|
طالبوا بالمطران كابوتشي : أبطال سافوي الإحياء يروون حكاية الشهداء
نشر بتاريخ: 30/05/2012 ( آخر تحديث: 31/05/2012 الساعة: 07:41 )
بيت لحم-معا- مع انتشار خبر استعداد إسرائيل لتسليم جثامين 91 شهيدا تحتجزهم منذ سنوات عادت الذاكرة الفلسطينية للبحث في قصص وحكايات الشهداء والعمليات البطولية .
من بين تلك الحكايات تبرز حكاية ابطال العملية الفدائية المعروفة بفندق سافوي والتي نفذت بتاريخ 5/3/1975 في قلب تل ابيب. عملية تعتبر من اكبر وأضخم العمليات النوعية لقوات العاصفة الجناح العسكري لحركة فتح والتي قتل فيها العشرات من الضباط حيث لا يوجد رقم دقيق للقتلى الا ان الرقم يتراوح ما بين (50 الى 100) من الجانب الاسرائيلي ما بين جندي وضابط وجرح ما يزيد عن 150 جندي وضابط ومن ضمن القتلى العميد في الجيش عوزي يثيري احد اكبر ضباط الاستخبارات الذى قاد عملية فردان وأدت الى اغتيال القادة الثلاثة . وكانت العملية انتقاما لاغتيال القادة كمال عدوان و كمال ناصر و أبو يوسف النجار. ابطال عملية فندق السافوي خضر محمد احمد حميد موسى عبد ابو الليل مداحة محمد زياد صغير محمد المصري |176794| في حديث صحفي سابق يروي احد منفذي العملية الذي بقي على قيد الحياة وهو النقيب موسى: عاش والدي في مدينة بئر السبع قبل ان يهاجر الى مدينة الرصيفة الاردنية عام 1948 حيث ولدت هناك عام 1954 وعشت ضمن أسرة فقيرة الحال وعرفت الكثير من الأحاديث والذكريات التي كان يرددها والدي عن فلسطين وثوراتها وثوارها, أكملت دراستي في الرصيفة وكان الحلم الذي يسيطر علي هو الالتحاق بالثورة الفلسطينية وحانت الفرصة بعد معركة الكرامة والتحقت بمعسكر للأشبال وبدأت التدريب على السلاح وتعلمت الكثير عن فلسطين وعن الثورة ثم التحقت بجيش التحرير الفلسطيني لكني تركته بعد عام واحد وعدت الى الثورة وتلقيت المزيد من التدريب في معسكرات الثورة في سورية واشتركت في عدة مواجهات مع العدو في الجنوب اللبناني وشاركت في العمليات خلف خطوط العدو في حرب تشرين 1973 ورفعت العلم الفلسطيني لأول مرة في منطقة الجليل كما شاركت في معارك عين حلوة وراشيا الوادي كما شاركت في عملية نهاريا يوم 6/12/1974. وبعد نجاحنا في عملية نهاريا بدأنا الاستعداد لعملية سافوي وخضنا مرحلة من الإعداد والتدريب البحري الشاقين بدأنا تنفيذ العملية يوم 5/3/1975 حيث أنزلنا زوارقنا من السفينة على بعد ستين ميلا من تل ابيب, وركبنا الزوارق باتجاه تل ابيب وكان هدفنا دار الأوبرا التي كانت تزدحم كل ليلة بكبار الشخصيات والمسؤولين الصهاينة لكن وعندما اقتربنا من الدار وجدنا سدا عاليا يتعذر علينا اقتحامه فانحرفنا يمينا على بعد 200متر حيث جهزنا أسلحتنا ومعداتنا ونزلنا من القارب بعد تلغيمه وبدأنا بإطلاق النار ونحن نتجه نحو أهدافنا وكان إطلاق النار كثيفا ومركزا ولم نكن نسمح للرصاص ان ينطلق هدرا وكانت المنطقة تغص بالجنود الصهاينة وكنا نراهم وقد ذهلوا من المفاجأة قطعنا الشارع الأول باتجاه دار الأوبرا دون مقاومة تذكر فوجدناها فارغة فاتجهنا فورا الى دار الشبيبة وكانت تحت الترميم ولا احد بداخلها فقررنا على الفور الاتجاه الى الهدف الثالث البديل حسب الخطة وكان فندق سافوي والذي كان قبل عام 1948 مقرا قيادة عصابة الأرغون بقيادة الإرهابي مناحيم بيغن. وصلنا الفندق فوجدنا بابه مغلقا فأطلقنا قذيفة "انيرغا" لتدمير الباب, وبعدها توزعنا واقتحمنا كل طوابق الفندق وجمعنا من فيه وكانوا 13 صهيونيا وأخذنا الرهائن الى الطابق الأرضي وكان قرارنا مغادرة الفندق لكن جنود العدو الذين تجمعوا عند المدخل وحول الفندق بدأوا بإطلاق النار وخلال الاشتباك معهم شاهدنا دبابات العدو وآلياته تحاصر الفندق فقمنا بنقل الرهائن الى الطابق الثالث وتوزعنا على الطوابق, ولدى مراقبتنا عرفنا ان هناك محاولة لاقتحام الفندق فأطفئنا الأنوار, وبدأت المعركة وبدأت دبابات العدو ومدافعه تقصف الفندق من الجهات الأربع واستمرت المعركة حتى الثانية والنصف ليلا قام العدو خلالها بعدة عمليات اقتحام فاشلة لكن مدافعنا الرشاشة وقنابلنا اليدوية وقاذفات اللهب أفشلت تلك المحاولات واستشهد خلال المعركة الملازم خضر قائد المجموعة وأصيب نايف الصغير إصابات بليغة. وحوالي الثانية والنصف توقف العدو فجأة عن إطلاق النار وطلب منا عبر مكبرات الصوت البدء بالمفاوضات فطالبنا بإطلاق سراح عشرة من رفاقنا على رأسهم المطران كبوشي, يرسلون بوساطة طائرة تابعة للأمم المتحدة الى دمشق او القاهرة وبعد وصولهم وتلقينا إشارة بذلك من قيادتنا بالراديو تبدأ مفاوضات جديدة بوساطة سفيري فرنسا والفاتيكان وممثلي الصليب الأحمر لتأمين خروجنا. وعلى الفور وبصفتي خبير متفجرات بدأت بإعداد العبوات الناسفة وقمت وزملائي ببثها في الفندق وجمعت الرهائن في إحدى الزوايا وجلس الأخ نايف الصغير وكان مصابا إصابات بليغة قرب الرهائن وبيده الأسلاك وإمامه البطارية استعدادا لتفجير العبوات الناسفة وطلبت منه الا يقوم بعملية التفجير قبل سماع الإشارة والتي كانت: عاشت فلسطين .. عاشت الثورة .. الله اكبر وأكدت عليه عدم التفجير قبل سماع الله اكبر والتي اتفقنا على ترديدها معا. بعد فترة اتصل العدو بمكبرات الصوت ليقول ان السفير الفرنسي في طريقه الينا, وحوالي الرابعة صباحا عاد واتصل ليقول ان السفير الفرنسي في جنوب فلسطين وانه يحتاج الى اذن رسمي من بلاده وان ممثلي الصليب الاحمر غير موجودين وانه يحتاج مزيدا من الوقت للاتصال بهم وطلب منا إخلاء الجرحى فأبلغناه بان لدينا أدوات طبية كاملة وقلنا لهم لا تعاودوا الاتصال بنا قبل ان نسمع الإشارة من قيادتنا عن إطلاق سراح زملائنا الأسرى وعلى رأسهم المطران كبوشي وأبلغناهم ان الساعة الخامسة صباحا هو الموعد النهائي. وشعرت من كلام المسؤولين الصهاينة بالمماطلة والخداع لكسب المزيد من الوقت فطلبت إحضار جسد الشهيد خضر من السطح ليكون بيننا ساعة الصفر وجلسنا جميعا حول جثمانه وقبلناه واحدا بعد الأخر وعدنا الى مواقعنا بانتظار ساعة الصفر, وبعد فترة قصيرة سمعنا صوت ضجيج شديد حول الفندق ورصدنا سيارات مليئة بالجنود وعددا من الدبابات تقترب من الفندق وفهمت ان عملية اقتحام الفندق قد بدأت, فبدأنا الاشتباك مع الجنود المقتحمين وتأخرت قليلا بإعطاء إشارة التفجير حتى رأيت جنود العدو وقد دخلوا الطابق الأول من الفندق واتجهت الى الداخل وانا اصرخ عاشت فلسطين.. عاشت الثورة .. الله اكبر .. وردد معي زملائي الهتاف, وبعد لحظات انفجر كل شيء في الفندق ولم اعرف بعدها ماذا جرى, وحين أفقت كانت الشمس تملأ الدنيا التي شاهدتها من تحت الأنقاض, نظرت حولي فشاهدت أنقاضا وأشلاء رفاقي فعرفت إنني مازلت على قيد الحياة, وبعد دقائق سمعت اصواتا خارج الفندق فأخرجت رجلي العالقة تحت الأنقاض,وبعد ذلك بدأت وبهدوء البحث عن البندقية فوجدت بندقيتي وثلاثة مخازن عتاد وبدأت استعد لمعركة جديدة وبينما انا في أفكاري سمعت اصواتا باللغة العبرية وانتظرت ليطل صاحب الصوت وشاهدت اثنين من أفراد قوات العدو يشقان طريقهم عبر الأنقاض فانتظرت حتى أصبحا في مرمى البندقية فأطلقت عليهما النار وقتلا على الفور وبدأت بإطلاق النار على الجنود وكانوا بالعشرات ثم قفزت الى الأرض وواصلت إطلاق النار حتى نفذت ذخيرتي فاندفعت باتجاه احد جنود العدو القتلى للاستيلاء على بندقيته غير ان جراحي وآلامي لم تسعفني بالتحرك بالسرعة المناسبة فأطبق الجنود علي أمام مئات المتفرجين والصحفيين وانهالوا علي ضربا حتى فقدت الوعي لأصحو واجد نفسي بعد ذلك داخل زنزانة في سجن صرفند الحربي. فتح جنود العدو باب الزنزانة وسحبوني من داخلها ترافقهم الشتائم وكانت أيديهم وأرجلهم تمارس دورها في الركل والضرب, وجروني من قدمي الى غرفة التحقيق حيث تآكل جلد ظهري ورأسي بسبب الجر وفي الغرفة وجدت محققين وجنود ميزت بينهم وجه وزير حرب العدو انذاك شمعون بيرس وفهمت بعض ما قالوه مثل كلمة سافوي واسم عوزي بائيري وهو ضابط صهيوني برتبة عميد نعته الصحف الصهيونية بانه كان قائدا لاحدى وحدات العدو التي عبرت السويس في حرب 1973 وانه كان قائد عملية فردان وبعد خروج بيرس بدا التحقيق وبدا التعذيب بدافع الانتقام مني واستمر التعذيب ومن اجل الحصول على المعلومات لم يتورع المحققون عن استخدام كافة انواع التعذيب الجسدي والنفسي كاستخدام الكلاب المتوحشة والمياه الساخنة والباردة والكهرباء والكي بإعقاب السجائر وخلع الأظافر وبعد ثمانين يوما جرى تقديمي الى المحكمة العسكرية التي احتاجت الى 24 جلسة كانت الجلستان الأخيرتان منها للنطق بالحكم حيث حكم علي بالإعدام وتغير الحكم بعد 13 شهرا قضيتها في سجن الرملة كمحكوم بالإعدام البس الثياب الحمراء, وبعد تخفيض السجن الى المؤبد نقلت الى سجن عسقلان الذي مكثت فيه من عام 1977 الى عام 1981 حيث نقلت الى سجن بئر السبع والذي خرجت منه الى الحرية عام 1983. هذا اللقاء منقول عن احد المواقع المصرية الذي عقد هذا اللقاء مع أحد الإبطال المصريين الذين شاركوا بعملية سافوي الفدائية 1975م "شاليتا"..رجل دمياطى بسيط.. كنت اعرفه منذ زمن، ولكنى لم أكن أدرى أن هذا الرجل هو في الواقع من الأبطال المصريين الذين ساعدوا الثورة الفلسطينية أبان السبعينات في تنفيذ العديد من العمليات الفدائية . فى البداية من هو البطل "شاليتا" ؟ "شاليتا": اسمي محمد حسن مسعد...من مواليد 1949 كنت في الماضي اعمل بحارًا على سفن الشحن و اقطن حاليا بمدينة عزبة البرج . كيف جاءت مشاركتك في عملية فندق "سافوى"؟ "شاليتا": فى عام 1975 كنت أعمل على إحدى سفن الشحن الشراعية في لبنان...و أثناء تواجدنا في ميناء صيدا جاء أحد معاوني الراحل ياسر عرفات ليخبر قبطان السفينة برغبته في لقاء طاقم السفينة من اجل عملية فدائية...ذهبنا بالفعل للقاء السيد عرفات الذي اخبرنا بأنه يحتاج لمساعدتنا من أجل أتمام عملية كبيرة ستحدث فى تل ابيب و قال لنا إن هذه العملية ستكون انتقاما من إسرائيل بسبب قتلها عدد من القادة الفلسطينيين في لبنان (كانت إسرائيل قد نفذت عملية سميت بعملية "الفردان" و فيها قام عدد من الكوماندوز الإسرائيلي بتفجير مقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فى لبنان و اغتيال كل من كمال عدوان و كمال ناصر و أبو يوسف النجار). التجهيز و الأنطلاق ..والتنفيذ كيف تم التجهيز للعملية و التخطيط لها؟ "شاليتا": كانت الخطة الموضوعة من قبل قيادة قوات "العاصفة" تقضى بأن نقوم بنقل المجموعة التي ستنفذ العملية إلى قرب شواطئ فلسطين المحتلة ثم تقوم هذه المجموعة بإكمال طريقها إلى الشاطئ عن طريق الزوارق المطاطية حتى تصل الى هدفها و هو فندق سافوى بتل أبيب...حيث ستقوم بتلغيمه بغرض قتل كبار الضباط الإسرائيليين الذين يتواجدون فى هذا الفندق. "شاليتا": بالفعل انطلقنا من ميناء صيدا فى الثامنة مساء يوم 5 /3 / 1975 متجهين الى خارج المياه الأقليمية اللبنانية و نحن نحمل شحنة من البنزين تقارب الثلاثين طن معبأة فى براميل بقصد ايصالها لقبرص...و بعد خروجنا انتظرنا فى عرض البحر حتى فجر اليوم التالى و وصل الينا زورقين مطاطيين يحملان مجموعة التنفيذ و هى تسعة أفراد بجانب ضابطين من قوات العاصفة ..صعدوا جميعا على ظهر سفينتنا و رفعنا الزوارق على السفينة و أتجهنا صوب شواطئ فلسطين المحتلة . على مدار يوم كامل فى البحر ..وجدت أن مجموعة الفدائيين كانت فى معنويات عالية جدا...كانوا كلهم ثقة بنجاح العملية خصوصا أن من اشرف على خطتها و تابع سيرها لحظة بلحظة هو "أبو جهاد"...شاهدتهم و هم يعدون أسلحتهم والمتفجرات في انتظار الوصول إلى الشاطئ و تنفيذ العملية. وبعد اقترابنا من الشاطئ...توقفنا و قمنا بإنزال القوارب المطاطية و نزل فيها المجموعة كاملة باستثناء ضابط واحد ظل على السفينة ليتابع العملية على أن يعود معنا إلى لبنان بعد إيصال شحنتنا إلى قبرص....بعد نزول الفدائيين قمنا بإكمال طريقنا إلى قبرص. الاعتقال و التحقيق كيف تم اعتقالكم ؟ "شاليتا": بعد أن أصبحنا على مشارف قبرص. سمعنا في الراديو عن نجاح العملية و تدمير الفندق بكامله و سادت مشاعر هائلة من الفرحة بهذا الانجاز..ولكننا فوجئنا قبل دخولنا لميناء "ليماسول" القبرصي بطائرات إسرائيلية تحوم فوقنا وثلاثة زوارق حربية إسرائيلية تلحق بنا و تحاصرنا...صعد من هذه الزوارق عشرات من الجنود الإسرائيليين الذين قيدونا على الفور و قاموا بتفتيش السفينة و وجدوا فيها جهاز اللاسلكي الخاص بضابط العاصفة الذى ظل معنا بجانب صورة كبيرة لياسر عرفات في غرفة ربان السفينة و بعد ذلك تم نقلنا على ظهر احد الزوارق الإسرائيلية و تم قطر سفينتنا و اتجهنا صوب تل أبيب. بعد الوصول لتل أبيب تم التحقيق مع طاقم السفينة و هم أربعة (انا و ربان السفينة محمد عباس و شخص يدعى ماهر أبراهيم و شخص أخر يدعى عيسى الريدى) هذا بجانب ضابط العاصفة الفلسطيني..بدأ التحقيق معنا في مبنى تابع للموساد من قبل ضباط إسرائيليين كانوا يتحدثون العربية بلهجة شامية. في البداية كان التحقيق معنا يتم بصورة ودية و لم يكن هناك اى تعذيب...ولكنا أصررنا على إنكار أي علاقة أو معرفة بهذه العملية لأننا كنا قد اتفقنا مع ياسر عرفات على انه إذا قبض علينا فلن نعترف تحت اى ضغط بأي معلومات...وأن نخبر الإسرائيليين أن الفدائيين أجبرونا على إيصالهم لقرب الشواطئ الإسرائيلية بعد أن قاموا بالسيطرة على سفينتنا في عرض البحر...هذه الحجة لم تقنع ضباط الموساد مما جعلهم يستعملوا معنا أساليب تعذيب كثيرة...مثل الصعق بالكهرباء و إيهامنا بالغرق و إغراقنا فى المياه الساخنة و الباردة بجانب الضرب المبرح و الحرمان من النوم...و لكننا برغم هذا لم نعترف. علمنا من ضباط الموساد أن مجموعة الفدائيين لم تستشهد بكاملها...بل بقى منها احد الفدائيين و يدعى "موسى جمعة"..وهو الذى اضطر للاعتراف تحت التعذيب بمكان سفينتنا و بعلاقتنا بهذه العملية و لكننا برغم هذا لم نعترف. بعد حوالي الشهرين في مركز الاعتقال نقلنا إلى معتقل يسمى على ما أذكر "كفر يونه"..وكان به عدد كبير من الفدائيين الفلسطينين و كنا نحن المجموعة المصرية الوحيدة فيه..هذا المعتقل كان كبيرا و مكون من اربعة أدوار و محصن جدا...داخل السجن كانت الأوضاع جيدة نسبيا..فيما عدا الأقتحامات الدورية للسجن بسبب إضرابات السجناء عن الطعام..كان الصليب الأحمر يزورنا دوريا و يأخذ منا رسائل لذوينا فى مصر...قضيت انا و كل المجموعة حوالى 3 سنين فيما عدا ربان السفينة "محمد عباس" الذى ظل فى المعتقل لمدة 5 سنين لأن الموساد اشتبه به نتيجة لوجود اصابة فى يده من قنبلة انفجرت فى يده و هو صغير.. خرجت انا و زملائى من المعتقل فى 1978 ضمن صفقة تم تبادلنا فيها مع رفات جنود اسرائيلين قتلوا فى سيناء...خرجنا و لم تكن معنا اى أموال او متعلقات..فكل ما كان معنا تركناه على ظهر سفينتنا التى صادرتها البحرية الإسرائيلية....تم نقلنا الى مدينة غزة و مكثنا فيها حوالي الشهر...ثم سلمنا الجيش الأسرائيلى إلى قوات الطوارئ الدولية التي سلمتنا بدورها إلى القوات المصرية في الإسماعيلية. بعد ذلك تم نقلنا إلى القاهرة و تم التحقيق معنا في مقر المخابرات العامة لمدة شهر كامل...ثم رجعنا إلى بيوتنا في مدينة عزبة البرج و تم التحقيق معنا هناك أيضا من قبل مخابرات حرس الحدود...وضعنا تحت المراقبة و تم منعنا من الخروج من مصر و بالتالي منعنا من ممارسة عملنا كبحارة على متن السفن التجارية . |