد من التقدم ، داعيا الى ضرورة استفادة الإعلاميين الرياضيين الفلسطينيين ، من الجهود التي يبذلها اللواء الرجوب في هذه المجال ، وخاصة بعد تنظيم الملتقى العربي الرياضي الثاني ، والملتقى الأول للإعلاميات الرياضيات في الوطن العربي .