|
الشعبية تؤبن عضو مكتبها السياسي محمود الغرباوي
نشر بتاريخ: 03/06/2012 ( آخر تحديث: 03/06/2012 الساعة: 10:33 )
غزة- معا- نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مساء أمس السبت في مخيم البريج وسط قطاع غزة حفل تأبين حاشد للقائد الوطني والمثقف وعضو مكتبها السياسي محمود محمد الغرباوي، والذي رحل الأربعاء الماضي بعد سيرة نضالية حافلة، بحضور عدد كبير من قيادات وكوادر الجبهة ورفاق دربه، وعائلته، وشخصيات وطنية واعتبارية ونسوية.
وافتتح ماهر أبو كميل الحفل بالسلام الوطني الفلسطيني، ومن ثم دعا الحضور للوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء. وأشاد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر في كلمة الجبهة بالراحل الكبير، مشيراً "أنه كان رجلاً شاملاً بمعنى الكلمة، ومناضلاً كبيراً آمن بحتمية الانتصار، فهو المقاوم الذي أمضى حياته كلها في مقاومة الاحتلال من خلال الجبهة وشغل فيها مسئوليات قيادية في منظمة الجبهة في القطاع وفي داخل السجون، وانتخب عضواً في اللجنة المركزية العامة، ومن ثم المكتب السياسي، ويعتبر من الرفاق المنظرين للفكر التقدمي الذي يقوم على العدالة الاجتماعية". ووصف مزهر القائد الغرباوي بأنه كان سياسياً وحدودياً كان يدعو للوحدة بين أركان البيت الفلسطيني، مستذكراً دوره كممثل عن الجبهة في اللجنة الوطنية في سجن نفحة، ودوره في اللجنة الثقافية الوطنية، وضمن الهيئة الوطنية المشرفة على إضراب نفحة عام 1990. وأضاف بأنه الأديب والشاعر المرهف وعضو اتحاد الكتاب والأدباء الصحافيين الفلسطينيين الذي أبحر في الأدب المقاوم وسطّر فيه دواوين شعرية، حاز على اثرها جوائز ومراتب متقدمة في مؤتمرات الأدب. وأشار إلى أنه اللاجئ الذي لم تنقطع صلته بمخيمه حتى لحظة موته، حيث رحل وهو يشغل مسئولية اللجنة السياسية في اللجنة الشعبية لمخيم البريج، فكان مدافعاً صلباً وعنيداً عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وكان يعتبر المخيم تعبيراً مادياً عن قضيتنا السياسية كلاجئين. وأكد مزهر أن القائد الغرباوي كان منادياً لحل معضلة الأغلبية المسحوقة من ابناء الشعب الفلسطيني التي تم تضليلها بالكوبونات والوعود والابتزاز، من خلال دعوته لاتباع أساليب تعزيز صمود المواطن الفقير وذلك بوقف الاستغلال ومراقبة وخفض الأسعار، وإقرار قانون الضمان الاجتماعي، وتقديم حلول بديلة لنظام الاحتكار وحلول واقعية ممكنة لمشاكل الناس. وأضاف بأن الغرباوي هو الإنسان الحر الذي لا يخشى في الحق لومة لائم والذي كان يعتبر حرية الرأي والتعبير والنقد أحد أشكال تعبير الناس عن رأيهم وسخطهم واعتراضهم وغضبهم على الحاكم، فقد كانت عنده أداة للتحريض الإيجابي ضد الظلم، وحق غير قابل لمصادرة. وقال مزهر: "رحل القائد الكبير عن عالمنا وهو مازال يطالب بالتدرب على السلاح كحق من حقوق شعبنا، باعتبار أننا شعب له حقوق، وتم تهجيره من ارض أجداده، كجزء من صراع مفتوح لم يجد حلاً عادلاً حتى الآن، رافضاً توظيف السلاح في المشاكل العائلية أو الاختلافات الفصائلية والسياسية فهو سلاح موجه للعدو فقط". ودعا مزهر لاستلهام تجربة القائد الغرباوي من خلال الضغط الشعبي على طرفي الانقسام لإجبارهما على تنفيذ اتفاق المصالحة بمشاركة وطنية فاعلة، مشيراً أن القائد الغرباوي كان يصف هذا الانقسام بالخطيئة التي تركت آثارها على شعبنا الفلسطيني، وأن الاحتلال هو الوحيد المستفيد منه. وشدد مزهر على أن استمرار هذا الانقسام الفلسطيني، سيزيد من شراسة الاحتلال وجرائمه ضد شعبنا وقضيته الوطنية، متساءلاً كم مرة تم التوقيع على اتفاق المصالحة بين الطرفين من أجل إنهاء هذا الانقسام الكارثي، وكأن هذا الانقسام سلعة يتاجر بها أصحاب المنافع داخل الطرفين. وختم مزهر كلمته مستعرضاً آخر كلمات القائد الغرباوي وهي "أن الشعب باقٍ باقٍ يواصل الحياة والبناء رغم الألم، نافضاً عن كتفيه القويتين كل من لا يسعى من أجل الحرية"، معاهداً إياه بأن روحه وتجربته ستبقى راسخة فينا حتى نيل الحرية والاستقلال والعودة. من جانبه، تقدم أشرف الغفاري في كلمة القوى الوطنية والإسلامية بمحافظة الوسطى لآل الغرباوي وللجبهة الشعبية بخالص العزاء بفقدانها قائداً من أبرز قيادتها، مشيراً أنه كان مناضلاً اتسم بكل الصفات الإنسانية، التي تتوفر في القائد فعلاً. وأضاف الغفاري أن القائد الغرباوي حمل قضية كفاح شعبه منذ كان لا يزال شاباً صغيراً، فحرص كل الحرص على تحطيم إرادة الجلاد الصهيوني بصموده وقوة إيمانه بقضيته الوطنية، وقد صقلته سنوات الكفاح، وكان هدوءه هدوء المفكرين، وإبداعاته إبداعات الثوريين، وحسه الرهيب كشاعر وأديب، جاء تعبيراً عن المزيج النادر الذي لا تجده إلا في العظماء من القادة، من أمثال الشهيد غسان كنفاني، ومحمود درويش، وعمر القاسم. بدوره، ألقى الأسير المحرر جبر وشاح كلمة باسم رفاق وأصدقاء القائد الغرباوي، مستعرضاً صموده داخل التحقيق، ووقوفه الجبار بصمته وهدوءه. وأكد وشاح أنه كان يعتبر الانقسام الفلسطيني صفعة في تاريخ القضية الفلسطينية وصفحة سوداء يجب أن تنتهي، وكان يرى في تنظيمه الجبهة الشعبية صمام الأمان التي يجب أن تحشد جميع القوى من أجل إنهاء هذا الانقسام الكارثي. وأشار وشاح إلى أن أحد أهم أمنيات القائد الغرباوي هو أن تستنهض الجبهة نفسها، وتأخذ دورها الطبيعي. من جهته، أشاد زاهر الأفغاني في كلمة اللجنة الشعبية للاجئين بالراحل الكبير مشيراً أنه عاش حياته من أجل فلسطين، ولها قدم أعز ما في سنوات عمره من شباب وحيوية، اعتقالاً وتعذيباً وسجناً لحرية ثائر، وطوّع الحرف والكلمة وانتصر عليها وألزمها بكل القيم السامية والنبيلة، وأنتج لمعشر الأسرى جنة من المعاني والصور والقصائد الشعرية. وأكد الأفغاني أن القائد الغرباوي آمن بأن الشمس لا بد وأن تشرق من جديد وأن إرادة الشعوب أقوى من بطش وجبروت الاحتلال الغاصب، وأن عجلة التطور ستشمل كل مناحي الحياة، وقد أحب شعبه وتفانى من أجل تحقيق أهدافه الوطنية وترجمة قيمه العظيمة وكان نموذجاً آمن بالوحدة الوطنية طريقاً للانتصار والعودة. من جانبه، أشاد صالح الغرباوي في كلمة عائلة الغرباوي، بدور الجبهة الشعبية النضالي التي انتمى لها القائد الغرباوي منذ نعومة أظفاره، وشكّل نموذجاً نضالياً وثورياً داخلها يحُتذى به، مبرقاً بالتحية إلى الأمين العام للجبهة الشعبية القائد الوطني أحمد سعدات. واعتبر أن القائد محمود الغرباوي هو امتداد للمناضلين من هذه العائلة، التي قدّمت الكثير من الشهداء منذ أكثر من ستين عاماً، وعلى رأسهم شقيقه الرفيق فتحي الغرباوي الذي استشهد خلال تنفيذه عملية نوعية ضد جنود الاحتلال في قطاع غزة. وألقيت خلال حفل التأبين برقيات تعزية وصلت من اعضاء الجبهة الشعبية في محافظات الضفة أجمعت على السيرة النضالية الحافلة للقائد محمود الغرباوي. |