وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محاضرة بالقدس تثقيفية عن الرسام الشهيد ناجي العلي

نشر بتاريخ: 01/06/2012 ( آخر تحديث: 01/06/2012 الساعة: 13:59 )
القدس-معا- نظمت المكتبة العلمية في القدس بالتعاون مع المعهد الفرنسي محاضرة تثقيفية عن الرسام الشهيد ناجي العلي المعروف برسوماته الكاريكاتورية والموقعة بشخصية حنظلة. وقد قدم المحاضرة سيفان هيلفي المتخصص بدراسة فن ناجي العلي وأبعاده السياسية والاجتماعية. وأمام حضور كبير عرض هيلفي نماذج من رسومات ناجي وشرح مضمونها الفني والسياسي، كما تم عرض وبيع الكتاب الأخير الذي يجمع أهم رسومات ناجي العلي باللغات الثلاث: العربية والانجليزية والفرنسية.

يذكر أن ناجي سليم حسين العلي ولد في قرية الشجرة شمال فلسطين في عام 1937، تخصص وأبدع في فن رسم الكاريكاتير، الذي تميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين. له أربعون ألف رسم كاريكاتوري. اغتاله شخص مجهول في لندن عام 1987.

أما أهم شخصيات ناجي العلي فهي حنظلة، ابتدعها ناجي العلي لتمثل صبياً في العاشرة من عمره، ظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية، أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973 وعقد يديه خلف ظهره، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته. لقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها وخاصة الفلسطينية لأن "حنظلة" هو رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي توجهه وهو شاهد صادق على الأحداث ولا يخشى أحداً. ولد حنظلة في 5 حزيران 1967، ويقول ناجي العلي بأن حنظلة هو "بمثابة الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية". كما تبرز في شخصيات ناجي العلي شخصية المرأة الفلسطينية التي أسماها ناجي فاطمة في العديد من رسومه، شخصية فاطمة، هي شخصية لا تهادن، رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا.

وفي أمسية أخرى تم عرض فلم (صورة غير مكتملة) للمخرجة محاسن ناصر الدين والذي يلقي الضوء على عمل وتاريخ أول مصورة فلسطينية: كريمة عبود. والتي بدأت تزاول مهنة التصوير في أعوام ما قبل 1920، وكانت تدير عدة استوديوهات في كل من القدس وبيت لحم والناصرة. وقد أشار القس متري راهب الذي قدم وناقش الفيلم مع الحضور أن عمل كريمة عبّود في مجال التصوير يؤكد وجود بيئة حاضنة وداعمة مكنتها كامرأة من هذا العمل، خصوصا تميزها بالصور الشخصية (البورتريه) للنساء الفلسطينيات من الطبقة الوسطى والمتعلمة. وكانت مؤسسة ديار في بيت لحم قد نشرت كتاباً يحوي تاريخ المصورة وبعض الصور التي التقطت بعدستها وهو متوفر لدى المكتبة العلمية في القدس.

ومن الجدير ذكره أن كريمة لم تكن المصورة الأولى في الوسط العربي فحسب، بل وفي الوسط اليهودي أيضاً، بل لقد ورد اسمها ضمن لائحة مشاهير المصورين في العالم الذين التقطوا بعدساتهم "لحظات مميزة لا تقدر بثمن"، ومن يطلع على هذه اللائحة سيكتشف أن الجل الأعظم من مشاهير المصورين المذكورين هناك هم من الغرب، وأن كريمة عبّود هي إحدى مصوري الشرق أوسطيين القلائل الذين ذكرت أسماءهم هناك. وهذا يدل على عظمة هذه المرأة العربية الفلسطينية المصورة وعالميتها التي لم تعرف حدوداً جغرافية أو زمنية.