وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الفرق بين السعودية والفاتيكان

نشر بتاريخ: 28/05/2012 ( آخر تحديث: 31/05/2012 الساعة: 22:30 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - على الهواء مباشرة طالب بروفيسور امريكي باجراء انتخابات في السعودية . وفجأة وجدتني ارد عليه : بعد ان يقوم الغرب باجراء انتخابات في الفاتيكان لاختيار شعبي حر وديموقراطي منتخب لقداسة البابا تتجرأون حينها بالمطالبة باجراء انتخابات شعبية في السعودية لاهل البيت .

وقد شهدت قناة العالم الايرانية حلقة ساخنة الاسبوع الماضي على خلفية الاحداث في سوريا ، فقد استضافتني القناة مع البروفيسور الامريكي د. دانييل فروير من واشنطن ود.بسام ابو عبد الله من جامعة دمشق

وكان محور الحديث في النصف الاول من الحلقة عن الموقف الاسرائيلي من اسقاط بشار الاسد ، وكيف ان اسرائيل لن تتدخل لكنها ستستفيد من سقوط الاسد كما انها مستفيدة من وجوده في الحكم ايضا فهي تريد ان تكسب على كل الجهات والاحتمالات دون ان تخسر اي شئ .

كما ان احد اهم الاسباب في تغيّر الموقف الاسرائيلي هو تجربة مصر وقبول الاخوان المسلمين باتفاقية كامب ديفيد وان كان على مضض ، وان امريكا هدأت من روع اسرائيل في هذا المجال .

مقدم الحلقة محمد بيشكر نجح في استفزاز الضيوف وشرع الضيف الامريكي يتحدث عن انتقال الثورات العربية من مصر والشام الى دول الخليج لكنني ومن دون قصد رددت عليه بسؤال مباغت : وهل يوافق الغرب على اجراء انتخابات ديموقراطية لاختيار قداسة البابا في الفاتيكان ؟ وهل يمكن القول ان الاحزاب السياسية الاوروبية من الان فصاعدا ستختار بابا مناسب لها ام ان الامر يخص الدين ورجال الدين والطوائف هناك ؟

ومن ثم لدينا هنا في ارض الاسلام " اهل البيت" ما يعني انهم من اهل النبي محمد عليه الصلاة والسلام فهل تفكرون ان تنتخبوا لنا اهل بيت وتتدخلون في سلالة محمد ايضا ؟

وبالنسبة لمشكلة البحرين اعتقد انها مشكلة ديموغرافية وليست مشكلة ديموقراطية ، هناك سكان شيعة في بعض دول الخليج يرون ان هويتهم الطائفية تتناقض مؤقتا مع هويتهم المدنية تحت حكم الدولة وهذا له حلول كثيرة في عالم السياسة وليس عن طريق تأجيج الصراع اكثر واكثر .

وانا ادعو الى انتهاج " ديموقراطية عربية " خاصة بالعرب وليس نسخا اوروبيا ، وفي مقالات سابقة تخص الشأن الفلسطيني قلنا ان حكم الديموقرطية في الغرب مبني على جذر الحريات الفردية في حين ان المجتمع العربي يقوم على انساق مختلفة منها الاسرة الممتدة ومنها العائلة والقبيلة والعشيرة ويجب اخذها في عين الاعتبار لا سيما في الدول التي تعاني من هلهلة في نظام التأمين والحماية . ففقدان النسق العشائري سيؤدي الى فراغ كبير يقود الى تناحر وفوضى لا يمكن لاحد السيطرة عليها مثلما حدث في العراق .وما نجح حتى الان في المجتمعات العربية هو النظام الابوي . فالقائد الناجح هو الذي يتعامل مع الشعب على انهم اسرة واحدة واخوة ويتقاسم معهم الغنائم والثروات والهموم والمصاعب ويشاركهم في الحكم ونماذج على ذلك جمال عبد الناصر وعرفات وبورقيبة والراحل الملك الحسين وال نهيان في الامارات وفيصل في السعودية جعلوا من بلادهم تتطوّر وترتقي الى مصاف الدول الناجحة .

وحتى من الناحية الاقتصادية هناك عشائر وعائلات في امريكا مثل عائلة فورد وعائلة بوش وفي اليابان أكبر عائلات تحمل اسماء السيارات والمصانع الكبرى ، ومتأخرا وجدنا ان المستشرقين الذين هاجموا القبائل والعشائر ودعوا الى تفتيتها انما كانوا يفعلون ذلك من باب الغيرة من المجتمع العربي ومن باب تفتيت وحدة المجتمع فالقبائل هي صمام امان للمجتمعات والدليل حين انهارت الدولة في العراق وسوريا وفلسطين وليبيا وجدنا ان القبائل قامت بحماية المجتمع ومنعت كارثة الفلتان الامني والنهب والقتل والعصابات .

اما نموذج الديموقراطية الغربية فقد افشلها الغرب واسرائيل لان الشعب الفلسطيني حين انتخب حماس قامت امريكا والغرب واسرائيل بسحب الاعتراف بالحكومة 12 في السلطة وقطعوا عنها الرواتب .

ومن وجهة نظري ان الحل بين الاحزاب القومية والاسلامية هو ان يتشارك الجميع في الحكم بموجب معايير نسبية تخص كل دولة سواء في مصر او في غيرها من البلدان ، فلا يوجد اي حزب قادر على حكم البلاد لوحده وان فعل ذلك سيكون نموذجا سيئا لتهميش الطاقات الاخرى .