بلدية القدس تقرر تشديد إجراءاتها على البناء الفلسطيني في القدس الشرقية

القدس- معا- قالت بلدية القدس إنها بصدد تشديد اجراءاتها ضد ما تسميه البناء غير المرخص في القدس الشرقية، وفرض ما تسميه "تعليمات قانون التخطيط والبناء على المخالفين".

ووفقا لبيان أصدرته البلدية سيتم اتخاذ اجراءات تشمل القيام بعمليات تصوير جوي بهدف تحديد الأبنية المخالفة، وحجز ومصادرة المعدات المستخدمة في تنفيذ تجاوزات البناء مثل التراكتورات، ناقلات ضخ الباطون، الخلافات مولدات الكهرباء، وشواكيش هوائية وغيرها.

كما ستقدم لوائح اتهام فورية ضد مرتكبي تجاوزات البناء بحيث يقوم المدعي العام للبلدية بتقديم طلب للمحكمة لاستصدار أحكام قاسية بما فيها السجن الفعلي لمرتكب التجاوز.

وأشار بيان البلدية الى أنه في حالة البناء خلافا للمخطط الموافق عليه فانها ستطلب من المحكمة أن تصادق على هدم البناء الزائد على الفور أو استصدار أمر يمنع بموجبه استخدام المبنى دون اتاحة الفرصة التغيير مخطط البناء.

كما ستقوم البلدية باستصدار أوامر هدم ادارية وفي حالة ارتكاب تجاوزات خطيرة أو انتهاك أوامر الهدم، أو أية أمور مشابهة أخرى بهذا الخصوص ستقوم البلدية بالاعتراض على تأهيل تلك المخالفات في لجان التخطيط والبناء ومنعها.

وتشير معطيات مركز حقوقية تعنى بالدفاع عن حقوق المقدسيين بأن بلدية القدس وعلى مدى سنوات الانتفاضة الست هدمت أكثر من 600 منزل ومنشأة في القدس الشرقية بسبب البناء غير المرخص، اضافة الى اغلاق نحو 10 منازل لنشطاء أدينوا بتنفيذ هجمات ضد اسرائيليين مثل خلية سلوان التابعة لحركة حماس.

فيما تفيد معطيات متقاربة لمركز أبحاث الأراضي، ومركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية الى أن عمل طواقم المراقبة على البناء في القدس الشرقية شهدا في السنتين الأخيرتين تكثيفا غير مسبوق شمل المصادرة الفعلية للسيارت التي تحمل الباطون الجاهز لورش البناء الفلسطينية وتقديم أصحاب الورش وحتى سائقي الشاحنات الى المحاكمة، بالاضافة الى مصادرة مواد البناء الأخرى.

وتفيد الدائرة القانونية في مركز القدس أن التطور الأهم في هذا المجال هو تنفيذ عقوبات بالسجن الفعلي على من تصفهم البلدية بمخالفي البناء من الفلسطينيين وفرض عقوبات مزدوجة عليهم تشمل أيضا الغرامة العالية وهدم المبنى غير المرخص.

ويقول المحامي فريد محاجنة من الدائرة القانونية أن هذه الاجراءات من الكثرة بحيث لا يمكن حصر عدد المتضررين الأمر الذي لا نلحظه في مخالفات البناء في القدس الغربية حيث تكتفي البلدية باتخاذ اجراء فرض الغرامة مع الابقاء على المبنى دون هدم".

وكان أوري لوبليانسكي رئيس بلدية القدس صرح مؤخرا بأن بلديته ستتخذ اجراءات خاصة ضد البناء الفلسطيني داخل اسوار البلدة القديمة من القدس، خاصة البناء متعدد الطوابق، ولم يمض يومين على تصريحه هذا حتى قامت طوقم خاصة من البلدية بهدم طابق في مبنى مكون من 3 طوابق في حي باب السلسلة بالقدس القديمة متاخم للمسجد الأقصى تقطنه عدة أسر من عائلة المواطن محمد عاشور الرازم يزيد عدد أفرادها عن 60 نفرا.

ويقول المحامي محاجنة أن الضائقة السكنية الخانقة، واستحالة الحصول على رخص بناء من البلدية بسبب رسوم الترخيص العالية، والفترة الزمنية الطويلة التي قد تمتد الى 3سنوات في المعدل هو ما يدفع بالمقدسيين الى المبادرة بالبناء قبل الحصول على الترخيص وفي كثير من الحالات تمتنع البلدية عن منح التراخيص اللازمة، لكنها تسارع للهدم حين يتعلق الأمر بما تسميه مخالفات البناء عند الفلسطينيين.