|
ماذا قالت اسرائيل والعالم عن الانتخابات المصرية؟
نشر بتاريخ: 25/05/2012 ( آخر تحديث: 19/02/2013 الساعة: 23:59 )
القاهرة - معا - وكالات - قال السيناتور الديمقراطي الأمريكي جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إن الانتخابات الرئاسية المصرية نزيهة وعادلة، على الرغم من وجود بعض الشوائب.
وأضاف كيري في بيان أصدره مكتبه، الجمعة، أن العملية الانتخابية تدل على مرونة المصريين بعد عام من الاضطراب الاقتصادي والسياسي. وأوضح أنه على الرغم من أن الفائز في هذه العملية الانتخابية غير معروف حتى الآن، فإنه سيواجه الكثير من التحديات، خاصة أن الصلاحيات الدستورية للرئيس المصري لم تحدد بعد. وأكد أن هذه التحديات تشمل نسبة البطالة العالية، وتزايد الجرائم وركود الاقتصاد في مصر، موضحًا أنه يتعين على الرئيس الجديد مباشرة العمل على وجه السرعة مع جميع الطوائف السياسية في مصر ومع الجيش المصري لخلق مناخ سياسي جديد ومنظم، بحسب قوله. ودعا عدد من أعضاء الكونجرس الشعب المصري إلى الالتزام بنتيجة الانتخابات الرئاسية، مؤكدين أنه إذا فاز الإسلاميون، فسوف يتعاطى الكونجرس معهم بطريقة منفتحة. وبدوره، قال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، إنه يتابع باهتمام كبير الانتخابات الرئاسية في مصر، ووصفها في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه اليوم، بأنها "تاريخية"، حيث يختار فيها المصريون بحرية رئيسا من بين عدة مرشحين، وهو ما يشكل معلما مهما في تحول مصر الديمقراطية". وأثني الأمين العام على السلطات المصرية لتنظيم عملية الاقتراع، كما أثني على الشعب المصري لمشاركته في العملية الانتخابية. ورحب بان كي مون في البيان بالتقارير الأولية التي أفادت بتحول قوي للقوى النسائية الناخبة، مشيرا إلى الأجواء السلمية والهادئة التي شهدتها عملية التصويت، وقال إنه يتطلع إلى نتائج ذات مصداقية لهذه العملية. فيما ذكرت مجلة ( فورين بوليسى) الأمريكية أنه مع انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر فإن صناع القرار الاسرائيليين يستعدون للخيارات السيئة وأنه بالرغم من كل أخطاء الرئيس المصري السابق حسني مبارك إلا أنه كان حليفا يعتمد عليه لإسرائيل لمدة ثلاثة عقود وذلك حتى تنحيته بعد ثورة 25 يناير 2011. وقالت المجلة في نسختها الالكترونية الجمعة، إن التغيرات فى العلاقات المصرية الاسرائيلية ستكون عميقة وكبيرة وستراجع مصر العديد من سياستها الأمنية والخارجية خصوصا مع إسرائيل مما يثير ذعر الساسة الإسرائيليين حسب قول رئيس مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة بن جوريون يورام ميتال. كما وأشار ميتال إلى أن هذه المراجعات ستتضمن معاهدة السلام التي أبرمها الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1978 والتي لا تلقى شعبية لدى الشعب المصري، والتي أعرب أيضا كل المرشحين الرئاسيين في الانتخابات المصرية سواء كانوا إسلاميين أو من تيارات أخرى عن رغبتهم في مراجعة أو إبطال هذه المعاهدة. وأضافت المجلة أن الاستطلاعات تظهر أن 85% من المصريين يرون إسرائيل بشكل سلبي و 97% يرون أنها أكبر خطر لمصر ويرى 61 % ضرورة إنهاء اتفاقية السلام بالكامل وبالرغم من تأكيد المسئولين الأمنيين الإسرائيليين بأن علاقاتهم مع نظرائهم المصريين ظلت كما هي إلا أنه في الرتب الصغيرة يظهر هذا العداء في تصرفات بسيطة كالإشارة بعلامات عدائية عبر الحدود. وفى واشنطن اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن انتقال السلطة في مصر قد يكون له انعكاسات بعيدة المدى على المصالح الأميركية في المنطقة ومن أهمها اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل والاستقرار الإقليمي. وأوضحت الصحيفة في سياق تقرير بثته اليوم على موقعها الإلكتروني أنه في الأشهر الأخيرة سعى المسؤولون الأميركيون للحصول على تطمينات من الإخوان المسلمين وغيرها من القوى السياسية الناشئة لضمان احترام الاتفاقية. توقعت الصحيفة أن يواجه مرشح حزب الحرية والعدالة محمد مرسي منافسة شرسة في جولة الإعادة التي ستجرى الشهر القادم نظرا لان معظم المتنافسين الذين خرجوا من السباق في الجولة الأولى يسيطرون على دوائر انتخابية لا ترغب في سيطرة جماعة الإخوان على الحكم . ونقلت الصحيفة عن ميشيل دان المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي الأميركي سابقا قولها " إن رئيسا إسلاميا من المحتمل جدا أن يأتي برؤية مختلفة بدرجة كبيرة للشؤون الخارجية، ولا يوجد من يعلم كيفية التعامل مع الأزمات التي ستحدث حتما سواء بالنسبة لإسرائيل أو الضفة الغربية أو غزة أو لبنان". ومن ناحية أخرى ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن نجاح مرشح الإخوان المسلمين يضمن حدوث جولة إعادة مليئة بالأسئلة بشأن دور الإسلاميين في الحكومة والرؤى لمستقبل مصر. وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا لناخبين وقادة مسيحيين فإن مسيحي مصر احتشدت حول الفريق أحمد شقيق رئيس الوزراء المصري السابق في جهد منسق للتصويت لصالح تكتل ضد الإسلاميين. وفي تقرير لها، ذكرت صحيفة "لا كروا" الكاثوليكية الفرنسية أن الشخص الذي سيصبح رئيسا لمصر تنتظره مهام جسام، وعزت ذلك إلى أن مصر دولة يزيد عدد سكانها على 80 مليون نسمة، وتعتبر رائدة للعالم العربي على المستوى الديموغرافي والجغرافي. وأضافت الصحيفة أن الرئيس الجديد مطالب بالتوفيق بين الآمال السياسية المتعارضة والهويات الوطنية للشعب، كما أن عليه إنعاش الاقتصاد من أجل مكافحة البطالة، ورفع مستوى التشغيل المتدني. وتابعت أن الرئيس المصري الجديد مطالب أيضا بلعب دور دبلوماسي في الشرق الأوسط لرأب الصدع بين القيادات السنية والشيعية واختتمت بأنه عليه الاستجابة لمطالب العدل والحرية حتى يستمر إثمار الربيع العربي بشكل دائم. أما صحيفة "بوليتيكن" الدانماركية ذات الاتجاه الليبرالي، فقالت إن المصريين بحاجة ماسة إلى الأمل، ويحتاجون بشكل ملح إلى أن تنبت للديمقراطية الجديدة جذور، وأن يمنحهم الرئيس الجديد والبرلمان المنتخب من الشعب أملا في مستقبل أفضل. وتحدثت الصحيفة عن مشاكل البطالة والإسكان والحريات التي ما زال المصريون يعانونها، ورأت أن المصريين من حقهم أن يكون لديهم دستور ديمقراطي، وأن ينشئوا مجتمعا مدنيا يثقون -من خلاله- في حكامهم وتتاح لهم إمكانية تغييرهم. وأشارت إلى صعوبة مهمة الناخب في هذه الانتخابات في اختيار مرشح دون معرفة صلاحياته أو الأساس القانوني لحكمه مستقبلا، واختتمت قائلة :"إن القوة الحقيقية للرئيس الجديد تنبني فقط على أساس قدرته على التعامل مع الإحباط الذي عاناه الشعب". ومن جانبها، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن انتخاب المصريين رئيسا جديدا يعد خطوة للأمام على مستوى الحرية ومطلبا للاستقرار في البلاد بعد عام من الفوضى التي تلت النظام المخلوع العام الماضي، مؤكدة أهمية النزاهة احتراما لما وصفتها بشجاعة شباب ميدان التحرير. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن المتظاهرين الذين خرجوا لخلع نظام حسني مبارك لم يخلقوا مادة مذيبة لمشاكل المنطقة، بل فرضوا فقط تغييرا على الطريقة التي كانوا يحكمون بها بما يستجيب لرغباتهم واحتياجاتهم. وأشارت إلى أن هذه الانتخابات الرئاسية تجسد روح المحتجين في ميدان التحرير، لا سيما أنهم يتحدون الانتقادات التي تعتبر الديمقراطية شيئا مستهلكا بالنسبة للعالم العربي بسبب المخاطرة بتمكين غير المتسامحين. وتابعت "رغم أن العديد من مكونات الدولة الدستورية والاقتصاد بحاجة إلى إعادة بناء خلال فترة طويلة، فإن اختيار رئيس يحظى بشعبية يعتبر خطوة هائلة إلى الأمام". وأشارت "التايمز" إلى أن الاقتصاد يأتي في مقدمة المشاكل التي ستواجه الرئيس المصري الجديد، خاصة أن مرحلة عدم الاستقرار السياسي التي أعقبت سقوط نظام مبارك ساهمت في إضعاف الاقتصاد، كما أن مصر ليس لديها سوى احتياطات محدودة من الوقود الحيوي، وتعتمد على الاستثمارات الخارجية والسياحة التي انهارت بسرعة كبيرة. واختتمت الصحيفة البريطانية، قائلة :" السباق الرئاسي انحسر في المواجهة بين مرشحي النظام القديم وبين الإسلاميين الذين تقدموا إلى الواجهة بعد عقود من القمع، استطلاعات الرأي التي تعد جديدة بالنسبة لبلد خضع لحكم العسكر نحو ستين عاما تشير إلى أنه لا أحد لديه فكرة واضحة عمن سيكون الأوفر حظا في هذا الاستحقاق الديمقراطي الأهم لمصر بعد ثورة 25 يناير". وفي المقابل، رسمت الصحافة الإسرائيلية صورة سوداوية وقاتمة لمصر بعد الانتخابات وزعمت أن وصول إسلامي إلى سدة الرئاسة يعني تحول مصر إلى "إيران ثانية". وقال الكاتب الإسرائيلي بوعز بسموت في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" إنه في حال فوز المرشح المستقل عبد المنعم أبو الفتوح، الذي وصفه بأنه الأوفر حظا للفوز، ستنتقل مصر بعد أكثر من 60 سنة استبدادا من العسكر إلى المرحلة التالية وهي استبداد الدين. وفي السياق ذاته، قال إسرائيل زيف في صحيفة "معاريف" إن مصير الانتخابات لا يكمن فقط في النتيجة بل لأنها ستؤدي إلى دولتين مختلفتين جوهريا في اليوم التالي. وأضاف" انتخاب موسى معناه إعطاء فرصة لمصر لتنجح في الدخول إلى مسار إعادة البناء، أما بالنسبة للعلاقات مع إسرائيل، فمن المتوقع لها أن تعود لتكون على ما كانت عليه حتى اليوم، وموسى سيعمل حيالها على مستويين، المطالبة بتجريد المنطقة من النووي وإعادة طرح القضية الفلسطينية على جدول الأعمال، والعمل على منع تدهور العلاقات بين البلدين". وتابع زيف " من الجهة الأخرى، فإن الإسلامي أبو الفتوح لا يملك تجربة في الحكم، ولا يملك رؤية اقتصادية وسياسية دولية، وفي ظل غياب قدرته على بلورة أجندة سريعة للانتعاش الاقتصادي، فإن ذلك من شأنه أن يأخذ مصر إلى توجهات أيديولوجية وكراهية غربية". واستطرد" هذه الظروف من شأنها أن تربط مصر بميول التعاظم الإسلامي في المنطقة، فمصر، التي كانت الجهة الرائدة في منع تصدير الثورة الإيرانية في المنطقة تحت حكم مبارك، من شأنها تحت حكم أبو الفتوح أن تصبح واحدة من مطارحها". أما تسفي برئيل فركز في مقال له بصحيفة "هآرتس" على اتفاقية كامب دفيد، واعتبر أن الضباب الكثيف يغطي عيني إسرائيل خلال انتظارها هوية الرئيس الجديد لجارتها مصر وخصوصا بعد الحداد السياسي لسقوط الحليف، في إشارة إلى مبارك. وأضاف" طريق مصر الجديد على تعقيده واحتمالاته وأخطاره هو في نظر إسرائيل أصوات خلفية ليست لها أهمية، فإسرائيل لا ترى أهمية إلا لسلامة اتفاقية كامب ديفيد، ومن المؤكد أن استمرار وجودها هو الامتحان الوحيد لعلاقات الدولتين"، مشيرا إلى أن رئيس مصر الجديد لا يريد ولا يستطيع التحلل من هذه الاتفاقية، وسيكون من الوهم في المقابل توقع تغيير كبير في سياسة إسرائيل تجاه مصر، حيث سيكون أسهل بالنسبة لها أن تتهم الثورة المصرية والإخوان المسلمين بإفساد العلاقات وتهديد السلام، بدلا من فتح العدسة لرؤية المنزلق الذي تتدهور فيه على إثر الربيع العربي. وبصفة عامة، يجمع كثيرون أن إسرائيل تعيش حالة رعب غير مسبوقة، بالنظر إلى أن تأثيرات انتخابات الرئاسة المصرية ستمتد حتما إلى خارج الحدود، كما أنها ستشكل دليلا ملموسا على نجاح الربيع العربي. |