وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لأول مرة- أم فلسطينية تناقش مشروع التخرج عن ولدها الذي اعتقل قبل ساعات

نشر بتاريخ: 26/05/2012 ( آخر تحديث: 27/05/2012 الساعة: 08:53 )
بيت لحم- تقرير معا- في حوالي الساعة الثانية من صباح الأربعاء 23/5/2012 كان نضال قد أتم تجميع كافة الأفكار التي سيتطرق لها بعد اقل من 12 ساعة أمام لجنة المناقشة لمشروع تخرجه في الجامعة ولكن طرقات قوية على باب سكنه في مدينة نابلس أوقفت تفكيره وأغلقت أمامه باب حلم المناقشة.

فتح نضال الباب ليجد قوة عسكرية إسرائيلية كبلته واعتقلته. بعد صلاة الصبح رن جهاز الهاتف في منزل العائلة في سلفيت شمال الضفة الغربية ليصل خبر اعتقال نضال لأسرته.

أم نضال مديرة مدرسة وتتمتع بعلاقة قوية مع ابنها ومتابعة لكل كبيرة وصغيرة في مشروع تخرجه.

وفي حديث مع أم نضال لـ "معا" تقول لقد مضى حوالي ثلاثة أسابيع لم أشاهد فيها نضال الذي كان مشغولا ومنهمكا في مشروعه مما أبقاه في نابلس حيث الجامعة طوال الوقت وكنت أتواصل معه عبر "الفيس بوك" والهاتف.

ذهبت أم نضال للعمل حيث المدرسة والأفكار تتقلب في رأسها حيث قررت الانتصار لأبنها وتتخذ القرار وتتحرك للجامعة "جامعة النجاح بمدينة نابلس" وبعد مشاورات مع زملائه الخريجين وهيئة التدريس كانت النتيجة أن تتقدم هي لمناقشة المشروع عن ابنها نكاية بالاحتلال الذي حاول ان ينغص الفرحة على ابنها ولإيصال رسالة لكل العالم ان هناك إرادة فلسطينية لا تقهر.

وتقول آم نضال ( لقد عزّ عليّ أن يذهب تعب ولدي هباءً وخاصة انه كان قد علق لوحاته قبل بيوم في القاعة المخصصة للنقاش في الجامعة وكان كل شيء جاهز).

تقدمت الأم بكل ثقة وثبات ولمدة حوالي عشرين دقيقة عرضت شرحاً عن لوحات ابنها وأجابت عن أسئلة اللجنة التي أعلنت في النهاية قرارها بنجاح الطالب نضال عز الدين فتاش.
|176445|
أما والد نضال فيقول ان نضال من مواليد 1990 وكان يحب الفنون والأمور العملية وبالرغم من اجتهاده الأكاديمي إلا انه حصل على معدل 73% في الثانوية العامة وذلك خوفاً من ان يحصل على تفوق أعلى يعرضه لضغط المحيطين للتوجه لدراسات علمية.

وهذا انعكس على مشروع تخرجه كما يقول والده حيث كان موضوع تخرجه ( محددات اختيار التخصص لطلاب السنة الأولى في الجامعة) وقد ارتكز على خمسة محاور وهي (هل الرغبات أم القدرات أم حاجة السوق أم المجتمع أم ضغوط الأهل والمحيط من يحدد التوجه للتخصص) ويثمن والده ما قامت به أم نضال من خلال مناقشتها لمشروع ولدها كحالة من التعبير الغريزي للام التي تنتصر لولدها.

قصة ام نضال هي فعلاً تعبير مكثف ليس بالغريزة فحسب بل وبإرادة عن الإصرار الفلسطيني بشكل عام وعن قوة المرأة الفلسطينية وإرادتها الاستثنائية بعيداً عن الحالة البكائية رافضة الدور التقليدي والتنميطي المعتاد لأم الأسير الباكية والمتحسرة بالرغم من ان البكاء والحسرة سلوك ومشاعر إنسانية طبيعية.

ام نضال تبعث برسالة للاحتلال والعالم ان المرأة الفلسطينية تستطيع وتقدر على التحدي بكل إشكاله مهما كانت التحديات والمعوقات.