وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشعبية في القطاع تستقبل وفداً كندياً متضامناً مع القضية الفلسطينية

نشر بتاريخ: 17/06/2012 ( آخر تحديث: 17/06/2012 الساعة: 17:10 )
الغزة -معا- نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمس السبت في مدينة غزة حفل استقبال لوفد تضامني كندي ضم مجموعة من الناشطين الكنديين والفلسطينيين، بحضور قيادات وكوادر وأعضاء من الجبهة الشعبية.

ورحبت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين د.مريم أبو دقة باسم الرفاق في المكتب السياسي واللجنة المركزية وفرع قطاع غزة وجميع مؤسسات وأطر الجبهة بالوفد التضامني، مشيدة بإصراره في الدخول لقطاع غزة رغم العقبات والصعوبات التي واجهوها ليعيشوا مع أبناء شعبنا في القطاع معاناتهم.

وتمنت د. ابو دقة أن تكون زيارة الوفد مفيدة ومثمرة، وأن يروا الأوضاع في غزة عن قرب كما عرفوها وبصمودها كجزء من فلسطين الكاملة والشعب الموحد.

من جانبه، ألقى مسؤول الوفد الناشط الفلسطيني – الكندي خالد بركات كلمة عبّر فيها عن سعادته لوجوده لأول مرة في قطاع غزة بين أهله وابناء شعبه.

وقال بركات " لم نأتِ للتضامن مع شعبنا الفلسطيني فقط، بل جئنا نقول شكراً لشعبنا في قطاع غزة، فهم حقيقة في الخندق الأمامي المتقدم للمقاومة، وهم في جزء عزيز من فلسطين يدفع ثمن كرامتنا كلنا، وهو الجزء الذي يتقدم صفوف المقاومة، والذي قدّم على مدار سنوات الاحتلال قافلة طويلة من الشهداء".

واستذكر بركات شهداء القطاع وعلى رأسهم القائد محمد الأسود جيفارا غزة، مشيراً الى أنه من اصحاب المدرسة الثورية الكفاحية الطويلة، وهو ليس مجرد ماضي، بل مدرسة مستمرة متطورة يستفيد من هذه التجربة الطويلة التاريخية ويُبني عليها حتى تبقى قلعة أساسية من قلاع المقاومة لكل العالم، وليس فقط لشعبنا".

وأضاف بركات " عندما كانت غزة تقاوم خرجت برشلونة عن بكرة أبيها تهتف لها، فلم يحدث في يوم من الأيام أن يخرج إلى الشوارع عشرات الآلاف من النقابيين وأعضاء المنظمات النسوية والشبيبة في أي بلد أوروبي أو أمريكي أو في العالم في مظاهرات تدعو لكسر الحصار عن قطاع غزة، وتهتف للمقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني".

وتابع " نحن لا نبالغ ولا ننظر لغزة نظرة رومانسية، فإننا نرى على أرض الواقع أن غزة لا تستسلم ، الدرس الكبير الذي تعلمناه من رفيقنا الشهيد الأديب غسان كنفاني عندما قال أن الضحية إذا لم تقرع جدران الخزان تموت، ولا يسأل عنها أحد، وغزة كانت ولا تزال تقرع هذا الجدران كل يوم، وهذا الصوت يترجم نفسه في خارج فلسطين والعالم العربي، بشكل مستمر على شكل حركة تضامن حقيقية مع الشعب الفلسطيني، فلولا قطاع غزة لا يوجد حركة تضامن، ولولا تضحيات شعبنا لا يوجد تضامن مع شعبنا، إن هذه التضحيات تصنع حركة التضامن ولا شئ آخر".

وأوضح بركات بأنه سيكون لغزة عاجلاً أم آجلاً حصة من التغيرات الحاصلة في العالم العربي، قد لا نراها الآن بشكل واضح، مؤكداً أن القطاع خلق معجزة رآها في الأنفاق، فأن يحفر الشعب الفلسطيني بغزة بأظافره ومعاوله أنفاق من أجل أن تستمر الحياة هذه قمة التحدي، مشيراً أنه عندما دخل الوفد إلى غزة عبر الأنفاق بكى وقال للوفد أن شعبنا يحفر الأنفاق حتى ندخلها حتى لو كان محاصر".

وأكد بركات بأن طبيعة زيارة الوفد الموجود في غزة ستكون مختلفة عن أي زيارات لأي وفود تضامنية أخرى، حيث سيقدموا نموذج مختلف، سيعودوا بعدها إلى كندا ويقدموا تقارير للنقابات وحركات المقاطعة، وسينظموا ندوات في الجامعات والمدارس، وسيتحدثوا عن تفاصيل ما شاهدوا في غزة.

وختم كلمته قائلاً: " قد تبدو الظروف المواتية صعبة ويبدو الظرف الآن مؤلم خاصة بالنسبة للقوى الثورية واليسارية لسؤال المستقبل مستقبل قضيتنا، ونحن نطل على المشهد الفلسطيني ونرى هذه التحديات التي نواجهها كفلسطينيين يحزننا أن تتقزم قضينا العادلة إلى صراع على سلطة لا تساوي ولا قيمة لها، فقضيتنا الوطنية كانت وستبقى قضية تحرر وعدالة، وقضية صراع ضد مشروع صهيوني امبريالي قذر موجود في هذه المنطقة ليس فقط من أجل إدامة الاحتلال، بل كذراع لقوى استعمارية لتأبيد تخلف العالم العربي والجهل ونشر ثقافة الاستعباد والثقافة والخنوع والركوع، وهذه قيم رفضتها غزة وما زالت في هذا الأمر بدءاً من رفيقنا محمد الأسود وصولاً إلى آخر شهيد في قطاعنا الباسل".

من جانبه، توجه عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية مسئول فرعها في قطاع غزة الرفيق كايد الغول بالتحية للوفد الضيف، وعلى ما تضمنته كلمات بركات والتي عكست شئ جامع وعبرت عن ما يمكن أن نتقدم به جميعاً.

وقال الغول: " صحيح أنه يشهد المشهد من الخارج ولكنه في الخارج عاش الواقع الفلسطيني كما هو، وهنا تكمن قيمة ما تحدث به".

واعتبر الغول أن هذه الزيارة في غاية الأهمية لسببين الأول أن الوفد سيشهد معاناة شعبنا من الاحتلال والحصار وتأثيراته المباشرة على الناس في الميدان، داعياً إياهم للاحتكاك في الميدان مع الناس العاديين في الشوارع، أما السبب الثاني هو أن طبيعة قضيتنا تتطلب ما هو أوسع من المواجهة المباشرة بين الشعب والاحتلال، بل إلى رأي عالمي متضامن معنا يفضح ممارسات الاحتلال بحق شعبنا، مشدداً على أنه بدون أن نكسب الرأي العام العالمي سيكون الوضع الفلسطيني غير قادر على هزيمة المشروع الاحتلال في فلسطين.

كما رحبت عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية الرفيقة تغريد جمعة بالوفد الضيف، مشيرة أن تحملهم عناء السفر والدخول للقطاع يعكس إصراراً على التضامن مع قضيتنا الفلسطينية.

من جانبها، عبّرت عضو الوفد المحامية الأمريكية شارلوت كييتس عن سعادتها البالغة بوصولها إلى قطاع غزة، مشيرة الى أن المعاناة التي تكبدها الوفد في الوصول إلى غزة لا تذكر أمام معاناة الشعب الفلسطيني ونضاله المستميت ضد الاحتلال على مدار 64 عاماً.

وأكدت كييتس أن العنوان الاساسي للزيارة هو التشديد على حق الشعب الفلسطيني في العودة والمقاومة، ورفض سياسات كندا المنحازة للاحتلال كسياسات المعادية للشعب الفلسطيني، مشيرة أن هناك قاسم مشترك بين كندا ودولة الاحتلال وهي أن كندا أقيمت على أنقاض شعب آخر بالإبادة الجماعية.

وأشارت كييتس أن الوفد سيكون له دور في حملات المقاطعة وعزل دولة الاحتلال، وسيتضامن مع الأسرى الفلسطينيين، تحديداً مع حملة التضامن مع القائد أحمد سعدات.

وختمت مشددة بأن الوفد يتشرف بأن يناضل مع أبناء شعبنا يداً بيد حتى تحرير فلسطين.

من جهته، توجه الناشط الكندي إيانس أرموند بتحية أممية باسم المناضلين الكنديين والحركة العمالية لشعبنا الفلسطيني، مشدداً على أن تحرر كندا الحقيقي لن يكون دون تحرير فلسطين والوطن العربي.

واعتبرت الناشطة ماراثا، وهي ناشطة مع القضية الفلسطينية تعمل في مجموعة " تحالف الشعب من أجل الصحة" أن نضالهم جزء من الحركة العالمية للتضامن، حيث ترى أن أكبر تهديد لصحة الإنسان هو الحرب والاحتلال والاستغلال.

وأضافت: " كمنظمة كندية نعمل بشكل مباشر مع الفقراء في كندا، ونتطلع إلى فلسطين كنموذج ليس فقط في إطار النضال من أجل صحة أفضل، بل أيضا ً من أجل العدالة، لذلك نحن نشجع في كندا نضال الشعب الفلسطيني، وكجزء من هذا الوفد جئنا لنعاين المعاناة في القطاع، حتى يرتقي نضال الطبقة العاملة إلى مستواكم، ونحن سنتضامن ونكون معكم في الخندق الأمامي".

وعبّر الناشط جيس وهو مخرج أفلام وثائقية عن سعادته لوجوده للمرة الثانية في القطاع، مشيراً أنه يعمل بشكل أساسي في اللجنة الكندية لكسر الحصار عن قطاع غزة، وسيقوم بتغطية معاناة الشعب الفلسطيني ويسجل ما يحدث وينقل الأمور الفظيعة التي تحدث في القطاع .

أما الناشط بريان كامبل،وهو ناشط في منظمة كندية اسمها " حرية التعبير بحق"، أكد أن جزء من معركتهم في المنظمة هو توفير مساحة للناس في التعبير عن رأيهم ومواقفهم، وهي التي لا يراها في كندا حيث أن من يتضامن مع الشعب الفلسطيني لا يسمح له في التعبير عن رأيه، أما من يدعم إسرائيل فيسمح له.

ولفت كامبل "أن كندا لها سياسة يمينة متطرفة، ورئيس وزارئها والحكومة أكثر قرباً إلى دولة إسرائيل من الولايات المتحدة نفسها، وأن منظمتهم تلاحق بالدرجة الأساسية الإعلام الصهيوني العنصري اتجاه فلسطين، ويواجهون القوانين التي تجرم نقد إسرائيل، ويقوموا بالتضامن مع الشخصيات التي يتم الهجوم عليه من قبل الصهاينة".

وقال: " جئنا للقطاع لنقل الرواية الفلسطينية إلى المجتمع الكندي، حيث أننا تمكننا منذ سنوات من عرض فني لرسومات أطفال غزة كجزء من هذه المواجهة، وهي فرصة لهم لكي ينقلوا وجهة نظر الشعب الفلسطيني في غزة إلى كندا، فأطفال فلسطين بحاجة لأن يعطوا الأمل للأجيال الجديدة بالمستقبل، الشباب الكندي شاهد الحرب المروعة التي شنها الاحتلال على القطاع، وأراد أن يفهم لماذا تريد دولة الاحتلال سرقة أرض فلسطين وتدميرها".

وعبّرت الناشطة ماري كوبز عن شكرها لإتاحة الفرصة لهم أن يروا في القطاع التجربة الفلسطينية، مشيرة أن الطلاب والمعلمين في كندا بحاجة إليها لكي يبحثوا عن الحقيقة والمعلمين عن الأدوات المطلوبة لشرح هذه الحقيقة للطلبة، مؤكدة أنهم يسعون إلى إدخال التجربة الفلسطينية ومعاناتهم إلى المنهاج التعليمي في المدارس الكندية، حتى يتعلموا الطلبة في كندا عنها.

من جانبه، تحدث الناشط في تحالف الشباب من أجل البيئة ناتانيل وهو ابن الناشطة كوبز عن سعادته بوجوده في قطاع غزة، مشيراً في جملة مقتضبة نالت حماسة الجميع " أنه ليس خبير في الخطابات الجماهيرة، ولكنه يعمل مع الناس في الشارع وقدماه دائماً مغبرة ، ويعمل متضامناً مع الأجيال الجديدة على المستوى الأممي، وهو الجيل الجديد الذي يتشارك معهم في نظرة واحدة وهدف واحد ويعملوا من أجلها حتى يستطيعوا أن يناموا وضميرهم مرتاح ".

تجدر الإشارة أن الوفد الكندي، قد دخل القطاع عبر الأنفاق في رفح بعدما تعذر دخوله عبر معبر رفح، ويعتبر الطفل جيمي ابن الطفل ماراثا وايانس أصغر طفل يأتي للتضامن مع شعبنا الفلسطيني عبر الأنفاق. وسينظم الوفد جولة شاملة في قطاع غزة سيطلع على حقيقة الأوضاع.

وقد استقبل الوفد استقبالاً حافلاً من قبل قيادات وكوادر الجبهة في رفح، الذين اصطفوا على أطراف النفق في استقبال الوفد الضيف، وبعدها نظم مركز العصرية استقبالاً فنياً من قبل أطفال فلسطين في احدى المراكز التراثية والفلوكلور الشعبي في معسكر جباليا نالت حماسة الوفد وشاركوا في الرقص الشعبي الفلسطيني.

كما نظم الوفد جولة في إحدى المؤسسات الصحية اطلعوا خلالها على الواقع الطبي في القطاع.