|
هبة سترقد اليوم إلى جانب جدها الذي طالما حلم دفنها بيديه
نشر بتاريخ: 31/05/2012 ( آخر تحديث: 31/05/2012 الساعة: 13:59 )
جنين- تقرير معا- استقبلت عائلة الشهيدة هبة عازم ضراغمه من مدينة طوباس خبر الإفراج عن جثمانها بحمد الله والسجود شكرا لله الذي منّ عليهم بدفن جثمان ابنتهم حسب الشريعة الاسلامية وان يتم زيارة قبرها وقراءة الفاتحة على روحها.
وأفرجت إسرائيل اليوم الخميس عن الدفعة الأولى من شهداء مقابر الأرقام وعددهم 91 شهيدا وستجري لهم مراسم رسمية في مقر المقاطعة في رام الله بحضور ومشاركة الرئيس محمود عباس. وتحتجز اسرائيل جثامين قرابة 300 شهيد فلسطيني وعربي في مقابر تطلق عليها "مقابر الارقام" وهي سرية حيث تدفن الجثامين في مدافن بسيطة محاطة بالحجارة تتخذ من الارقام بديلا لاسماء الشهداء. يقول عازم ضراغمه والد الشهيدة هبة في حديث مع مراسل "معا" في جنين رائد ابو بكر "لقد استقبلت الخبر ووالدتها بكل فخر واعتزاز وشعور بالانتصار على الاحتلال الذي احتجز جثمان ابنتي لتسع سنوات لاني واخيرا سأدفنها في تراب طوباس بالقرب من جدها الذي احبها كثيرا وانتظر جثمانها ليدفنها بيده لكن الموت كان الاسبق في تحقيق حلمه". واستشهدت هبة بتاريخ 19-5-2003 إثر تنفيذها عملية فدائية في العفولة مما ادى الى مقتل وجرح العشرات من الجانب الاسرائيلي. ويشير عازم انه لم يترك بابا الا وطرقه من اجل تحرير جثمان ابنته هبة من مقابر الارقام حيث توجه الى نواب الكنيست العرب من بينهم احمد الطيبي عدا عن المؤسسات الفلسطينية والدولية الحقوقية منها والانسانية لكن ما من مجيب. |176802| وقال "رغم صعوبة الموقف وقسوته بعودة جثمان ابنتي بعد 9 سنوات من استشهادها لكن مشاعر الفرحة تطغى على كل شيء لان باستطاعتي ان انقل جثمانها الى مقبرة اسلامية"، مشيرا انه ينتظر استلام جثمانها على أحر من الجمر. واضاف سأتوجه الى رام الله غدا الى مقر المقاطعة حيث ستصل الجثامين الطاهرة وبعدها سأنقل جثمان هبة الى طوباس لتكون هناك جنازة عسكرية بحضور محافظ طوباس وبعدها سأفتح بيتي لاستقبال المهنئين على سلامة وصول الجثمان ودفنها في مقابر اسلامية لكن لم يخف عازم مخاوفه من تراجع سلطات الاحتلال في تسليم الجثامين حيث سبق ذلك وعودات من الجانب الاسرائيلي بتسليمهم الا انها تخلفت كعادتها بعد ان جهزنا المقبرة الخاصة بها. ويرجع عازم بذاكرته الى يوم استشهاد هبة حيث قال "في صباح يوم استشهادها حضرت هبة لي الفطور قبل توجهي الى عملي حيث اعمل في مهنة البناء وقالت لي انها ستتوجه الى جامعة القدس المفتوحة لتقديم امتحان في اللغة الانجليزية وسأحضر لك شهادة مميزة عن كل الشهادات تفتخر بها طوال حياتك". واضاف "انا لم استغرب من كلامها هذا لانه كان من الطبيعي على هبة المعروفة بتفوقها الكبير في جامعتها ان تاتي بشهادة مميزة عن كل الشهادات لكونها الاولى على دفعتها". وتابع "توجهت الى عملي وكان تنفيذ العملية في العفولة الساعة الثالثة عصرا جاء والدي- جدها- وطلب مني التوجه الى المنزل واخبرني انه من الممكن ان هبة استشهدت في تفجير في العفولة استغربت الأمر ان هبة توجهت صباحا الى الجامعة، سألت عنها قالوا لي: انها لم تحضر بعد وجاء الخبر اليقين عن استشهادها وقتها عرفت ما معنى الشهادة التي وعدت باحضارها والتي ذكرتها لي صباحا وقد حققت ما وعدت به". |176800| واشار انه وعائلته عاشت الويلات من الاحتلال بعد استشهادها حيث هدم الاحتلال منزله المكون من طابقين بمساحة 120 مترا مربعا عدا عن اعتقاله وزوجته وابنته ومضايقات اخرى من منع السفر وغير ذلك مع العلم ان للشهيدة شقيق وهو بكر 32 عاما معتقل في سجون الاحتلال ومحكوم عليه بالسجن 22 عاما قضى منها 12 عاما. وفي ختام حديثه وجه الشكر الكبير الى السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى راسها الرئيس محمود عباس على الجهود المبذولة وبشكل مستمر للافراج عن جثامين الشهداء المفقودين والاسرى القابعين خلف القضبان الاسرائيلي مطالبا بالاستمرار في محاولتهم من اجل الافراج عن كافة الشهداء الراقدين في قبور الارقام لدفنهم حسب الشريعه الاسلامية كما طالبه بالعمل المستمر من اجل الافراج عن كافة الاسرى. |