|
المبعد من كنيسة المهد الى غزة ..خالد صلاح يعاني مرضا غامضا جعله طريح الفراش ويمنعه من حمل طفلته بين ذراعيه
نشر بتاريخ: 06/01/2007 ( آخر تحديث: 06/01/2007 الساعة: 18:00 )
غزة- معا- خضرة حمدان " لا أعلم ما الذي ينتابني، فقط.. أشعر ان رأسي قد تهدل على جسدي ولم يعد بإمكاني الوقوف لحظة واحدة وبغزة لا أحد يشعر بي وإذا ما بقيت على ذات الحال فإني مفارق للحياة لا محالة".
بهذه الكلمات بدأ المبعد خالد صلاح ( 30 عاما) من قرية الخضر غرب بيت لحم حديثه لـ "معا" قائلاً إنه لم يترك طبيباً أو مستشفى او شيخ يعالج بالقرآن أو عشباً طبياً إلا وقد زاره او استخدمه دون جدوى، فالمرض الذي يعاني منه- على حد قوله- غير معروف بالمطلق حتى اللحظة، وليس له وصف سوى إرهاق تام بكامل الجسد يبدأ بالرأس والأكتاف ومن ثم يمتد إلى داخل الجسد ويطال الأعضاء والأجهزة الداخلية لا سيما المعدة فلا يعود قادراً على الوقوف ويسارع إلى السرير بمساندة زوجته الغزية منار البغدادي. ودلال الطفلة التي رزق بها خالد صلاح لا تكاد تبلغ العامين فقط، ولا تشعر بأحضان والدها الذي لا يستطيع حملها أو إجلاسها بين أحضانه المتراخية، وهو وزوجته لا يعلمان ما المرض والأطباء لم يقدمون وصفة طبية صالحة للتعافي منه، ولا يجد علاجاً حتى اللحظة سوى الركون للفراش ينتظر- على حد قوله- لحظة الوفاة والفراق إلى الأبد. هو لا يكاد ينهي أعوامه الثلاثين فقط وزوجته 21 عاماً تتمنى لو بإمكانها أن تفني روحها وتقدمها للزوج الذي عرفته بطلاً عندما أبعده الاحتلال قبل قرابة خمسة أعوام من كنيسة المهد حيث كان محاصراً لأربعين يوماً إلى مدينة غزة، حين تقدم للاقتران بها قبل ثلاثة أعوام لم تفكر مرتين وأجابت راضية، ولكنها تراه ينهار أمامها منذ سبعة أشهر كاملة دون أن تعرف ما الذي ألمّ به وما الذي يوجعه، فتراها واقفة عاجزة أمامه. المبعد صلاح قال انه كان قوياً ذا جسد قوي دون ان يعرف يوماً المرض، فكان مطارداً من قبل الاحتلال قبل أن تتم محاصرته مع المقاومين في بيت لحم، فقد ناكف الاحتلال كثيراً والآن يناكفه المرض ويقعده عن مجالسة الأصدقاء والأحبة ويشعره بالوحدة فيزداد الألم ويقول:" لا أحد يشعر بي في غزة أريد أن أعود إلى أسرتي ببيت لحم وإذا ما بقيت على هذا الحال فلن تطول مدة بقائي على قيد الحياة". الألم الذي يشعر به- كما يقول- يبدأ من الرأس وحسب الأطباء فهو لا يعاني من أي مرض عضال حيث تزداد سرعة دقات قلبه ويشعر بتهدل أكتافه ورأسه وبانقباض ثقيل على صدره ولا يشعر بالارتخاء إلا إذا نام على الفراش فلا يشعر حينها بكل جسده ويغيب لديه الإحساس فما الذي يعاني منه؟؟ بعض الأطباء قال له إن لديه بعض الغضاريف في فقرات العمود الفقري ولكنها ليست المسؤولة بالمطلق عما يحدث معه. ويضيف:" لا اشعر برغبتي للأكل أو النوم ولا استطيع الحراك من مكاني" فيما تقول زوجته إنها هي من تسانده في لحظات الوضوء وتسانده حتى العودة للفراش وعندما تسأله ما به يقول لها: "ما بعرف". وتناشد الزوجة الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء وكافة المسؤولين مساعدة زوجها وتقديم العون له وضمان عودته بين ذويه ليستعيد عافيته، مشددة على أن الاحتلال يمنع أشقاءه من دخول غزة كلما حاول أحدهم تقديم تصريح للالتحاق بشقيقه. جدير بالذكر ان قوات الاحتلال فرضت حصارا مشددا في نيسان / ابريل من العام 2002 على كنيسة المهد فى مدينة بيت لحم استمر نحو أربعين يوما، وانتهى باتفاق على إبعاد 13 فلسطينيا كانوا محاصرين داخل الكنيسة الى عدة دول أوربية، فيما ابعد 30 محاصرا آخرين الى قطاع غزة. وكان الرئيس محمود عباس قد اتفق في آخر لقاء جمعه برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت على تشكيل لجنة خاصة بترتيب جدولة لإعادة مبعدي بيت لحم إلى ذويهم. |