وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 06/06/2012 ( آخر تحديث: 06/06/2012 الساعة: 16:36 )
بقلم: صادق الخضور
دوري الشباب لمواليد 94 يحطّ رحاله في المرحلة النهائية، بمباراة تجمع أبناء دورا حامل اللقب، وأبناء العميد الفريق الأميز والأبرز والأجهز من منظور المعطيات والحقائق التي عكست ذاتها هجوما ودفاعا.

شباب العميد في مواجهة دورا العنيد
نهائي بطولة 94- مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، لذا فهو نهائي حافل، هي ديربي الجارين العميد الكاسح ودورا الطامح، وهي مباراة بين مدربين برهنا ألمعيتهما، وتتويج لبطولة حفلت بالإثارة حتى الأمتار الأخيرة، ونهاية لموسم كروي كان حافلا وأفرد لفئة الشباب اهتماما يتواصل للموسم الثاني على التوالي، وهي قمّة جماهيرية ستحظى برقم قياسي على صعيد الحضور الجماهيري لهذه الفئة كونها تقام على استاد الحسين؛ إستاد الرعب من جهة، ولكون أحد طرفيها من أصحاب الحظوة بجماهير تعشق فريقها عشقا لا يوازيعه عشق.

هي جزء من منظومة لفريقين أوليا الفئات العمريّة جلّ اهتمامهما، وبرهنا أن فريق الشباب في كل منهما يشهد حالة دائمة من الاهتمام وليس فريقا موسميا كما هو الحال في كثير من الفرق.

هي بين فريقين ينضويان في إطار ناديين أحدهما وصيف دوري المحترفين، وثانيهما من الدرجة الثانية، مما يعني أن الوصول النهائي لا يعترف إلا بمنطق الأداء المتكامل.

مباراة يبرز فيها نجوم العميد الفريق المتميز بتعدد الخيارات الهجومية ووجود هدافين كثر، في مواجهة موهبة أبناء السويطي، وهي مباراة تشهد تنافسا على لقب أفضل لاعب في البطولة- من وجهة نظري- بين النجمين محمد وحيد الكركي من العميد، وعيسى السويطي من دورا.

عماد ناصر الدين نجح في التأهل مع جمعية الشبان، وكان له دور بارز في ظهور فريق شباب العميد بمظهر الفريق المغرّد خارج السرب في المراحل السابقة من عمر البطولة، فيما شاهر حماد يتبنى خيار الحسم حتى ولو بأقل نتيجة، وهي معادلة حالفها الصواب حتى اللحظة، فلمن تكون الغلبة؟؟

على ملعب الحسين، لمن تقرع الأجراس؟ هل تكون مع العميد الذي قدّم لاعبوه أوراق اعتمادهم كسفراء للإبداع والامتاع، أم لدورا المتبنّي نهج الواقعية في الأداء وتحقيق توازن بين الخطوط.

هي مباراة بين جماعية الأداء الممزوج بالمواهب الفردية في العميد، وبين الاعتماد بشكل كبير على الحلول الفردية التي يشوبها نوع من الأداء الجماعي في دورا.

هي مباراة يجدر أن تحظى بالاهتمام الإعلامي، وتستحق أن تكون هناك جوائز مجزية لمن سيعانق لقبها، لا من الاتحاد فحسب بل ومن شركات القطاع الخاص.

كل التوفيق للفريقين، وتمنياتنا بمباراة حافلة بالنديّة، زاخرة باللمحات الفنيّة، واعدة بالمواهب المستقبلية، وإن كنّا نتمنى أن يعلن محافظ الخليل سلفا عن المكافأة التي تنتظر الفائز كبادرة منه وهو الذي يتفاعل مع كل الأحداث النوعيّة.

نجوم صنعوا الفارق في الدوري
أولهم، المبدع الخلوق المواظب صانع الألعاب والذي له من اسمه نصيب فهد العتال، فهو صال وجال، وكانت له مع العميد الخليلي وخاصة في الإياب مباريات أعادت البريق لهذا النجم الموهوب، فعاد للمنتخب وقد زانه ألق الدوري، فكان قائدا بكل ما للكلمة من معنى، عانق مع زملائه لقب بطولة فلسطين الدولية الثانية.

ثانيهم، الألمعي مراد اسماعيل، عملة نادرة في الملاعب، لياقة ورشاقة، وعنصر حاسم في سماء الهلال، حافظ على ثبات مستواه في الدوري، وكان صانع ألعاب من طينة الكبار، عفوا كان نموذجا للكبار.

ثالثهم، غزال رشيق هو أحمد ماهر، وإذا كنا نتحدّث عن انعكاس الاسم على صاحبه، فهو كان دائم الحظوة بالإشادة والحمد وكذا كان ماهرا، واستحق أن يكون من النجوم الذين تركوا بصمة على جبين الدوري.

عايد جمهور، دينمو متحرك في فريق الأمعري، قائد ميداني ومحارب ومقاتل، لياقته سبب رئيس من أسباب تفوقّه، ووجوده مع الأمعري شكّل نقطة ارتكاز وعمقا في أداء الفريق لدوره في الربط بين الخطوط، والتحرك المدروس في أرجاء الملعب.

عبد الحميد أبو حبيب... الظريف اللطيف... صاحب اللمسات والتمريرات الموزونة، والتسديدات المباغتة من حين لآخر، ولياقته العالية كانت سمة مميّة له، وحركته الدائبة كانت سببا في إيجاد حيوية في وسط بلاطة، وتواجده مع المنتخب سبب من أسباب تصاعد المستوى.

تطول القائمة، لكن هؤلاء النجوم كانوا وبحق لاعبين مؤثرين، ومن الأكثر انضباطا أداء، فكل التوفيق لهم ولغيرهم ممن كان إبداعهم سببا في رفع مستوى الدوري.

الوضوح ...مطلوب..ولكن
في ظل حديث عن مشاركات محتملة لأنديتنا في البطولات العربية والقارية، نلحظ أحيانا حديث عن مشاركة هذا الفريق أو ذاك، ثم تبدأ التعليقات، هذا أحق وذاك أجدر....

صحيح أن من الأهمية بمكان تحديد من سيشارك ولكن الأهم هو تثبيت أننا سنشارك، ورحم الله أياما كنّا نمنّي النفس فيها ولو بمشاركة خارجية واحدة، لا في كل البطولات بل في بطولة ولو كانت هامشية.

ثم إن التعليقات والتحفظّات والاعتراضات سابقة لأوانها، فكثير من البطولات والمسابقات لم يتم تثبيتها بعد، ليكون النقاش غير ذي جدوى.
أيّا كان الفريق الذي سيشارك فهو ممثّل لفلسطين كل فلسطين، وحان الوقت لترسيخ هذه الرؤية وممارستها فعليا.
في غمرة وجود استحقاقات ومشاركات محتملة يجب عدم إغفال أنها نتاج جهد غير مسبوق للاتحاد، ولانتظام المسابقات، ولشبكة العلاقات، وغيرها من المعطيات التي تحمل في طياتها شهادة حق بنوعيّة الجهد المبذول.