وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تسع إصابات في مواجهات لإحياء ذكرى النكسة الـ 45 قرب عوفر

نشر بتاريخ: 05/06/2012 ( آخر تحديث: 05/06/2012 الساعة: 18:58 )
رام الله – معا – أصيب تسعة مواطنين بالرصاص المطاطي، فيما أصيب آخرون بالاختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي القوة في تفريق اعتصام سلمي بالقرب من معتقل عوفر الإسرائيلي القريب من رام الله، ضمن إحياء الذكرى 45 لاحتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية وجزء من الدول العربية، فيما اصطلح على تسميته بالنكسة.

وكان العشرات تجمعوا بالقرب من معتقل عوفر في اعتصام سلمي لإحياء ذكرى النكسة، وللتأكيد على أن الشعب الفلسطيني لا يزال يحفظ تاريخه، وأنه لن يتنازل عن حقوقه حتى لو واصلت قوات الاحتلال وحكومة اليمين المتطرف التعامل معه بلغة العنف والقوة.

وكما جرت العادة، فإن قوات الاحتلال لم يرق لها هتافات المعتصمين المطالبة بالحرية والاستقلال والتحرير، فقمعت بلغة الرصاص والنار التي تفهمها لتفريق المعتصمين.

وكالعادة، فإن قوات الاحتلال لم تستثن الصحفيين من عدوانها، فبادرت إلى إطلاق قنابل الصوت والغاز والمياه الآسنة نحو الصحفيين الذين كانوا يغطون الاعتصام، ويرتدون البزات الخاصة بالصحفيين.

واستمرت المواجهات بين الشبان وجيش الاحتلال لأكثر من ساعتين، استخدم فيها الشبان الحجارة، في حين كانت معدات جيش الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت والمياه العادمة.

وفي هذا الصدد، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، رمزي رباح أن هذه الذكرى الأليمة بالنسبة للشعب الفلسطيني والدول العربية لها معنى خاص، بأن إسرائيل قامت بغزو واحتلال الأراضي الفلسطينية والقدس، وشردت وهجرت مئات آلاف الفلسطينيين، وبدأت من ذلك الحين تمارس مخططاً استيطانياً توسعياً على حساب الشعب الفلسطيني، وبهدف تقويض كل إمكانية لاستعادة سيادة هذا الشعب على أرضه.

وأضاف رباح: بالنسبة لنا هذا اليوم هو حافز للتأكيد على مواصلة المقاومة الشعبية، ومواصلة الكفاح ضد هذا المخطط التوسعي الاستيطاني الاستعماري، وللتأكيد على حق شعبنا الفلسطيني بالحرية والاستقلال وإقامة دولته الحرة، وبالتالي هذه مدعاة في هذا اليوم على التأكيد على ضرورة تعبئة كل الطاقات والإمكانات والجهود من أجل التعجيل في استعادة وحدة الصف في مواجهة المحتل لأراضينا، ومن أجل التصدي للمهمات الكبرى المتمثلة بمجابهة المخطط الاستيطاني التوسعي، وتحشيد الطاقات والإمكانات من أجل التسريع برحيل هذا الاحتلال عن أرضنا، وإجباره على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، حتى يتمكن شعبنا من تقرير مصيره بإقامة دولته المستقلة.

وأكد رباح أن المجتمع الدولي لا زال موقفه انتظاري، وأحياناً يكون مراقباً إزاء ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات ضد الشعب الفلسطيني، وبين أن إسرائيل باعتبارها الدولة القائمة بالاحتلال على أراضي الشعب الفلسطيني هي التي تنتهك وترتكب يومياً جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، بالاستيطان وعملية التطهير العرقي في القدس، ومصادرة الأراضي يوماً تلو آخر.

وأكد رباح أن إسرائيل ماضية في سياسة الاستيطان، وآخرها إعلانها الأخير عن بناء 1100 وحدة سكنية في القدس، و2000 وحدة سكنية جنوب بيت لحم لفصل المدينة عن القدس قرب مستوطنة جيلو.

وبين رباح أن ما تقوم به إسرائيل لا يلقى إدانة وشجب دولي كافي بسبب السياسة الأمريكية المنحازة لإسرائيل، فالأمم المتحدة ومجلس الأمن لا زالا مغيبان عن دورهما المطلوب للجم العدوان الإسرائيلي المستمر.

وأشار إلى أن الاجتماع الأخير للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ولجنة المتابعة العربية أخذت خلاله قرارات بوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، ليجدد مطالبة هذه المؤسسات بتطبيق قرارات الأمم المتحدة، كون فلسطين أرض محتلة، وشعبها يتوق إلى الحرية والاستقلال، ونضاله مشروع من أجل أن يحظى بهذه الدولة.

وشدد رباح على أن المجتمع الدولي مطالب بأن يأخذ قرارات نافذة لإدانة وتجريم الاستيطاني والتوسع الاستيطاني على حساب الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ومن أجل وقف هذه الهجمة الإسرائيلية، وفتح الأفق أمام إمكانية تطبيق قرارات الشرعية الدولية، خاصة القرارات المتعلقة بتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة، واعتبار كل الاستيطان غير شرعي.

وخلص رباح على أن اعتبار القدس العربية جزءاً لا يتجزأ من أراضي الضفة الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال والاستيطان بكل أشكاله ومظاهره، هو الشرط الرئيسي للتوصل إلى سلام دائن وشامل في المنطقة.

من جهته، أكد مدير مخيمات الوسط وشؤون اللاجئين في الضفة الغربية محمد عليان أن إحياء هذه الذكرى يأتي امتداداً لإحياء ذكرى النكبة الرابعة والستين، التي أتى الاحتلال على قسم من الأراضي الفلسطينية عام 1948، ليأتي بعدها بجبروته وغطرسته ليحتل باقي مناطق الضفة الغربية والقدس.

وأكد عليان أن الشعب الفلسطيني بإحياء هذه الذكرى يوجه رسالة إلى المجتمع الدولي أجمع بأن الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال منذ 45 عاماً في الضفة والقدس، و64 عاماً من ذكرى النكبة لا زال يواصل صموده على أرضه لمواجهة السياسات الاحتلالية لطرده منها.

وقال عليان إن هذه الفعاليات تدعو المجتمع الدولي بغية الضغط على حكومة الاحتلال من أجل جعله ينفذ القرارات الدولية، التي تعطي حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني بإقامة دولته.

وأضاف عليان: الاعتصام أمام سجن عوفر يقول للعالم كفى لهذا الاحتلال الغاشم، وكفى للصمت الدولي، الذي لا بد أن يتحرك في في هذه القضية، وكفى لكل الممارسات الممنهجة ضد شعبنا الفلسطيتي في سبيل نيل حقوقه الوطنية، وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة".

بدوره، أكد منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والإستيطان جمال جمعة أن إحياء الذكرى الخامسة والأربعين لاحتلال الضفة الغربية والقدس هو تذكير للعالم بأن شعب فلسطين يعيش أطول احتلال في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

وأوضح جمعة أن هذه رسالة للعالم بأن الاحتلال على أرض فلسطين الآن هو نظام فصل عنصري بمعنى أن الاحتلال لم يعد احتلالاً، وإنما تطور إلى نظام فصل عنصري كولونيالي يريد تأبيد الشعب الفلسطيني في نظام غيتوهات تسيطر عليه إسرائيل للأبد.

وشدد جمعة على أن الشعب الفلسطيني لن يرضى أن يعيش عبداً في غيتوهات وكانتونات من المفترض أن يكون قد مضى عليها الزمن.

وأضاف جمعة: نحن شعب لديه كرامة سنستمر في نضالنا ومقاومتنا الشعبية، ونطالب العالم بأن يعامل إسرائيل كما عامل نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا فهو نظام غير شرعي وغير قانوني، وبالتالي يجب مقاطعته وفرض العقوبات عليه، وسحب الاستثمارات منه حتى ينهار هذا النظام لأنه عار في جبين الأمم المتحدة وعار في جبين العالم.