وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كيف كان مركز شباب بلاطة أيام الزمن الجميل ؟ بدون مقر وبدون دولارات !!

نشر بتاريخ: 09/06/2012 ( آخر تحديث: 09/06/2012 الساعة: 14:16 )
بقلم : وليد خرمه

لقد راودتني نفسي أن أكتب هذا المقال لعلّ فيه رسالة وعبرة تصل إلى آذان من يهمهم أمر المركز حتى تكون موعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

في بداية الثمانينات من القرن الماضي صدر قرار عسكري تعسفي من سلطات الاحتلال بإغلاق مقر مركز شباب بلاطة ، وأصبح المركز والعاملين فيه مراقبون وتعرضوا إلى مضايقات وصلت في بعض الأحيان إلى الاعتقال ، وفي بعض الأحيان كان جنود الاحتلال يمنعون الباص الذي يقل لاعبي المركز من المرور إلى مدن الضفة والقطاع لإجراء المباريات مع الفرق الشقيقة ، لكن هذه المضايقات وحالة الخناق التي تعرض لها المركز لم تمنعه من مواصلة نشاطاته واستمرت المسيرة الرياضية للمركز وفي كافة الألعاب ، كما أذكر صدر قرار في تلك الفترة من مدير منطقة نابلس في وكالة الغوث بصفتها الجهة الرسمية التي تتبع لها مراكز الشباب في المخيمات في ذلك الوقت بتوكيل مهمة إدارة أنشطة المركز إلى كلٍ من الأستاذ سليم أبو علي و وليد خرمه ، حيث كان الأخ سليم يتابع الأمور الرياضية الخاصة بالفرق و وليد يقوم بالأمور الإدارية والمالية ، وكان محل الأستاذ سليم مقراً ومستودعاً للأدوات الرياضية ، وكانت الأمور على ما يرام وسارت على أحسن وجه وتحققت الإنجازات وحصدت الفرق الرياضية الكؤوس والبطولات بأقل التكاليف المادية فكانت المصاريف والنفقات تعتمد على دخل المباريات التي تقام على ملعب بلدية نابلس والدفعات القليلة التي تقدمها وكالة الغوث وبعض التبرعات من الداعمين ، فكانت فرق السلة والطائرة تتدرب على ملاعب المدارس وتشارك في البطولات وتنافس على المراتب الأولى ففريق السلة كان ينتقل بسيارة أو سيارتين إلى ملاعب رام الله وبيت لحم ويعود بالانتصارات ، وفريق الطائرة ولأكثر من سنة كان يحرز بطولة الضفة ويشارك في بطولة الضفة والقطاع التي كانت تجري في شهر رمضان في غزة ويذهب هناك بسيارتين ويعود حاملاً الكأس مرفوع الرأس ، وفرق كرة القدم كانت في أوجها فالتمارين كانت في الشوارع وفي ملعب مدرسة الصناعة وملعب الصلاحية وفي أيام الشتاء كانت التدريبات تتم داخل البركسات ، وتحققت الإنجازات وحصدت البطولات ، لم يكن هناك أموالاً ولم نكن نسمع بالدولارات ، بل كان هناك رجالاً وهبوا أنفسهم وقدموا الغالي والنفيس لخدمة هذا الصرح الشامخ فتغلب الانتماء على المال وحب الذات .