وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كرت احمر

نشر بتاريخ: 12/06/2012 ( آخر تحديث: 12/06/2012 الساعة: 18:50 )
بقلم : بسام ابو عرة
السرسك يدخل موسوعة غينيس

علمنا اسلامنا العظيم وعقيدتنا الراسخة في قلوبنا رسوخ جبال عيبال وجرزيم في جبل النار ان نعيش كرماء او نموت شرفاء, فلا يوجد حل وسط بينهما ابدا, فإما العيش بكرامة وشجاعة وإما الموت بشهادة وكبرياء وشرف,فكيف اذا كنا ونحن تحت احتلال بغيض يمارس علينا ابشع اصناف التعذيب النفسي والجسدي بشكل يومي دون رادع دولي او اخلاقي, معتبرا نفسه فوق الجميع وفوق القانون, ان وجد اصلا قانون لاننا حقيقة نعيش في غابة كبيرة يأكل القوي الضعيف.

ولان كرامة الانسان سر حياته ووجوده كان لا بد من اسرانا في معتقلات الاحتلال الوقوف صفا واحدا في معركة الكرامة والحرية,وخوض المعركة بانفسهم وبامعائهم الخاوية من اجل الاستجابة لمطالبهم,فنجحوا في كثير من الامور المطلبية على امل الافراج عنهم, لانهم يعلمون علم اليقين ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة , اما الاستجداء فهو يجعل الاحتلال يمعن في تعذيبهم واصراره على مواصلة اعتقالهم.

فلم يجد الاسرى حلا الا الامعاء الخاوية ليجابهوا فيها دولة فوق القانون الدولي, فهاهو لاعبنا في كرة القدم ابن رفح العز والفخار محمود السرسك يعطينا نموذجا بالتحدي والاصرار والكرامة الانسانية من اجل تحقيق مطالب الاسرى في الحرية, وهو يدخل يومه التاسع والثمانون مضربا عن الطعام من اجل فكرة يصر على الانتصار فيها ولها في النهاية رغم انف المحتل.

السرسك في اضرابه الطويل بل الاطول على مدى الاعتقالات يدخل موسوعة غينيس من خلال الكرامة ورفض الذل والانهزام والاستسلام للعدو حتى لو كان الثمن حياته, نعم دخل موسوعة غينيس العالمية للارقام القياسية في الانتصار لقضية مهمة قضية الاسرى من خلال شخصه وجوعه, تاركا حياة البذخ واللامسؤولية لاناس ليس في اجندتهم الاسرى او حتى السؤال عن احوالهم بل ديدنهم الاكل والشرب وما لذ وطاب وبمصروف قد يكون كافيا لاطعام حي بحاله, في وضع يقال انه يوجد ازمة مادية واقتصادية, فيبدوا ان الازمات المالية فقط مكتوبة على صغار الموظفين والعاملين وذوي الدخل البسيط والمحدود والمتوسط مع العلم انهم هم عصب القضية وليس غيرهم .

السرسك حصل على الميدالية الذهبية بل الماسية في معركة الامعاء الخاوية عن جدارة واستحقاق وعن طيب خاطر واجتهاد شخصي,لاعبنا السرسك اختار المنافسة الاصعب للحصول على الذهب فتفوق وحصل على تاج الوقار,ليكون انموذجا حقيقيا لشعب بكامله, يروي قصته من خلال امعائه وتحديه للمحتل, والانتصار عليه.

وحقيقة اننا جميعا مقصرون في الانتصار للاسرى في محنتهم, فيجب على المؤسسات الدولية والرياضية الوقوف في وجه هذا الغول الاحتلالي, واذا ما معنى وجود اتحادات دولية ومؤسسات ما يسمى بحقوق الانسان وتراهم يقدسون الحيوان في ظل وجود اناس مقهورين مظلومين في اصقاع الارض وعلى رأسهم شعبنا الفلسطيني,وممثلهم صاحب اغلى ذهبية وهي الكرامة الانسانية محمود السرسك.

واعتقد ان الهبات التي بدات تنطلق هنا وهناك دعما ومؤازرة للسرسك يجب ان تتواصل وتتسع , لانها حتى اللحظة غير كافية, فالموضوع ليس السرسك فحسب بل ما يمثله السرسك من خلال اضرابه عن الطعام فهو يمثل شعبا كاملا, واذا انتصر في هذه المعركة سيكون صداه على الجميع, رغم اني اعتبره منتصرا سلفا حتى ولو لم يحقق الاحتلال اي مطلب , فصموده طيلة هذه الفترة الزمنية الطويلة هو الانتصار بعينه.

آخر الكلام : السرسك حاور العدو , ولكن حاوره باللغة التي يفهما