|
واصل أبو يوسف: جبهة التحرير خاضت معاركا مجيدة دفاعا عن الثورة
نشر بتاريخ: 08/06/2012 ( آخر تحديث: 08/06/2012 الساعة: 21:46 )
القدس - معا - اكد الدكتور واصل ابو يوسف امين عام جبهة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في حوار صحفي تلقت "معا" نسخة من هذا البيان، ان جبهة التحرير فصيلاً أساسياً من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والتي خاضت فصائلها معارك مجيدة للدفاع عن الثورة الفلسطينية وقرارها الوطني المستقل.
واضاف لقد قدمت جبهة التحرير الفلسطينية عبر مسيرتها الطويلة الكثير من التضحيات الجسيمة وهي متمسكة بالثوابت الفلسطينية وحق شعبنا في مقاومة الاحتلال بكافة الأشكال ولا تزال تواصل كفاحها من أجل إقامة الدولة الفلسطينية على كافة الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس، حيث انفردت الجبهة بين كافة الفصائل بأسلوب كفاحي مميز فعندما كان الكفاح المسلح الأسلوب الأمثل في مرحلة معينة كانت الجبهة سباقة إلى العمل به وقدمت العديد من الشهداء وعلى رأسهم خالد الأمين أبو أمين الشهيد الأول وفي مرحلة لاحقة انخرط مناضلو الجبهة في انتفاضة عام 1987 كما انخرطوا بفاعلية في انتفاضة الأقصى وهم يخوضون اليوم مع شعبهم غمار المقاومة الشعبية ضد الاستيطان والجدار العنصري وإقامة الحواجز العسكرية ومعركة الأسرى في سجون الأحتلال. ولفت ابو يوسف ان الجبهة بكافة اطرها النضالية في الوطن وفي مخيمات اللجوء والشتات ومختلف أماكن تجمعات شعبنا في المنافي قد استنهضت قواها وأعادت ترتيب اوضاعها التنظيمية وتمكنت من استعادة دورها ومكانتها الريادية في صفوف شعبنا بعد أن تجاوزت الكثير من الاحداث التي عصفت بها والعقبات التي اعترضت مسيرتها الكفاحية وقد تحقق ذلك بفعل النضالات المتراكمة لأبنائها ووعي قادتها وكادرها الأساسي وتمسك جميع مناضليها بمبادئ واهداف قادتها وقادة شعبنا التي قضوا دونها على درب الحرية والكفاح الوطني اضافة إلى ثباتهم على مواقفهم بالتمسك بثوابت شعبهم واصرارهم على مواصلة الدفاع عن اهداف مشروعنا الوطني وإزالة الاحتلال وتحقيق الحرية لشعبنا وتلبية طموحاته وتحقيق امانيه الوطنية. وقال لقد بذلنا كل الجهد الوطني الممكن الى جانب قوى شعبنا وفصائله الوطنية من اجل انهاء حالة الانقسام والحد من توسع اضرارها، وصغنا مع الكل الوطني عدة تصورات وكان اهمها وثيقة الاسرى التي سميت بوثيقة الوفاق الوطني، وكذلك اتفاق القاهرة الاول، واخيرا اعلان الدوحة الذي وضع اليات انهاء الانقسام موضع التنفيذ بعد ان تم الاتفاق على تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس ابو مازن، وحددت مهام هذه الحكومة المؤقتة باجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني بوقت متزامن، وكذلك توحيد الاجهزة الامنية بين شطري الوطن، واعادة اعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة وفك الحصار، ونحن نتطلع الى اجتماعات الاخوة في حركتي فتح وحماس، والى دور الاطراف العربية المخلصة التي رعت الاتفاق كمصر الشقيقة، لوضع الامور في نصابها الصحيح والاسراع بتنفيذ الاتفاق لانهاء هذا الوضع الشاذ في الساحة الوطنية، الذي لايستفيد منه سوى الاحتلال واعداء الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. واشار امين عام جبهة التحرير الى اهمية قرار مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين، الخاص بقضية الاسرى يشكل سابقة من نوعه كونه يضع ملف الاسرى على طاولة الامم المتحدة من ناحية، ويعري دولة الاحتلال ويفضح اجراءاتها الفاشية باعتقال اطفال ونواب منتخبين ومناضلين من اجل حرية شعبهم واعتبارهم سجناء امنيين من ناحية اخرى ويفضح ممارسات هذه الحكومة اليمينية المتطرفة بحقهم، عبر قمعهم داخل معسكرات الاعتقال وزنازين العزل الانفرادي، وحرمانهم من ابسط حقوقهم الانسانية التي كفلتها المواثيق والاعراف الدولية. ولكن رغم اهمية ذلك نعتقد ان هذا الامر غير كاف مالم يكن هذا القرار مقروناً بآليات عمل تدفع الاسرة الدولية وتحفز مؤسساتها ذات الصلة، لاتخاذ اجراءات فورية ورادعة لحكومة الاحتلال، والزامها بما نص عليه القانون الدولي الانساني، وبالاخص اتفاقات جنيف الرابعة وتحديدا ما تعلق منها بتعامل مع الاسرى في زمن الحرب، خاصة وان اضراب الاسرى قد دخل منطقة الحرج، ولم يعد مجال للتراجع حتى تحقيق مطالبهم المشروعة. واضاف ان الحركة الاسيرة الفلسطينية، هي حركة مجربة، وصاحبة ارادة فولاذية، وتملك من الوعي الثوري الذي يمكنها من ادارة معاركها النضالية بمهارة عالية في ظل الظروف القاهرة التي تفرضها عليها ادارة سجون الاحتلال المجرمة. وقد حققت هذه الحركة المناضلة الكثير من الانجازات النضالية بفعل تضحياتها العظيمة عبر تاريخ كفاحها الطويل، الذي تزامن مع بدء كفاح شعبنا التحرري. وهذا ما يدفعنا حقيقة لان نعول بدرجة اساس على صمودهم البطولي لكسر ارادة الاحتلال، والغاء قوانينه واجراءاته الظالمة والتعسفية، كما نعول بدرجة لاتقل اهمية على فعاليات شعبنا الوطنية التضامنية المتواصلة الداعمة لقضيتهم، ولمطالبهم العادلة في الحرية والكرامة الانسانية، باعتبارهم اسرى حرب تنطبق عليهم اتفاقات جنيف الرابعة، ولكونهم مناضلين من اجل حرية شعبهم. ونعتقد ان مجمل ذلك، اضافة الى تبني قضيتهم على المستوى الرسمي، وتفعيل قضيتهم على المستوى السياسي والدبلوماسي، وطرحها امام الهيئات والمؤسسات الدولية ذات الصلة، سيضع العالم بكافة مؤسساته الحقوقية والانسانية والسياسية امام مسؤولياته الاخلاقية والقانونية، ويدفعها لممارسة الضغط الجدي على حكومة الاحتلال المجرمة لتغيير سياساتها الفاشية ضد اسرانا، وعموم شعبنا وارضنا الفلسطينية..رغم الانحياز الامريكي لاعمى للاحتلال وسياساته العدوانية. وقال ابو يوسف انالضغوط الامريكية الاسرائيلية على الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية لم تتوقف يوما حتى وصلت الى التهديد بلقمة العيش، وقطع المساعدات الدولية، وتشديد الحصار والخناق على شعبنا، بما في ذلك ممارسة القرصنة على اموالنا الضريبية، لارغامنا على التراجع عن مواقفها الوطنية، وعن تمسكهنا بثوابت وحقوق شعبنا في الحرية والعودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وهنا نؤكد ان الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية، ورغم ادراكها لمخاطر هذه التهديدات وجديتها، الا انها بقيت ومازالت متمسكة بكامل حقوق شعبنا الوطنية، ومصرة على انتزاع هذه الحقوق التي كفلتها المواثيق والاعراف الدولية، بارادة وصمود وتضحيات شعبنا، وفي هذا السياق يتجسد الموقف الوطني الفلسطيني بدعم المقاومة الشعبية الباسلة على الارض الفلسطينية، ومواصلة الجهد السياسي والدبلوماسي على المستوى الدولي لنيل عضوية فلسطين الكاملة في الامم المتحدة، وكافة منظماتها الدولية، وعدم العودة للمفاوضات دون وقف الاستيطان في القدس وعموم الارض الفلسطينية، واقرار مرجعية سياسية واضحة اساسها تنفيذ قرارات الامم المتحدة ذات الصلة، ومواصلة الجهد الوطني لاتمام المصالحة الوطنية. وفيما يتعلق يتعثر جهود المصالحة، قد اشرنا مسبقا الى السبب الرئيس الذي اعاق تحقيقها، ونامل ونسعى في الكل الوطني، ونبذل الجهد من اجل ان يتراجع الاخوة في حركة حماس في غزة عن اجراءاتهم ومواقفهم المعلنة بهذا الصدد. ورأى ان سياسة الاستيطان والتوسع الاستعماري الذي تنتهجه حكومة الاحتلال، ومصادقتها على اقامة آلاف الوحدات الاستيطانية على الارض الفلسطينية، ومحاولاتها اضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية المقامة، اضافة الى جدار الفصل العنصري الذي اقيم في عمق الاراضي الفلسطينية،وقطع اوصالها، وحولها الى جزر وكنتونات مغلقة بالحواجز العسكرية والبوابات الحديدية، عدا عن سياسة التهويد المتواصلة للارض والمقدسات في القدس وغيرها من المدن الفلسطينية، وتغيير معالمها العربية، وسرقة وتزوير تاريخها، وهدم البيوت واقتلاع سكان الارض الاصليين وتهجيرهم، وهذا يؤكد ان حكومة الاحتلال غير جادة باي سلام وهي تنسف كافة قرارات الشرعية الدولية. وشدد ابو يوسف على التمسك بالثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، والاقرار بحقوق شعبنا الوطنية في الحرية، والعودة وفقا للقرار الدولي 194، وحق شعبنا بتقرير مصيره، واطلاق سراح اسرانا واسيراتنا على الفور. ورحب امين عام جبهة التحرير بزيارة الشخصيات والوفود العربية والدولية التي قدمت الى فلسطين، وزارت مدنها واقامت صلواتها في مقدساتها الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس، وفي مدينة بيت لحم وغيرها، واطلعت على تاريخها ومعالمها عن كثب، والاهم ان الكثير من هذه الوفود التضامنية قد اطلعت على واقع ومعاناة شعبنا تحت الاحتلال، ومنهم من غادر الى بلدانهم لينقلو الصورة الحقيقية عن واقع الظلم الذي يعيشه شعبنا بفعل اجرءات وسياسات الاحتلال العدوانية المتواصلة، ومنهم من بقي الى جانب شعبنا يدعم صموده على ارضه، ويناصر قضيته الوطنية وحقوقه العادلة، ويشاركه مسيرة كفاحه التحرري ومقاومته الشعبية الباسلة، وقد سقط شهداء ابطال من هؤلاء المتضامنين، منهم راشيل كوري، واريغوني، والشهداء الاتراك على ظهر سفينة التضامن مع شعبنا. ومن الاهمية الاشارة هنا الى ان شعبنا مازال يعيش مرحلة تحرره الوطني، وهو بحاجة لكافة اشكال الدعم والمساندة حتى يحقق اهدافه وطموحاته الوطنية في الحرية والحياة كباقي شعوب الارض. اما فيما يخص التطبيع فنحن نرفضه بكافة اشكالة ومسمياته اكان اقتصاديا او ثقافيا او اعلاميا او سياسيا. واكد ابو يوسف ان اي دعم يقدمه الاخوة العرب لقضيتنا، ولدعم صمود شعبنا في القدس، والارض المحتلة عموما، انما يكون من باب التزاماتهم بواجبهم القومي اتجاه قضيتهم المركزية، وما من شك بان شعبنا يقدر ذلك احسن تقدير. اما فما يتعلق بما اقره وزراء الخارجية العرب مؤخرا من دعم لشعبنا، فقد جاء من باب توفير شبكة امان لشعبنا بعد التهديدات الامريكية التي تلقيناها بقطع المساعدات الدولية عن شعبنا، وبعد القرصنة الاسرائيلية على مستحقاتنا الضريبية، وهذا امر مهم، ولكن الاهم ان يصل هذا الدعم، خاصة وان الدعم الذي اقر قبله لمدينة القدس في قمة سرت، والمقدر بخمسمائة مليون دولار لم يصل منه شيئا حتى اللحظة. واشار نحن نعتقد ان امتنا العربية والاسلامية، هي عمقنا القومي والانساني، وهي الحاضنة الحقيقية لنضال شعبنا، ولقضية شعبنا العادلة، ونعتقد ان قضيتنا الوطنية مازالت تمثل القضية المركزية لامتنا العربية رغم انشغال شعوبها، وحكوماتها بظروفهم الداخلية في المرحلة الراهنة. خاصة وان القضية الفلسطينية تعيش في وجدان وضمائر ابناء امتنا مهما كانت الظروف، او المتغيرات السياسية. ورأى امين عام جبهة التحرير ان ربيع الشعوب العربية، وجملة التغيرات الديمقراطية التي حصلت، او يمكن ان تحصل في عالمنا العربي ستساهم الى حد بعيد في استعادة حرية وكرامة هذه الشعوب وستصب في المحصلة النهائية في خدمة القضية الفلسطينية، ونحن نقف الى جانب مطالبهم العادلة في الحرية والعدالة والمساواة، وفي ذات الوقت ندين ونستنكر بشدة التدخلات الاجنبية الاستعمارية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية التي تحاول السطو على ارادة الشعوب الحرة، وحرف مسار ثوراتها السلمية، وتقدمها الانساني والحضاري، وقطف ثمار ثوراتها الشعبية وتجيرها خدمة لمصالحها الاستعمارية في منطقتنا. |