|
سلة فلسطين تعلو على الأرز اللبناني
نشر بتاريخ: 17/06/2012 ( آخر تحديث: 17/06/2012 الساعة: 11:31 )
بقلم: اسماعيل غانم
كان الصيف يكشر عن أنيابه .. والشمس تدفق من لهيبها حمماً ساخنة .. وكانت عمان تحتفل بزوارها من غرب آسيا ... وكان الفلسطينيون يتجرعون الظلم الذي وقع عليهم في تلك البطولة .. وهو ظلم مزدوج ... أوله بعدم السماح لبعض اللاعبين بالمشاركة مع المنتخب وثانيه عدم التجمع الكامل للمنتخب والتجمع الجزئي لمدة خمسة أيام لا تكفي لمواجهة أبطال آسيا من فرق المحترفين والمجنسين التي تواصل استعدادها طوال العام . وبدأت الحكاية مع ظهور أول متوقع بفعل كل الذي جرى وبدأ منتخب السلة رويداً .. رويداً يظهر الانسجام على لاعبيه وخسر أمام الاردن وايران بفارق الانسجام والخبرة والبطولات وحاول أمام سوريا ولكن خانته الخبرة في الدقائق الأخيرة ثم تسيد المباراة مع اليمن لينتصف شهر حزيران ومع انتصافه كانت الموقعة الكبرى مع لبنان فريق البطولات وكان لا بد لفلسطين وسلتها أن تدخل تأريخاً جديداً في عالم كرة السلة الفلسطينية وهو ما قبل الفوز على لبنان وما بعد الفوز على لبنان . فما قبله كنا نتجمع لأيام معدودة وفي بعض الأحيان نلتقي في المباراة الاولى نرفع العلم ونشارك ونلملم جراحاتنا ونعود كل من حيث أتى ... فقد كتب علينا التشرد في أصقاع الدنيا والتيه في عالم الظلم الى أن يدق جرس البطولة الأخرى لنجتمع ونرفع العلم ونعود من حيث أتينا وهكذا الى أن حضر هذا التأريخ الجديد ما بعد الفوز على لبنان وهنا سوف تبدأ الحكاية وعنوانها سيكون الرئيس ومن بعده حامل لواء النهضة رئيس اللجنة الاولمبية اللواء جبريل الرجوب ومعهم اتحاد السلة وأنديته الرياضية فيا سادتي الكرام عندما أطلق الحكم صافرته في تلك المباراة كان السؤال الحاضر بقوة ... كم سيكون الفارق ؟ وعلينا تقليله الى أقل مدى لنخرج ببياض الوجه كما يقال . وتحركت الكرة بين يدي جمال ابو شمالة وداعبها كما المعشوقة ووزعها باتجاه الخارق نيقولا فضايل مرة وباتجاه سني سكاكيني أخرى لينقلاها ليدي سليم سكاكيني واحمد ذيب والمشاكس ماهر قسيس والفنان موسى موسى والزئبقي المخترق وائل ابو تيم ولا ننسى ايهاب عقل واياد عبد الله ويحيى الخطيب والقادم بقوة عمر اكريم . وتقدم اللبنانبون في الربع الأول بفارق بسيط واستمر في الثاني بنفس الفارق وتبدأ الحكاية الفلسطينية في الربع الثالث ويتناقل الفلسطينيون الكرة البرتقالية ويطلقونها بكل الاتجاهات لتصل الى مبتغاها ومع صافرة النهاية يخترق نيقولا السلة بثلاثية انطلقت من قلب القدس لتخترق سلة بيروت وتنادي على محمود السرسك وتقول إرادة الفلسطيني لا تقهر . وبدأ الربع الرابع واستمر التقدم الفلسطيني الى منتصفه وعادل اللبنانيون الا أن ابو شماله وزملائه أرادوا أن يؤرخوا للسلة الفلسطينية في الخامس عشر من شهر حزيران بهذا الفوز التاريخي وأعلن الحكم نهاية المباراة لتنفجر الأفراح الفلسطينية في قلب العاصمة الاردنية وسط لهيب الشمس لتتدفق حمم الفرحة وتتعدى صالة الأمير حمزة الى كل فلسطين فهذا الفوز تحقق بفعل الارادة الفلسطينية والانسجام والقدرة الفائقة على ادارة المباراة من قبل المدرب الفلسطيني الشاب معتز ابو دية ومعه المدرب سمير مرقص ومن خلفهم خضر ذياب وفؤاد ربيع وعزيز طينه والبقية التي عملت بصمت من أجل الوصول الى هذا الانتصار . وهكذا فإن الكرة الآن وبعد أن تراقصت بين يدي هؤلاء الشباب وزرعت في سلة اللبنانيين واخترقت حصونهم لم تستقر على أرض صالة الأمير حمزة بل اتجهت مباشرة الى رام الله وهي تحوم حول الرئيس ومجلس الوزراء ورئيس اللجنة الاولمبية لتقول لهم جاء دوركم فما بعد الفوز على لبنان نحتاج لمعسكرات تدريبية مرتين في السنة وكل مرة لمدة ثلاثة اسابيع على الأقل ونحتاج أيضاً لأن نعزز من صفوفنا باستقدام الفلسطينيين المتفوقين والمنتشرين في أصقاع الدنيا فمعظم المنتخبات التي حصلت على البطولات تقوم بتجنيس الأجانب ونحن لا نريد إلا أبنائنا وإذا احتجنا الى تجنيس لاعب نحتاجه في مركز معين فليكن لأن القانون يسمح بذلك ولكننا بحاجة الى الدعم المادي الذي يؤسس لذلك ونحتاج منكم أن تدعموا كرة السلة وأنديتها فمن غير المعقول أن محافظة الخليل التي تمثل ثلث سكان الضفة الغربية لا يوجد فيها فريق كرة سلة واحد ومن غير المعقول أيضا أن تكون محافظة نابلس التي تمثل الثلث الثاني للسكان بدون صالة رياضية . نتمنى من حراس الحلم الفلسطيني بالتطور والتقدم تلقف هذه الكرة والتعامل معها بكل روح ايجابية من أجل أن يكون ما بعد الفوز على لبنان تأريخاً جديداً وحقيقيا من أجل نهضة فلسطين بكرة السلة والتي يمكن أن تكون أقرب الى البطولات القارية من أي رياضة أخرى وذلك بإيجاد الدعم السليم لها . وأخيراً نقول لكل من ساهم في هذا الفوز سلمت أياديكم وطوبى لكم فالفلسطيني إعتاد أن ينحت الصخر من أجل مواصلة التقدم وإرادته لن تقهر ويصنع من خلالها المستحيل . |