وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كتب المحرر السياسي / رفقاً بـ "يوسف" لا تطرحوه ارضاً ؟!!

نشر بتاريخ: 10/01/2007 ( آخر تحديث: 10/01/2007 الساعة: 17:11 )
بيت لحم - معا- كتب المحرر السياسي- من جديد عادت" وثيقة يوسف" او " جنيف الثانية" لتثير غباراً كثيفاً في الاجواء العاصفة في الاراضي الفلسطينية, وهو غبار ما يكاد ينقشع حتى يعود بهبات تبدو كثيفة احيانا، حتى انها تتسبب في كثير من الاحيان بتقليص مدى الرؤية الافقية لمثيري هذا الغبار الذي يبدو انه سيكون غباراً دائما... لا موسمياً على الاقل ما دامت حماس تتربع على عرش السلطة .

وما ان كشف النقاب عن الوثيقة وافتضح امرها حتى سارعت حماس لنفي اي وجود لها, بل ان عرابها المستشار احمد يوسف تبرأ منها براءة الذئب من دم يوسف...
وان اعترف لاحقا انها مجرد افكار اوروبية صرفة, لم يكن لحماس اي دور فيها سوى حملها لاولي الالباب من الرؤساء والامراء واصحاب الجلالة والفخامة، ليقولوا فيها كلمتهم, ويقدموا ملاحظاتهم ليس الا... كما ان رئيس الوزراء قدمها للرئيس عباس للاطلاع عليها ومعرفة رأيه بها الامر الذي نفاه الرئيس.

وبعيداً عن صحة او عدم صحة مشاركة حماس في صياغة الوثيقة المذكورة فان ردها على الانتقادات التي وجهت لها لم تكن مقنعة فهي وان اعلنت براءتها من "شربها "باعتبارها رجسا من عمل الشيطان ,فهي لم تنف حملها لها وبالتالي فانها تتحمل اثم "حاملها"... و"ناقلها".

وبعيداً عن كل ذلك مما قد يندرج في اطار تسجيل النقاط بين فتح وحماس خلال السجال الدائر بين الفصيلين الكبيرين.لاسباب انتخابية فان حركة حماس سواء من خلال " وثيقة يوسف" او من خلال المشاهد المرئية على الارض في العمل السياسي ،اظهرت مرونة غير مألوفة في نهجها وهي مرونة وان شكل دخولها الانتخابات الديمقراطية تحت سقوف اقل انخفاضا من سقف اوسلو اولى قطراتها فان تلك المرونة تواصلت واتسمت بقدر عالٍ من الحكمة والقراءة الدقيقة للواقع الذي اقر رموز الحركة غير مرة استعدادهم للتعامل معه حتى ذهب الامر بأحد رؤساء البلديات المحسوبة على الحركة ان سقط ضحية لهذه السياسة - وان عوقب بالفصل لاحقاً - عندما قام بزيارة مجاملة لنظيره في احدى مستوطنات الامر الواقع التي اقيمت على ارض تلك البلدة شمال الضفة الغربية.

" الفنادق" والطائرات الخاصة والبساط الاحمر!!

منذ ظفرت حماس بكامل كعكة السلطة في انتخابات شهد العالم بديموقراطيتها لم تعد حماس ما بعد الانتخابات هي حماس ما قبلها فمنذ ذلك الحين وحتى الان جرت مياه كثيرة تحت الجسر.. تجولت الحركة في اصقاع الارض بعد ان غادرت الخنادق ونزلت في افخم الفنادق وفرش لها البساط الاحمر , وركبت الطائرات الخاصة وباتت تتحدث بدبلوماسية غير مالوفة في نمط خطابها الذي ظل يوصف حتى وقت قريب بالخشبي.. ومن يرى غير ذلك فعليه ان يسارع لزيارة اقرب طبيب للعيون.

وليس ادل على تلك الانعطافة الحادة في مسيرة الحركة وذلك التغيير الذي طرأ عليها من انتقادات خصومها لها وما وصفوه بـ"تنازلاتها المجانية "على غرار ما ورد في "وثيقة يوسف" .

ولعل اكثر الهجمات حدة على الوثيقة وصفها بانها انما فرطت بالثوابت,- اليس ذلك تغييرا -وانها تنازلت في "المناقصة الدولية" التي قدمتها الى ادنى مستوى لها حتى تجاوزت تلك المناقصة التي قدمت في اوسلو وكامب ديفد .حتى ان المستشار احمد يوسف قال في معرض رده على انتقادات اللجنه التنفيذية الى القول " انهم يتعاملون معنا وكاننا اصحاب الخطيئة الاولى "!

واذا صح ما يقوله خصوم حماس انها قد تنازلت كل هذا التنازل فلماذا هي منبوذة اذن من الولايات المتحدة والرباعية حتى الآن.. لماذا لا تلتقط الجهات الدولية هذه العروض الحمساوية السخيّة على رأي خصوم الحركة لتسارع بالاعتراف بالحركة ممثلاً شرعيا ً للشعب الفلسطيني بدل حركة فتح المتمترسة عند الثوابت حتى ان زعيمها قضى شهيدا لتلك الثوابت . واذا كانت حماس في تنازلاتها .. تجاوزت المطلوب... فما الذي نريده من حماس؟!! .

نحسب ان احدا من خصوم حماس او اعدائها لايريد لها ان تتغير او تتبدل رغم انها لاتترك اية فرصة مؤاتية لاحداث مقاربات والوصول الى تفاهمات - ووثيقة يوسف خير شاهد - فالكل" الخصوم السياسيون والاعداء " يريد لحماس ان تبقى وفية لشعاراتها السابقة .. ولعل التعريض باي مرونة او تنازل تقدم عليه الحركة في سعيها لتغيير ثوبها الذي طالما التصق بها انما هو استدراج لها نحو المزيد من الرفض والتطرف بدل تشجيعها وتصويب مسارها وتقويم اعوجاجها وكبح جماح جنوحها للسلم ... فما يراد لحماس هو ان تكون شهيدة لسلطة ارادت هي ان تكون بها سعيدة .