وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المحترفون .. فوق صفيح ساخن!!

نشر بتاريخ: 06/06/2012 ( آخر تحديث: 06/06/2012 الساعة: 16:30 )
بقلم: بدر مكي

يوم الاثنين المنصرم .. في الطريق الواصل بين بوابة الجامعة و كلية الدراسات العليا .. كنت أشاهد الطلبة زرافات .. كل يشد الرحال الى محاضرته .. اضطررت للذهاب إلى الكافتيريا لشراء علبة سجائر .. وعلى باب الكافتيريا .. كان عديد الطلبة يتحدثون .. عن كأس الأمم الأوروبية ... منهم من يشجع ألمانيا وأخر اسبانيا و الثالث ايطاليا .. ولم يتطرق هؤلاء الطلبة عن أصحاب الأرض ... الاوكران و البولنديين ..

لقد منعوا بيع السجائر في كافتريا الجامعة ... الفصل الصيفي يمضي بسرعة ... كما ان دوري المحترفين ... ينتظر انطلاقة جديدة ... و الأيام تجري ... وكنت قد طالبت بضرورة إقامة ورشة عمل بشأن دوري المحترفين بعد الانتهاء منه .. وقد سارت اموره كما يجب على صعيد التنظيم و الإدارة .. ولكنها ليست كذلك على صعيد مديونية الأندية ... التي ارتفعت لدى عديدها بمئات الآلاف من الشواكل ... وبعض تلك الأندية يسعى للخلاص من هذا الكابوس الذي يؤرق الهيئات الادارية ... ويحول بينها وبين الانتخابات و الدفع بالوجوه الجديدة .. لأنها تخشى الغرق في مستنقع الديون ...

لقد طالبت بورشة عمل ... للخروج بتصور مشترك يرضي جميع الإطراف المشاركين في منظومة اللعبة ... ومنها نراكم ونعزز الايجابيات و نلفظ السلبيات .. و الكل يجمع أن المستفيد الأول قطاع اللاعبين .. وذلك بسبب تكالب الأندية عليهم .. علما ان بعض اللاعبين لا يستأهلون لبس قميص أي ناد لا لعبا ولا أخلاقا ... وليس جميع اللاعبين في مستوى واحد ... في الأداء و الأخلاق ... وحتى لا نظلم اللاعبين ... فمنهم من يستحق التحية و الثناء و ما يدفع له .. نقول منهم ... وليس كلهم ... بل ان هؤلاء اللاعبين أصابوا النسيج الاجتماعي و التواصل بين الأندية ... لان من بينهم الانتهازيون ... ولان بعض رؤساء الأندية لا يستأهل هو الأخر ان يكون رئيسا لناد ... لأنه لا ينظر ابعد من انفه ... ولا يفقه في أمور الاحتراف ... يجب الاعتراف أن بعض الاندية قد تطور مستواها ... لأنها تعج بالنجوم ولديها البديل الجاهز ... ولكن في المجمل .. ان اندية المحترفين ... تعاني من عدة وجوه ... ولكن الذي يحمي الأندية من السقوط ... هو جماهيرها الوفية التي وقفت الى جانب انديتها ... ومع ذلك ... لم يعد ذلك يكفي .. لان الأندية بحاجة إلى دعم مادي ثابت .. وربما من عدة جهات ( الحكومة – القطاع الخاص – الرعاية – الاتحاد – التبرعات – الجمهور ) ... وللأسف بعض إدارات الأندية تقوم بترحيل الملف المالي ( المديونية) للإدارات اللاحقة .. ولكن إذا أرادت الأندية التخلص من هذا الكابوس .. فعليها الاعتماد على لاعبيها فقط و إرضائهم .. وتستطيع ذلك ... كونهم من أهل مكة ... وهم الادرى بأولادهم .. وخذوا العبرة من دار النيص . الذي قرر رئيسه الاعتماد على أبناء الواد .. ذلك النادي الذي حقق العديد من البطولات بأقدام لاعبيه و ابنائه من أبناء البلدة الصغيرة في حجمها .. الكبيرة في عطائها و أخلاقها .. نعم .. لماذا لا تبادر الأندية الى وقفة مع الذات .. وتقرر أن تقف مع نفسها ... وتقوم بالاحتراف على طريقتها .. وليس على طريقة تحديد السقف الأدنى للتعاقد أما السقف الأعلى .. فحدث ولا حرج ؟؟؟ وان استقطاب لاعبين من الداخل او الأردن ... يدلل أننا ندفع أموالا في لاعبين لا يستحقون أكثر من قيمتهم الحقيقية في الداخل او الأردن ..

ولذا ... اعتقد ان على الاتحاد .. الذي قاد العمل بنجاح ... ان يساعد الأندية بالخروج من هذا المأزق ... على الاقل في التفكير و إيجاد الحلول ... من خلال ورشة عمل يدعو إليها الأندية و المهتمين و الأكاديميين ... للخروج بتصور مشترك ... ومن اهم الأمور التي يجب التفكير بها ... كيفية وضع حد اعلى للتعاقد ... ربما من خلال ميثاق شرف بين الأندية .. او ربما تأتي تلك الورشة بحلول مشتركة يتم الاتفاق بشأنها واعلانها على الملأ .. وكذا موضوع الرعاية .. انا قلت سابقا ان الاخ جبريل الرجوب .. هو الذي يشكل شبكة امان وضمان لتلك الاندية في الاستمرارية بدوري المحترفين .... لان وجوده يعطي انطباعا للجميع بان الامور تسير على ما يرام ... من الناحية المعنوية ... و لصفته الاعتبارية في الحركة الرياضية و الوطنية . ولكن عليه تقديم جانب من المخصصات المالية لتلك الاندية .. على ان تسعى هذه الاندية لتوفير مصادر تمويل اخرى .. هذا إذا كان لابد من الاستمرار في دوري المحترفين ... وقد سبقنا دول عدة في هذا الامر .. اقامة الورشة التي طالبت بها في أكثر من محفل .. و لنأخذ العبرة من قرار واد النيص في شأن الاعتماد على أبنائه وناشئيه .. لان رؤساء الأندية .. هم " تحت الفلقة " .. ويتعرضون لضغوطات هائلة .. ويجافيهم النوم .. بسبب مسألة الديون و توفير المال اللازم للاستمرارية في دوري المحترفين .