وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دعاء الجيوسي خلف القضبان بثلاث مؤبدات ووالداها يتحرقان شوقا لاحتضان ابنتهما الوحيدة

نشر بتاريخ: 09/01/2007 ( آخر تحديث: 09/01/2007 الساعة: 19:57 )
طولكرم- معا- سامي الساعي- بكت "أم جميل" كثيراً وهي تسترجع ذكريات مراحل حياة ابنتها الوحيدة "دعاء" القابعة في سجون الاحتلال الاسرائيلي, بعد ان سرق الاحتلال فرحتها الكبرى بالتخرج واستلام شهادتها الجامعية في علم الاجتماع من جامعة النجاح الوطنية بنابلس.

دعاء زياد الجيوسي, ابنة مدينة طولكرم، لم يتجاوز عمرها لحظة اعتقالها الــ (21عاماً), اعتقلتها قوة عسكرية اسرائيلية كبيرة مكونة من اليات وناقلات جند وجيبات عسكرية يوم الجمعة (7-6-2002), وحكم عليها بالسجن ثلاث مؤبدات اضافة الى ثلاثين عاماً، وهو أعلى حكم تحكم به اسيرة فلسطينية.

وتقول "أم جميل":" كان من المفترض أن تحصل ابنتي على شهادتها الجامعية من الجامعة بعد شهرين لحظة اعتقالها, حيث انها كانت من المتفوقات منذ ايام المدرسة, وكانت تنال كل عام شهادة تقدير, اضافة الى أنها تجيد الشعر والخطابة وتلقيه كأنها شاعرة مخضرمة".

واوضحت والدة الاسيرة الجيوسي ان إبنتها القابعة في سجن تلموند تعيش وزميلاتها الاسيرات في ظروف إنسانية صعبة للغاية، خاصة في ظل الاحوال الجوية السيئة، مشيرة الى ان ابنتها أبلغتها خلال زيارتها الاخيرة لها بوجود نقص حاد في الاغطية واجهزة التدفئة في غرف السجن، وان الاسيرات يعانين من البرد القارس والعديد من الامراض كالانفلونزا والزكام وضيق التنفس وغيرها من الامراض.


ولا تستطيع "أم جميل" نسيان لحظة اعتقال ابنتها الوحيدة، قائلة "عند الساعة الثانية فجراً، سمعنا طرقات همجية على باب المنزل، فخرجنا جميعاً, وفتح والدها الباب ليصطدم بقوة كبيرة من الجنود يحاصروننا ويوجهون الى كل واحد منا اسئلة لا معنى لها , وعندما حان دور دعاء طلبو منها أن تأتي معهم , فاعترضنا جميعا على هذا الإجراء وتساءلنا عن السبب ، ليقولوا لنا نريد استجوابها ، وفي حالة عدم ثبوت شيء عليها سوف نعيدها , ولم يسمحو لها بتغيير ملابسها فأخذوها بملابس النوم دون مراعاة لأدنى مشاعر الإنسانية والحياء .

وأكدت أن ما حل بعائلتها بعد اعتقال ابنتها يعتبر كارثة , حيث اصيبت الوالدة والوالد بوعكات صحية جعلتهما يعيشان على المهدئات , وفي وضع نفسي سيء للغاية بسبب انشغالهما الدائم باخبار ابنتهما الوحيدة ، حيث اصبح الاب غير قادر على العمل , اضافة الى اخيها الوحيد الذي اصيب بجراح بالغة بعد عملية اغتيال نفذتها قوات الاحتلال وسط مدينة طولكرم واستشهد خلالها الشاب جاسر العليمي من كتائب شهداء الاقصى .

واضافت ام جميل " ان الآمال جميعها كانت معقودة على دعاء عندما تتخرج من الجامعة وتعمل في وظيفة جيدة تعيل بها اسرتها الصغيرة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا جراء الحصار والاغلاق , خاصة وان والدها عاطل عن العمل واخاها المصاب لا يقوى على العمل بسبب الاصابة البالغة .

وقالت أم جميل انها تعد الأيام والساعات والدقائق وأنها تتضرع الى الله ان يفرج عن دعاء كي تتمكن من احتضانها بين ذراعيها كما لو كانت طفلة صغيرة بحاجة الى حضن الأم وحنانها .