ورشة حول المسائلة الاجتماعية في مشاريع إدارة النفايات الصلبة

الخليل- معا- نظم المجلس المشترك لإدارة النفايات الصلبة لمحافظتي الخليل وبيت لحم ورشة عمل في قاعة المركز الكوري في مدينة الخليل ورشة عمل بعنوان المسائلة الاجتماعية في مشاريع إدارة النفايات الصلبة بمشاركة العديد من ممثلي البلديات والمؤسسات الأهلية والحكومية وممثلين عن القطاع الخاص، وبمشاركة فاعلة من وزارة جودة البيئة ووزارة الحكم المحلي، وبمشاركة المهندس إبراهيم الدجاني مسؤول مشاريع إدارة النفايات الصلبة في البنك الدولي، والسيد داريوس مستشار لدى البنك الدولي.

وقد أفتتح المهندس ياسر الدويك ورشة العمل مرحباً بالحضور ومؤكداً على هدف الورشة في النقاش والخروج بتوصيات لتعزيز مفهوم المسائلة الاجتماعية في مشاريع إدارة النفايات الصلبة، وقدم الدويك عرضاً تضمن تعريف مفهوم المسائلة الاجتماعية واليات ومتطلبات تحقيقه في المشاريع والذي يجب أن يواكب جميع مراحل المشروع خلال التحضير والإنشاء والتشغيل وكذلك خلال عملية المتابعة والتقييم.

وتطرق الدويك لمجموعة من الأسئلة خلال العرض أكدت بمجملها على أهمية تبني إستراتيجية لتعزيز مفهوم المسائلة الاجتماعية لدى المؤسسات خلال عملية تنفيذ المشاريع، وكذلك تعزيز دور ومسؤولية كل مؤسسة تجاه تحقيق مبدأ المسائلة الاجتماعية، كما أشار الدويك إلى أهمية أن يكون الجمهور على وعى ومعرفة بماهية المشاريع المنفذة وذلك من خلال إنجاح برامج التوعية المجتمعية، وأكد على ضرورة أن يكون هناك دور ايجابي للمؤسسات الإعلامية بوسائلها المختلفة في تعزيز الشفافية والمسائلة المجتمعية .

المهندس إبراهيم الدجاني أكد أن للمسائلة الاجتماعية دور مهم في إنجاح المشاريع مشيراً إلى أهمية تعزيز مفهوم المشاركة مع المجتمع المحلي، وأكد الدجاني أن سياسات البنك الدولي تفرض دائماً تبني مبدأ المسائلة الاجتماعية من خلال تعزيز الدور الاجتماعي ضمن خطط وبرامج المشاريع المنفذة ومثلها مشروع إدارة النفايات الصلبة في منطقة الجنوب، وأشار الدجاني إلى أن المسائلة الاجتماعية تساهم في تعزيز استدامة المشاريع وتمكن من اتخاذا التدابير اللازمة لتحقيق الاستدامة .

المهندس هاني شواهنة المدير التنفيذي للمجلس المشترك لإدارة النفايات الصلبة لمحافظة جنين قدم عرضاً عن الإجراءات والسياسات التي انتهجها مجلس خدمات جنين في تعزيز مفهوم المسائلة الاجتماعية وتتطرق إلى جملة المشاكل والقضايا التي تعرض لها المشروع خلال عملية التحضير والإنشاء والتشغيل، مؤكدا أن المسائلة الاجتماعية مهمة ويجب تحقيقها، ويجب أن يكون لوسائل الإعلام دور ايجابي في تعزيز الوعي تجاه هذا المفهوم .

الدكتور محمد سعيد الحميدي مدير عام الشركة الفلسطينية لتدوير النفايات أكد على ضرورة اقتراح الآليات المناسبة لتعزيز مشاركة الجمهور في مشاريع إدارة النفايات الصلبة، كما أشار إلى أهمية الإفصاح للمواطن عن ماهية المشاريع المنفذة ومدى الفائدة التي تعود على المواطن، وأشار الحميدي إلى نقطة هامة تتعلق بالدور الذي تؤديه وسائل الإعلام مؤكداً على الدور المطلوب من وسائل الإعلام هو بناء الجسور بين الجهات المنفذة للمشاريع والمواطن الفلسطيني، وان لا تكون عقبة أمام تنفيذ هذه المشاريع من خلال المواد الإعلامية التي تقوم بنشرها، ويجب على وسائل الإعلام أن تكون على دراية كاملة بطبيعة المشاريع التي يجري تنفيذها وأن تتوخي الدقة في الحديث عن هذه المشاريع .

الدكتور حافظ شاهين مدير عام المجموعة العالمية للاستشارات أشار إلى أن مفهوم المسائلة الاجتماعية يجب أن يحقق الاستجابة لمتطلبات المجتمع المحلي، وأكد على أهمية رفع سوية الجمهور وإشراكهم بشكل فاعل في المشاريع، وان يكون هناك وسائل مناسبة لتوصيل المعلومة للمواطن تساهم في تحقيق الهدف من هذه المشاريع وإنجاحها .

وفي نهاية الورشة تقدمت مجموعة من التوصيات أهمها أن يكون هناك التزام من جميع المؤسسات تجاه تعزيز مفهوم المسائلة الاجتماعية في المشاريع المنفذة، وأهمية تعزيز مفهوم المسائلة الاجتماعية في مشاريع إدارة النفايات الصلبة بالتحديد، وقدمت توصية لإعداد ورقة عمل تتضمن المعايير التي يجب العمل عليها لتحقيق هذا المفهوم.

كما تم الاتفاق على أهمية أن تحدد كل مؤسسة مسؤوليتها تجاه تعزيز هذا المبدأ خلال تنفيذها للمشاريع، كذلك تتطرق المشاركين إلى أهمية مشاركة المجتمع المحلي في بناء برامج التوعية المجتمعية وتحديد الآليات المناسبة لإيصال المعلومات للجمهور، وقدم اقتراح لتنظيم ورشة عمل بمشاركة المؤسسات الإعلامية للنقاش حول آليات التعامل مع مشاريع إدارة النفايات الصلبة بشكل خاص.

وأكد المشاركون على أن مفهوم المسائلة يجب أن يتم التعبير عنه من خلال رؤية ورسالة المؤسسة، وتقدمت بعض التوصيات التي أشارت إلى أهمية إشراك الشباب بشكل خاص في تنفيذ حملات التوعية لمشاريع إدارة النفايات الصلبة، كذلك تنفيذ برامج تحفيز وتشجيع للمواطنين وبنفس الوقت تنفيذ مخالفات وعقوبات لمن يمارس الدور الخاطئ تجاه البيئة، واتفق المشاركين على أهمية التواصل وعقد اللقاءات بشكل مستمر للنقاش والخلوص بالتوصيات اللازمة لتحقيق مبدأ المسائلة الاجتماعية.