وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تقرير لـ معا: التناقضات هي السمة الأبرز في انتخابات مصر

نشر بتاريخ: 17/06/2012 ( آخر تحديث: 18/06/2012 الساعة: 07:24 )
القاهرة- موفدة وكالة معا منار زيود- من يجوب الشوارع بالقرب من لجان الاقتراع في مختلف محافظات مصر يصاب بالحيرة، نظرا لأن السمة الأبرز في جولة الإعادة لاختيار الرئيس الجديد للبلاد هو التناقض والارتباك.

لم تكن هذه التجربة الأولى في البلاد بعد إجبار الرئيس السابق محمد حسني مبارك على التنحي عقب ثورة 25 يناير، حيث سبق إجراء انتخابات مجلسي الشعب والشورى والجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، ولكن هذه المرة التجربة مختلفة، ليس فقط بعدد الناخبين الذي مازال محدودا، بل بطبيعة الحوادث والتطورات على الأرض.

منذ ساعات الصباح نشط العاملون بحملتي محمد مرسي، والفريق أحمد شفيق بشكاوي ضد الطرف الآخر بحجة تجاوز القانون والاستمرار بالدعاية الانتخابية.

ففي الوقت الذي قدمت فيه حملة مرسي 40 بلاغا حتى ساعات عصر اليوم، قدمت الحملة المضادة 100 بلاغ معظمها تركز على البطاقات التي تم ضبطها في اللجان(البطاقات المسودة) أي المعبأة مسبقا، وهذا الأمر جديد ولم يعرف سابقا في مسار الانتخابات المصرية.

الانتخابات تتسبب بانقسامات داخل العائلة الواحدة:

وشهد اليوم الثاني والحاسم لجولة الإعادة لانتخاب الرئيس المصري بمختلف المحافظات دعاوى كيدية ومشاحنات بين الفرقاء.

ففي محافظة البحيرة شهدت قرية " الوفائية " التابعة لمركز الدلنجات بالمحافظة مشاجرة بين أبناء العمومة ، بسبب الخلاف على مرشحي رئاسة الجمهورية، أسفر ذلك عن إصابة مدرس ومزارع من مؤيدي الفريق أحمد شفيق.

وفي هذا السياق، تلقى اللواء ممدوح حسن - مدير أمن البحيرة - إخطارا من شرطة النجدة يفيد بحدوث مشكلة كبيرة بقرية "الوفائية " بالدلنجات، وبالانتقال والمعاينة تبين نشوب المشاجرة بين ستة أشخاص هم من أبناء العمومة.

ودلت تحريات المباحث علي أن سبب المشاجرة مناصرة الطرف الأول للمرشح أحمد شفيق، والطرف الثاني للمرشح محمد مرسي، قام على إثرها الاشقاء الثلاثة بالتعدي على أبناء عمومتهم بالضرب، وأسفر ذلك عن إصابتهم بجروح متفرقة بأنحاء الجسد، وحرر المحضر اللازم، وتولت النيابة التحقيق.

موظفون متورطون بمحاولة التزوير:

ولم تقتصر التجاوزات في لجان الانتخاب على المواطنين، بل ثبت تورط عدد من الموظفين الرسميين ممن يشرفون على الاقتراع في محاولات توجيه الناخبين والدفع بهم للتصويت باتجاه معين.

وحول هذا الموضوع، قال، المستشار فاروق سلطان، رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، إنه تم القبض علي موظفين اثنين الأول بمحافظة الفيوم والثاني بمحافظة قنا كانا يقومان بتعبئة البطاقات لصالح مرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي، وتم إحالتهما للنيابة التي قررت حبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيق.

بدوره، أعلن المستشار حاتم بجاتو، أمين عام اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة المصرية، عن أن وقائع ضبط بطاقات تصويت قادمة من المطابع الأميرية(الحكومية) لا زالت تتكرر في ثاني أيام جولة الإعادة، مشيرا إلى أنه في هذا اليوم تم ضبط 5 دفاتر كاملة بها قرابة 500 بطاقة مسودة لصالح المرشح محمد مرسي في لجان بمحافظة الشرقية.

وأضاف بجاتو في تصريح صحفي أنه تم استبعاد تلك البطاقات على الفور وتحريزها وتحرير محاضر بها وتولت النيابة العامة التحقيق.

المسؤولون اكثر فعالية ونشاطا بالتصويت:

وعلى عكس الانتخابات التي تمت قبل الثورة المصرية، حرص رجال الأعمال، وكبار المسؤولين على وضع برامج عملهم وسفرهم وتنقلاتهم بما يتيح لهم المشاركة في هذه الانتخابات.

وفي الوقت الذي تشهد لجان الاقتراع بشكل عام انخفاضا في مشاركة المواطنين العاديين، لوحظ وجود حرص اليوم وأمس من قبل المسؤولين على المشاركة في الانتخابات.

ووفق ما أكدت مصادر رسمية وأهلية مصرية، فقد حرصت عدة شخصيات مصرية على العودة إلى البلاد خصيصا للمشاركة في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة التي بدأت أمس بينما غادرت شخصيات مهمة أخرى القاهرة عقب الإدلاء بأصواتها، ومن بينها بعثة فريق النادي الأهلي.

كما شهدت حركة سفر المسؤولين والشخصيات البارزة الساعات الماضية في مطار القاهرة حرصا منهم على المشاركة في التصويت بجولة الإعادة لإختيار رئيس البلاد.

واتضح بأن المهندس " نجيب ساويرس " رجل الأعمال الشهير جاء على طائرة خاصة من بيروت للمشاركة في التصويت بجولة الإعادة كما عاد الجراح البارز الدكتور مجدي يعقوب" قادما من لندن، ووزير الري الدكتور هشام قنديل قادما من الخرطوم للمشاركة في الانتخابات.

وفي ذات السياق، حرص الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزي على الإدلاء بصوته قبل سفره إلى خارج مصر.

مواقف غريبة:

وشهد كثير من الناخبين محاولات متواصلة من قبل فتاة متبرجة غير محتشمة في لباسها بمحاولة التأثير على أداء الناخبين المنتظرين في إحدى صفوف الانتخاب في مدينة الجيزة المتاخمة للعاصمة، لحثهم على انتخاب مرشح الإخوان المسلمين د.محمد مرسي.

والافت أنها قالت: تعرفوا ليه حندعم مرسي، لأنه شخص متدين وبخاف ربنا، وحريص على العدل والاستقرار، فيما كان المشهد معكوسا تماما عندما قامت إحدى المنقبات لجنة من لجان مدينة الغربية، والتي دعت المواطنين للحشد لانتخاب الفريق شفيق.