وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرئيس الالماني والعلمي يفتتحان مدرسة بنات بورين الثانوية جنوب نابلس

نشر بتاريخ: 31/05/2012 ( آخر تحديث: 31/05/2012 الساعة: 17:01 )
نابلس- معا- احتفلت وزارة التربية والتعليي اليوم الخميس، بافتتاح مدرسة بورين الثانوية في جنوب نابلس، برعاية ومشاركة الرئيس الألماني يوخائيم كاوك وعقيلته السيدة دانيلا شات، ووزيرة التربية والتعليم لميس العلمي، ومحافظ محافظ محافظة نابلس اللواء جبرين البكري، والتي بنيت بتمويل من الوكالة الألمانية للتنمية (KFW) بتكلفة بلغت( (880,000 يورو؛ بهدف تلبية الاحتياجات التعليمية الحديثة لبنات القرية، ورفدهن بمقومات المعرفة والمواطنة الجيدة، والمساهمة في بناء الدولة الفلسطينية المستقبلية، بالاضافة الى زيادة نسبة الالتحاق والحد من ظاهرة الزواج المبكر لدى الفتيات، بحضور ممثلي المؤسسات الحكومية والمحلية والفعاليات الوطنية وأسرة وزارة التربية.

في كلمتها أشارت الوزيرة العلمي الى أن هذه الزيارة التاريخية لبلدة بورين، التي تعاني من ويلات الاحتلال وممارساته اللاانسانية، تبرهن على عمق الشراكة والصداقة مع الحكومة والشعب الألماني، معربةً عن شكرها للدعم الالماني المتواصل في سبيل في نضال الشعب الفلسطيني المستمر لنيل الحرية والاستقلال التام.

وأردفت العلمي قائلة: "اليوم نعلن ميلاد صرح علمي جديد، ومنارة علم واعدة في مديرية جنوب نابلس، بإضافة معلم جديد وحيوي على هذه الأرض المباركة، التي كانت وما تزال شاهداً على قدرة الإنسان الفلسطيني على العطاء والانتماء، واليوم تتجلى ثمار الشراكة مع أصدقائنا الألمان بافتتاح مدرسة بنات بورين؛ لتكون رافداً من روافد بناء الأجيال، وشاهداً على التزامنا بالعهد على رفع شاْن مسيرة التعليم في كل بقعة من ارض فلسطين".

ولفتت العلمي الى ان هذه الانجازات تشكل محفزاً وباعثاً للاعتزاز ومواصلة مسيرةِ البناءِ والنمو في جميعِ أرجاءِ فلسطين، منوهةً الى ان محافظة نابلس تعاني كغيرها من المحافظات الفلسطينية من انتهاكات الاحتلال اليومية؛ ممثلة بالهجمات الاستيطانية واستهداف المواطنين في مصدر قوتهم بحرق المحاصيل الزراعية، وتدمير المزارع ومصادرة الأراضي، بالإضافة إلى الحواجز الإسرائيلية التي تحول دون وصول العمال إلى أماكن عملهم، والطلبة والمعلمين من الوصول إلى مدارسهم.

وشددت العلمي على مواصلة بناء مؤسسات الوطن التعليمية، والاجتماعية والتنموية، وافتتاح مدراس جديدة تاكيداً على أهمية التعليم، ودوره الفاعل في إعداد الأجيال الواعية، القادرة على حماية الوطن والتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، منوهةً الى أن هذه المدرسة تؤكد للعالم أن الشعب الفلسطيني يرفض كل أنواع الظلم والقهر وفي الوقت ذاته محب للسلام والاستقرار.

وتابعت العلمي بقولها: "إن جذور الشراكة والتعاون بين السلطة الفلسطينية والحكومة الألمانية تمتد عبر حقبة طويلة ومتواصلة من التفاهمات والعمل الجاد بين البلدين، فمنذ تأسيس السلطة الفلسطينية، قامت الحكومة الألمانية عبر بنك التنمية الألماني بتنفيذ حزمة واسعة من المشاريع التعليمية عالية الجودة، بهدف تدعيم البنية التحتية التعليمية على تسع مراحل، وكان من بينها بناء مدارس جديدة وصيانة مدارس أخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة، ونأمل التركيز في المرحلة المقبلة على القدس الشرقية والمنطقة المصنفة (ج)، وكذلك برامج التوأمة الفاعلة بين مدارس فلسطينية وألمانية، والدورات التدريبية.

وعبرت الوزيرة العلمي، ونيابة عن السلطة الوطنية الفلسطينية، عن شكرها للرئيس الالماني للمشاركة في هذه الفعالية، معربةً عن تقديرها لحكومة المانيا وشعبها الصديق على الدعم المتواصل لقطاع التربية والتعليم، والمساهمة الكبيرة في تحديث البنية التحتية الفلسطينية.

من جانبه أعرب الرئيس الالماني كاوك عن سعادته لمشاركته في هذا الحدث الذي اعتبره فرصة عظيمة تجسدت بافتتاح مدرسة جديدة وجميلة في منطقة تحيطها حقول الزيتون، مقدماً شكره لجميع القائمين على الحفل لحسن الضيافة والاستقبال خاصة لطالبات المدرسة وذويهن.

ولفت كاوك الى أن حضوره يأتي للتأكيد على أن المدرسة ترمز الى حق انساني مقدس في الحياة وهو الحق في التعليم؛ باعتباره السبيل لاكتشاف المواهب وتطويرها، والتعرف على العالم وثقافاته المتنوعة وتعزيز الثقة بالذات، مؤكداً على أهمية المشاركة بالاعتماد على المواطنين لبناء بلدانهم كما هو الحال في بلده المانيا وهو من الركائز التي تحتاجها الدولة الفلسطينية القادمة.

وأشار كاوك الى ان الهدف من التعليم يتجسد في تفهم الاخر وحل الصراعات بالتفاهم والتعايش بسلام داخل الوطن وخارجه، مشيداً باقبال الفلسطينيين على التعليم والجهود الجبارة التي يبذلها الشعب الفلسطيني؛ بهدف الوصول الى التعليم رغم كل التحديات والصعوبات التي يواجهها.

وأثنى الرئيس كاوك على اصرار الفتيات الفلسطينيات على الالتحاق بالتعليم بدعم من ذويهن ومجتمعهن متحديات بذلك كافة العراقيل والصعوبات، منوهاً الى أن المدرسة ترمز لتحقيق هدف كبير على المستوى العالمي من خلال ضمان الحقوق والفرص المتكافئة.

ووجه كاوك رسالة خاصة للطالبات بين فيها اعجابه بطموحهن وسعيهن المتواصل من خلال التعليم والاستعداد لتحمل أعباء المستقبل والعمل من أجل بناء الدولة الفلسطينية المستقبلية، لافتاً الى سروره لتحقيق حلم الطالبات في مدرستهن والتي تعتبر واحدة من عدة مشاريع مدعومة من حكومة بلده وشعبها.

وختم كاوك حديثه قائلاً:" إن هذه المدرسة تعد ملكاً لطالبات قرية بورين وسكانها، وآمل ان تتحول لجوهرة ثمينة لكن ولمستقبلكن الواعد...".

بدورها أشادت مديرة المدرسة رغد معروف، التي رحبت بالرئيس الالماني وعقيلته والحضور، بجهود الحكومة الالمانية وشعبها بمشاريع دعم قطاع التعليم في فلسطين، والذي يبرهن على عمق الصداقة الالمانية –الفلسطينية، وتعزيز أواصر المحبة والتعاون المشترك.

وبينت معروف أن المدرسة تهدف الى تخريج أجيال قادرة على التغيير والتطور والدفاع عن القضايا الانسانية وعلى رأسها الحق في التعليم، والنضال في سبيل تحقيق حلم الطالبات بمستقبل أفضل والعيش بحرية كبقية شعوب العالم.

يذكر أن هذه المدرسة تتكون من 12 غرفة صفية نموذجية كاملة التجهيز، وقاعة متعددة الأغراض، ومختبر حاسوب، وغرفة إسعاف أولي، ومختبرين علميين ومختبر حاسوب، إضافة إلى الغرف الخدماتية.

وتضمن الحفل اصطحاب الرئيس الالماني وعقيلته بجولة تعريفية حول المدرسة ومرافقها حيث التقى ببعض طالبات المدرسة اللواتي قدمن له تعريفاً حول أوضاع التعليم في قريتهن والمخاطر التي تجابهن خلال توجهن لمدرستهن، نتيجة لاعتداءات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه، ومن ثم قام الرئيس وبرفقة الوزيرة العلمي وعقيلته بافتتاح مباراة ودية بين فريقين من اناث المدرسة على شرف الزيارة التاريخية.