وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل يتحقق حلم إبراهيم ويضع وردة على قبر أبيه؟

نشر بتاريخ: 30/05/2012 ( آخر تحديث: 30/05/2012 الساعة: 17:49 )
بيت لحم- خاص معا- توجه ابراهيم ابن الحادية عشرة إلى مدرسته لتقديم الامتحان وذهنه مشغول بما ينتظره خلال الساعات القادمة، بعد أن تتسلم عائلة زعول جثمان والده الذي استشهد وهو لم يتجاوز السنة الثانية والنصف من عمره.

ميرفت زعول والدة إبراهيم ابلغته هذا الصباح أن الاحتلال سيسلم جثمان والده يوم غد وسيتم دفنه اخيرا في قبر "تستطيعُ زيارته كلما اشتقتَ لابيك"، فكان رد فعل الطفل أن سارع بالقول "خليه يصير لأبوي قبر لأقدر أزوره وأضع عليه وردة".

إبراهيم لا يتذكر والده ولا يعرفه إلا من خلال الصور، ويبنى ذاكرته عن والده على ما ترويه له أمه، فينطلق بعد ذلك بين أقرانه يقص عليهم أحاديث والده وكأنه عاشها معه لحظة بلحظة.

الشهيد محمد عيسى زعول مواليد 25 شباط 1981، من قرية حوسان غرب بيت لحم استشهد في عملية فدائية في القدس يوم 22 شباط 2004، ومنذ ذلك الحين تواصل اسرائيل احتجاز جثمانه وترفض تسليمه لعائلته.
|176751*الشهيد محمد عيسى زعول|
وتخشى عائلة زعول الذي ورد اسمه في القائمة الأولى للجثامين التي ستسلمها إسرائيل للسلطة الفلسطينية أن تتراجع إسرائيل في أي لحظة عن تنفيذ الاتفاق، وتقول زوجة الشهيد "نتوقع أي شيء من إسرائيل فالكل متخوف ومتشكك من النوايا الإسرائيلية وقد تعودنا على أن تتراجع إسرائيل في أغلب الأوقات".

وترى ميرفت زعول وهي منسقة في الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء أن تسليم الجثامين نجاح كبير للحملة التي أطلقها مكتب القدس للمساعدات القانونية.

وتوفيت والدة الشهيد محمد زعول في 15 رمضان من العام الماضي دون أن تودع نجلها، واصيبت تلك الوالدة بحزن شديد عندما تراجعت إسرائيل عن تسليم جثمان ابنها الذي كان اسمه ضمن صفقة شاليت، حتى أنها باتت تردد "لا أريد أن يدخل عليّ محمولا" وكانت سرعان ما تحتضن ابنه ابراهيم محاولة التغلب على مشاعرها.
|176750|
أما زوجة الشهيد محمد فترى في تسلُّم الجثة وضع حد لجرح نازف طالما تسبب لها ولعائلة زوجها بالألم والمعاناة، تقول للزميل كريم عساكرة: "الجرح للجميع، وليس من السهل ان تفقد انسانا عزيزا عليك مرتين"، وتضيف "كنت اتابع كل الأخبار عن مقابر الأرقام وكنت أعاني نفسيا عندما كنت اسمع عن السيول التي جرفت جثامين الشهداء او عندما كانت انباء تتحدث عن نهش الكلاب للجثامين ووضع أربعة شهداء في قبر واحد، إنه أمر يعكس نفسية سيئة علينا ونحن نرى مصير أعزائنا على هذا الحال.

يشار إلى أن إسرائيل قررت تسليم جثامين 90 شهيدا فلسطينيا محتجزين في مقابر الارقام منذ سنوات طويلة، ومن بينها جثمانان لشهيدين من محافظة بيت لحم هما: محمد عيسى خليل زعول من قرية حوسان وعلي منير يوسف جعارة من مخيم عايدة.
|176753|