وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بركة: جذور عدم العدل في الميزانية مرتبطة بميزانية الأمن

نشر بتاريخ: 04/01/2007 ( آخر تحديث: 04/01/2007 الساعة: 14:05 )
بيت لحم- معا - أكد النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية البرلمانية، في كلمته حول ميزانية العام 2007، إن عدم العدل في الميزانية المعروضة، كسابقاتها من الميزانيات، تكمن في ميزانية الأمن وزيادتها المستمر، فإذا حسبنا ميزانية الأمن، وباقي الأجهزة الأمنية وما يصرف على الاستيطان في المناطق المحتلة، وتسديد جزء من الديون التي يُصرف جلها على الأمن، فإننا نصل إلى وضعية ان 40%، ولربما أكثر، من الميزانية يصرف على الأمن والاحتلال.

وتابع بركة مؤكداً، إن الأمر البديهي بالنسبة لنا، فإنه طالما أن إسرائيل أمام الازدهار الاقتصادي الحقيقي، فإن الكثيرين سيبقون في مستنقع الفقر وحكوماتها تبتعد عن آفاق السلام، التي تغير شكل مصروف إسرائيل وتفسح المجالوالضائقة.

وركز بركة في كلمته على سلسلة من القضايا البارزة في الميزانية، ومن بينها نية الحكومة ووزارة المعارف رفع قسط التعليم الجامعي، التعليم العالي، الذي قد يقتصر على أبناء ذوي المداخيل والامكانيات الماديةوالمعركة التي يشنها الطلاب الجامعيون ضد هذه النوايا، وقال إن هذا مؤشرا خطيرا لمستقبل.

وفي مجال التعليم، قال بركة :" إن رواتب المعلمين تشهد ظلما مدويا، فرواتب المعلمين هي 60% من قيمة أصحاب الشهادات والمؤهلات المشابهة في قطاعات أخرى، وفي هذا رسالة سيئة، وهي عدم إعطاء الوزن الكافي للطاقم الأساسي الذي يسهر على تربية الأجيال، وعدم ضمان مدخول مناسب للمعلمين سيؤثر تلقائيا على مستوى العطاء وجهاز التعليم برمته".

كما توقف بركة، عند عدم تطبيق برنامج الوجبة الساخنة لطلاب المدارس في المناطق التي تعيش في ضائقة، وبشكل خاص في البلدات العربية، وهذا ناجم عن شح الميزانيات، دون تقديم حلول واقعية لإنهاء هذه القضية، كذلك فإن ما تعرضه وزارة التعليم كإنجاز، وهو بناء 7 آلاف غرفة خلال خمس سنوات، فإن هذا بالكاد يسد حاجة الزيادة الطبيعية، ولكنه قطعا لا يمكن ان يحل قضية نقص خمسة آلاف غرفة تعليم، حاليا، في جهاز التعليم العربي.

وفي ما يخص جهاز الصحة، فقد أشار بركة إلى خطورة وضعية ميزانية سلة الأدوية، إذ تم نقل قسطا من ميزانية العام الحالي للعام الماضي، دون تقديم أية زيادة لسد احتياجات توسيع هذه السلة وخدماتها، وأدوية الأمراض الخطيرة.

وقال بركة :" إننا لا نلاحظ أية بشرى في ميزانية وزارة المواصلات والبنى التحتية لتطوير الشوارع الخطيرة في البلاد، وهنا أيضا فإن أكبر موقع لهذه الشوارع هي في البلدات العربية ومحيطها، ناهيك عن مفارق الطرق الخطرة، التي نشهدها بشكل خاص عند مداخل البلدات العربية.

واضاف بركة, إن هذه الميزانية لا تبشر بأية خير على صعيد الرفاه ودعم حقيقي للشرائح الفقيرة والضعيفة، لا بل هناك تجميد للمخصصات الاجتماعية، وتوقف بركة عند تصريحات رئيس حزب الليكود النائب بنيامين نتنياهو، الذي ادعى ان تخفيض مخصصات الأولاد جعلت العرب يتراجعون في الولادة.

وقال بركة، إن أقل ما يقال عن هذه التصريحات أنها في قمة العنصرية عدا عن أنها غير واقعية ومزيفة للواقع، فتراجع الولادات لدى العرب بدأ بالذات حين شهدت مخصصات الأولاد ارتفاعا كبيرا، وحين توقف التمييز ضد العرب في مخصصات الأولاد، إن تراجع الولادات عند العرب لم يبدأ في السنوات الأربع الأخيرة، بل هو عملية مستمرة منذ سنوات طويلة بفعل تطور المجتمع.

وقال بركة، إن عقلية نتنياهو هذه نلمسها في الميزانية الحالية أيضا، فيكفي ان وزير المالية الحالي أبراهام هيرشزون، كال المديح قبل فترة قصيرة لسلفه نتنياهو، لنعرف أية سياسة توجه هذه الميزانية.

وتابع بركة قائلا :" إن هذه الميزانية تعمق التمييز، ولا تسعى إلى سد الفجوات بشكل حقيقي، فمثلا في العام 1992 كانت نسبة الأطفال العرب الفقراء، من مجمل الأطفال العرب 41,8%، أما اليوم فإن 63% من الأطفال العرب هم فقراء، وكل المؤشرات تدل على أن هذه النسبة في وتيرة ارتفاع".

هذا ويذكر ان الكنيست اقر ميزانية العام الحالي بعد منتصف الليلة الماضية، وتبلغ قيمتها 295,4 مليار شيكل (70 مليار دولار).