وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ثائر حلاحلة يعانق الحرية بعد اعتقال دام لسنتين

نشر بتاريخ: 06/06/2012 ( آخر تحديث: 07/06/2012 الساعة: 08:18 )
الخليل- معا- بعد إضراب مفتوح عن الطعام استمر لمدة 78 يوما، أفرجت سلطات الاحتلال الاسرائيلي مساء أمس الثلاثاء، عن الاسير ثائر حلاحلة والذي خاض اضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على سياسة اعتقاله إداريا، الا أنه قد أنهى إضرابه بعد وصول الحركة الأسيرة لاتفاق مع إدارة سجون الاحتلال الاسرائيلي.

وكان حلاحلة قد امضى ما يقارب سبع سنوات في معتقلات الاحتلال، كان آخرها اعتقاله إداريا في العام 2010 .

في اليوم التالي لخروجه من السجن، التقينا بالأسير ثائر والذي رفض الذهاب للمستشفى قبل رؤيته لأهله وذويه الذين غاب عنهم قرابة العامين وقرر أن يقضي ليلته الأول خارج السجن معهم.

التقينا بثائر بمستشفى الخليل الحكومي، حيث يرقد هناك لتلقي العلاج بعد قرار الأطباء ابقائه في المستشفى لعدة ايام لمتابعة صحته التي تدهورت خلال مكوثه بالسجن.

ثائر عبر عن سعادته بالإفراج عنه، بالرغم من الآلام التي كانت تلازمه خلف القضبان، قال:"تجربة الاعتقال كانت قاسية ومؤلمة بكافة المقاييس، تجربة بين جسد نحيل وعدو يملك ترسانة وأدوات قمع وتضييق بين شخص يحمل رسالة شعب وقضية وبين محتل يحمل رسالة قتل وعنجهية".

وحول الاسلوب الذي اتبعته مصلحة السجون الاسرائيلية لثني الاسرى عن اضرابهم، أضاف حلاحلة:"منذ اليوم الاول وحتى اليوم 78 كان هناك ضغط وتضييق من قبل اطباء مصلحة السجون وضباط الامن والاستخبارات، حيث هددونا بالإبعاد الى غزة وقالوا لي بأنك سوف تفارق الحياة ولن ترى اهلك بعد اليوم، وحتى لو بقيت على قيد الحياة سيكون وضعك الصحي سيء وغير طبيعي"، تهديدات عديدة وجهها الاحتلال للأسرى لخلق الرعب والخوف في نفوسهم.

وأكد الاسير المحرر حلاحلة بأنه لم يفكر قطعا بفك إضرابه بدون أي ثمن، موضحاً "اقسمنا وأنا وزميلي بلال ذياب بأننا لن ننهي اضرابنا إلا بإنهاء اعتقالنا إداريا، وقد حصل لي ما أريد".

ووجه حلاحلة تحية لزملائه الأسرى القابعين خلف السجون الاسرائيلية والمستمرون في الاضراب عن الطعام حتى تتحقق مطالبهم.

وقال رئيس قسم الباطني في مستشفى الخليل الحكومي د.إسحق الشامصطي:" وصلنا ثائر صباح اليوم منهكا من الناحية الصحية فعلامات الارهاق والإعياء واضحة عليه، وتمت معاينته من قبل اطباء القسم وعمل تخطيط لقلبه."

وأشار د. الشامصطي إلى أن وضع ثائر مطمئن لكنه يحتاج لفترة علاج ، فهو بحاجة لإعادة تأهيل من ناحية تغذيته ووضعه الصحي، "خلال يومين أو ثلاثة سيعود لوضعه الطبيعي".

وكنا قد تحدثنا مع زوجة الاسير المحرر شيرين حلاحلة وعلامات الفرح والسرور مرتسمة على وجهها، تحدثت إلينا قائلة :" كنت انتظر لحظة الافراج عنه بفارغ الصبر، وقد تم ذلك والحمد لله.

وعبرت شيرين عن استيائها نظرا لأنهم لم يستقبلوا زوجها مباشرة فسلطات الاحتلال قالت لهم بأنه سيتم تسليم ثائر من أمام حاجز سيرا غرب مدينة رام الله، لكننا تفاجئنا بأنهم قاموا ببالافراج عنه من أمام معبر ترقوميا العسكري غرب مدينة الخليل، "كنت اتمنى أن نستقبله وجهها لوجه لكن إرادة الله لم تشأ ذلك."

وقالت شيرين: ابنتنا لمار والتي ولدت ووالدها في السجن، فرحت كثيرا بعودته لكن تملكها بعض الخوف حينما عانقها لأول مرة..".

الاضراب المفتوح عن الطعام سياسة اصبحت غاية لكثير من الاسرى ، سياسة اصبح الكثيرون منهم يتمسكون بها، بالرغم من المخاطر التي تكتنفها، إلا أن الامل في أن تتحقق بعض مطالبهم وظروف اعتقالهم كانت اقوى وأشد وقعا عليهم، وهذا ما حدث مع ثائر حلاحلة.