وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إنعاش القلب والرئتين لم يعد كما كان سابقاً في مركز حافظ عبد النبي

نشر بتاريخ: 06/06/2012 ( آخر تحديث: 07/06/2012 الساعة: 11:59 )
الخليل- معا- "احلامي لن تتوقف عند المشاركة في هذه التمارين، فلدي رغبة شديدة بأن أصبح مدربا على عمليات إنعاش القلب والرئتين، وأريد من خلال ذلك تقديم المساعدة لأكبر قدر ممكن من الناس"، هذا ما ذكره الممرض معتز ابو ارميله "22 عاما" والذي شارك ضمن مجموعة تقدر بنحو 20 متدربا ومتدربة من العاملين في المجال الصحي، في دورة انعاش القلب والرئتين في الخليل.

وأوضح كنا في السابق نعتمد عندما نقوم بمساعدة أي مريض، نبدأ من فتح مجرى التنفس، ومن ثم نبدأ بإعطاء المريض الأوكسجين أو بالضغط فوق قلبه، لكن في هذه الدورة كان كل شيء مختلف، حيث نبدأ من الضغط على القلب لضمان استمرار تدفق الدم والأوكسجين الى الدماغ ليبقى الدماغ مسيطراً على الوضع ولا يقوم بإصدار أوامر وتعليمات قد تودي بحياة المريض.

|177841|يقول الممرض معتز: "نواجه أثناء عملنا اليومي حالات تتطلب منا المشاركة في انعاش قلب مريض، ومن خلال هذه الدورة استطعت امتلاك الخبرة للتعامل مع أي حالة قد تواجهني أو تواجه أحد من زملائي في العمل، فمهمتنا هي الابقاء على حياة المرضى ومساعدتهم في تخطي الأزمات".

طموحات معتز تتوافق مع طموحات الممرضة سائدة ابو هشهش، والتي تعمل في العيادة الطبية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين في مخيم الفوار، والتي اتيحت لها الفرصة للمشاركة في دورة انعاش القلب والرئتين ABC والتي تعقد في مركز الدكتور حافظ عبد النبي للتعليم المستمر في جمعية أصدقاء المريض.

وزادت الممرضة سائدة: "العيادة التي اعمل بها تخدم نحو 7 آلاف نسمة هم عدد سكان مخيم الفوار الى الجنوب من مدينة الخليل، وأقرب مركز صحي يبعد عنا نحو 5 كيلو متر، وكما وانا بحاجة لتعلم هذه الدورة هناك المئات من النساء في المخيم بحاجة لتعلم هذه الدورة، وقد بدأت بإعداد خطة لتدريب النساء في المخيم بالتعاون مع المجتمع المحلي ونقل خبرتي لهن في كيفية التعامل مع الحالات الطارئة".

الدكتور يوسف التكروري مدير مركز الدكتور حافظ عبد النبي، أوضح بأن مجلس إدارة جمعية أصدقاء المريض والتي يتبع لها المركز، قد وافقت بشدة على الاستثمار في تنمية وتطوير القدرات البشرية العاملة في المجال الصحي، مشيراً الى أن القطاعين العام والخاص كان يركز في مشاريعه على المعدات الطبية المتطور والمراكز الطبية المتقدمة، لكننا آثرنا أن نستثمر في تطوير القدرات البشرية.

|177842|يقول الدكتور التكروري: كان لمركز الدكتور عبد الحافظ للتعليم المستمر شرف احتضان مشروع عقد دورات متخصصة للعاملين في القطاع الصحي الفلسطيني، ضمن مشروع ABC الذي ينفذ بالتعاون مع برنامج"فلاجشب" بدعم من الشعب الأمريكي ضمن مشروع إصلاح و تطوير القطاع الصحي الفلسطيني".

وأضاف، كان من المفترض أن يمتد المشروع على مدار عام واحد، لكن ارتأينا في المركز أن يستمر العمل في الدورات بشكل مستمر، خاصة وأنه في كل أربع سنوات يتم وضع برنامج تدريبي جديد، وهذا مشروع وطني بكفاءات وطنية ومدربين وطنيين، ونشكر الشعب الأمريكي الذي لا زال يسعى لدعم المشاريع التنموية الهادفة الى تمكين المؤسسات الصحية الفلسطينية من تقديم أفضل الخدمات الطبية.

وقال: يهدف المشروع بشكل أساسي إلى تطوير القدرات الفنية لمختلف العاملين بالقطاع الصحي الفلسطيني من خلال دورات متخصصة و بمعايير خاصة خاضعة لمواصفات مؤسسات دولية متخصصة، وقد وضع المركز نصب عينيه تنفيذ هذه الدورات بأدق التفاصيل الفنية المتبعة في الجمعية الأمريكية للقلب والرئتين".

أسيد رشيد منسق المشروع، أشار الى أن مدة كل دورة هي ست ساعات، وهي مختصة بأساليب إنعاش القلب والرئتين المبتدئة حسب التوصيات الحديثة للجمعية الأمريكية للقلب والرئتين، ويتلقى المتدرب خلالها تطبيقات نظرية وعملية على إنعاش القلب.

|177843|وأضاف، نسعى من خلال عقد الدورات الى تدريب ثمانية مدربين معتمدين من الجمعية الأمريكية للقلب والرئتين، سيعملون على عقد دورات تدريبه لكافة العاملين في القطاع الصحي من كافة المحافظات الفلسطينية.

ويشعر أسيد وزملاؤه في مركز الدكتور حافظ بالفخر، من الوافدين الى المركز خاصة من المدن الفلسطينية الأخرى، ولكون التدريبات قد أثبتت نجاعتها مع متلقيها.

الدكتور محمد إبراهيم اعمر وهو أخصائي علاج طبيعي، يمتلك عيادة في مدينة أريحا، جاء للمشاركة في دورة إنعاش القلب ABC وقد سمع عنها من زملائه في أريحا.

يقول الدكتور اعمر: على الرغم من أن عملي لا يتطلب مني أخذ مثل هذه الدورة، الا أنني آثرت أن آخذها لأكسب نفسي مهارات جديدة في مساعدة الناس، وقد شكلت لي هذه الدورة فرصة لذلك حيث تعلمت المهارات الأساسية والصحيحة والمتطورة للإسعافات الأولية.

|177839|وأضاف: بعد عودتي الى أريحا سأعمد الى نقل تجربتي لأكبر عدد من العاملين في القطاع الصحي شواء في العلاج الطبيعي او في مجالات أخرى، فهدفنا في النهاية واحد وهو إنقاذ حياة الآخرين، وربما ننقذ شخصاً عزيزاً علينا".