وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سليم حمدان وابوعرب: شردتهما النكبة وجمعتهما الارادة والعربات المتحركة

نشر بتاريخ: 24/05/2012 ( آخر تحديث: 24/05/2012 الساعة: 21:05 )
كتب :ماجد ابوعرب
شيخ الاعلاميين سليم حمدان ,وكمال ابوعرب نجمان تخرجا من مدرسة المخيم , فرقتهما الغربة ,وشتتهم المحتل( سليم حمدان) عاش اللجوء بطعم الغربة , وابوعرب ,عاش اللجوء داخل مخيمات الوطن ,سليم ابدع في مجال الاعلام الرياضي ,وكمال ابوعرب أبدع في مجال لعبتي كمال الأجسام ورفع الأثقال ,حاز على بطولة المملكة الأردنية الهاشمية في الستينات من القرن الماضي ,وسليم حمدان اخترق حواجز الابداع وذاع صيته في كافة ارجاء المعمورة , صنع المجد الوحداتي بكلماته الصاروخية ,حتى اصبح رئيسا لتحرير جريدة الوحدات الرياضي ,ابوعرب وحمدان خرجا من رحم مخيم الجدعان بلاطه ,وواصلا مسيرتهما بكل كبرياء وشمم .

ابوعرب زرع حب هذه الرياضة في قلوب المئات من عشاقها وتخرج من مدرسته عشرات الرياضيين الذين نحتوا في صخر الحديد حتى غدت اجسامهم لوحات اجمل من البرونز وأغلى من الذهب ,علم اشبال بلاطه معنى الانتماء والرجوله,وصنع من جبروتهم ابطال في اكثر من محفل محلي وعربي ودولي ,وما وصل اليه( محمد بخيت) من مستوى عالمي شاهد اثبات على ما وصلت اليه رياضة كمال الأجسام في الماضي ,لكن نداء الواجب الوطني كان اكبر من كل البطولات فاندفع( بخيت )كالصقر ليقاتل في بيروت مع شرفاء هذه الأمة فسقط شهيدا بعد حياة حافلة بالبطولات .

ابوعرب لم ييأس وواصل عطاءه ,وتخرج من مدرسته المئات ,وبعد مرور مايزيد عن اربعين عاما مازال ابوعرب على عهد الشهداء يواصل مسيرته الرياضية من خلف عربة ,بعد ان بتر الأطباء ساقه ,بسبب مضاعفات مرض العصر (السكري ) ,لم ييأس ولم يتقوقع حول ذاته ,بل واصل زحفه نحو سلم العطاء,ليصنع لنا ابطالا محصنين بالأخلاق .

كما يتكرر المشهد ذاته منذ عشرات السنين مع الاعلامي سليم حمدان الذي لم ينكفئ في دياجير العزلة بسبب اعاقة ربانية عطلت جزء من جسده ,بل واصل مسيرته كاعلامي رياضي صنع الفرح بقلمه وجسد طموحه عبر صحيفة رياضية اسمها الوحدات ,بعد ان شغل اكثر من موقع كمحرر في اكثر من صحيفة اردنية وعربية ,كنت اتمنى ان اجمع البطلين في لقاء واحد وبرفقة كل منهما عربته المتحركة ,ليتحدثا مع بعضهما البعض ولوسائل الاعلام عن قصة نجاحهما بعد هذه المسيرة الطويلة من العطاء الذي مازال في ذروته رغم عبورهما الى بوابة الشيخوخة بعد هذا العمر الطويل .