|
لجنة الأسرى والأهالي والمحررين يشاركون في لقاء هام مع وفد أجنبي
نشر بتاريخ: 23/06/2012 ( آخر تحديث: 23/06/2012 الساعة: 09:28 )
غزة -معا- أكدت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة على الدور الهام الذي يقوم به الناشطين الفاعلين في الدفاع عن حقوق الإنسان وممثلي المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية في نقل رسائل ومعاناة أهالي الأسرى للعالم الحر وللمسؤولين الدوليين .
جاء هذا في كلمة لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة التي ألقاها نشأت الوحيدي ممثل حركة فتح في لجنة الأسرى في اللجنة حيث رحب بالوفد الأجنبي الذي ضم أعضاءا من التجمع الأكاديمي من أجل السلام ومن دول عديدة كبريطانيا وأمريكا وفرنسا شاكرا برنامج غزة للصحة النفسية التي قامت على تنظيم اللقاء في قاعة فندق المارينا هاوس بمدينة غزة . وشارك في اللقاء من الوفد الأجنبي كلا من السيدة باث وهي أمريكية باحثة ومختصة في العلوم السياسية والسيدة لوسي وهي باحثة بريطانية وتدرس في جامعة كامبردج والسيد جورج وهو بروفيسور في القانون من جامعة هارفرد بأمريكا والسيدة ماريا وهي طالبة وباحثة مهتمة بشؤون المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب في السجون الأمريكية والسيدة جوانا وهي فرنسية تعمل في برنامج غزة للصحة النفسية وعن برنامج غزة منظم اللقاء فقد شارك كلا من الأستاذ إياد الحسني مسير أعمال العلاقات العامة في البرنامج والمحامي رفيق مسلم إلى الحاجة أم ضياء الأغا وهي والدة لأسيرين فلسطينيين في سجون الإحتلال الإسرائيلي والحاجة أم إبراهيم بارود وهي والدة أسير فلسطيني أيضا والأسيرة المحررة فاطمة الزق ونشأت الوحيدي ممثلا عن لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والمحامي عادل أبو جهل عضو لجنة الأسرى وكان المترجم خلال اللقاء الأستاذ شادي العشي . وبدأ نشأت الوحيدي كلمته باسم لجنة الأسرى بأن الحديث عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الإحتلال الإسرائيلي ليس بكلمات عابرة يحفظها الشعب الفلسطيني ويرددها دائما وإنما هو من الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني منذ 64 عاما مضت مشيرا إلى نكبة فلسطين في العام 1948 . وأضاف بأن أعداد السجون الإسرائيلية تزيد عن 32 سجنا ومركزا للتوقيف والتحقيق والإعتقال بتهمة الجنسية وهي " عربي – فلسطيني " وبدون تهمة تحت طائلة القانون العنصري الذي تسميه إسرائيل بقانون المقاتل الغير شرعي كحالة الأسير محمود كامل السرسك من مدينة رفح والذي خاض إضراب مفتوحا عن الطعام لأكثر من 95 يوما لانتزاع حقوقه العادلة والإنسانية من أنياب السجان الإسرائيلي . وأفاد بأنه حديث الألم وحديث الأمل المزروع في الأجيال الفلسطينية جيلا بعد جيل على طريق الحرية والكرامة حيث أعلن أسرانا في سجون الإحتلال الإسرائيلي بأن الحرية والكرامة أغلى من الطعام والشراب وقدموا التضحيات الجسام في سبيلهما حيث بلغت أعداد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة 205 باستشهاد الأسير المحرر زهير لبادة من نابلس والذي قضى نحبه بعد أسبوع من تحرره .. كما وبلغ عدد الحالات المرضية بسبب ظروف الإعتقال السيئة أكثر من 1200 حالة مرضية من بينها 20 حالة مصابة بأمراض مزمنة وخطيرة وعلى رأسها السرطان والكلى والقلب والسكري والضغط . وضرب الوحيدي مثلا بأن الشعب الفلسطيني منذ 64 عاما يردد أغنية " يا وحدنا " في ظل غياب الإنتصار الدولي لحقوق الإنسان وفي ظل الصمت الدولي والإنساني الذي يتفوق على صمت القبور أو في ظل إخفاق المجتمع الدولي في رسم البسمة على شفاه أطفال فلسطين المحرومين من آبائهم وأمهاتهم وأجدادهم والذين لم تكتحل عيونهم بهم منذ ولدوا وهناك أطفال ولدوا وآبائهم وأجدادهم في السجون الإسرائيلية مستذكرا الأسير الفلسطيني نافذ حرز الذي تحرر بعد 26 عاما في صفقة التبادل الأخيرة في 18 أكتوبر 2011 حيث دخل السجن ولديه 6 أبناء وتحرر معانقا 26 حفيدا كانوا بانتظاره ومستذكرا أيضا ثائر عبد الهادي غنيم والذي عانق أبيه بعد 24 عاما وكان الإحتلال الإسرائيلي قد اعتقل أبيه وعمره يوما واحدا . وذكر أيضا الأطفال الأبرياء الذين ولدوا في عتمات الزنازين وخلف قضبان السجون بسبب اعتقال الإحتلال الإسرائيلي لأمهاتهم المناضلات من أجل الحرية مستذكرا عددا من الأطفال منهم الطفل المحرر يوسف ابن الأسيرة المحررة فاطمة الزق وهو أصغر أسير محرر والأطفال نور غانم وبراء صبيح ووائل طه وحنين الأغا . وقال أن هناك جانب آخر من المأساة الفلسطينية حيث أمهات الأسرى وآبائهم الذين حرموا من زيارة أبنائهم بسبب القوانين والقرارات العنصرية الظالمة وبحجج أمنية باهتة ويستشهدون وأبنائهم ما زالوا في السجون الإسرائيلية وأذكر على سبيل المثال لا الحصر الحاجة أم غازي النمس وأم شريف زيادة وأم أيمن الفار وأم عماد شحادة وأم جميل السنوار وأم أشرف البعلوجي وأم عاطف البرغوثي وأم نائل البرغوثي ... وأشار إلى جوانب أخرى من المعاناة الفلسطينية ومنها حرمان الإحتلال للأسرى وزوجاتهم من نعمة الإنجاب بسبب الإعتقال الطويل أو اعتقال الأسير في ليلة الزفاف أو بعد الزفاف مباشرة وتجريف بيوت الأسرى وإبعادهم وممارسة القرار العنصري الذي يحمل الرقم 1650 القاضي بالإبعاد . وأوضح أن هناك أعدادا كبيرة من أطفال الأسرى الذي فارقوا الحياة وهم يتطلعون للحظة لقاء أخيرة وزيارة لآبائهم الأسرى ففي 21 نيسان 2012 المضي فارقت الطفلة عبير يوسف اسكافي " 8 سنوات " الحياة بعد منعها من قبل ضابط إسرائيلي لزيارة أبيها وصفعها وكانت تحمل تصريحا للزيارة ما أدى لإصابتها بحالة نفسية سيئة أدت لشلل دماغي وغيبوبة استشهدت بعدها بأسبوع فقط ولم تكن تعاني من أي مرض . واستذكر الوحيدي الطفل محمد إياد السميري من المحافظة الوسطى يعاني من شلل دماغي ولا يأكل سوى السوائل وهو ممد على فراشه 24 ساعة وأبيه كان في غياهب السجون الإسرائيلية وهناك ابن الأسير عبد المنعم الحسنات الذي ولد دون عظام في فخذيه وهو بحاجة لأبيه الأسير . وتساءل الوحيدي خلال كلمته باسم لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة أمام الوفد الأجنبي بأن هذا هو جانب من الألم لمن هم خارج السجن فكيف الحال داخل السجون الإسرائيلية التي تهدف لإبادة الجسد والروح والذاكرة العربية الفلسطينية حيث العدوان ضد الأسرى والقمع بأشكاله العنصرية والمحاكم الصورية الغير إنسانية والغير قانونية أو شرعية لأنها تمثل الإحتلال الأخير في العالم حيث القرارات والقوانين العنصرية الإسرائيلية في الإعتقال الإداري المتجدد حسب مزاج الإحتلال والعزل الإنفرادي والتفتيش العاري والحرمان من الزيارة والحرمان من العلاج وهناك أسرى بحاجة ماسة لعمليات جراحية عاجلة والغرامات الباهظة ونظام خصخصة السجون وعمالة الأطفال ومحاولة فرض الزي البرتقالي على المعتقلين واحتجاز الأسرى بعد انتهاء مدة محكومياتهم بحجة مقاتل غير شرعي والإعتداء على النساء الأسيرات ودمج الجنائيين والجنائيات الإسرائيليات مع الأسرى والأغذية الفاسدة التي سممت أعدادا كبيرة من الأسرى وحرمان الأسرى من أبسط حقوقهم الإنسانية في التعليم والتواصل مع العالم الخارجي ..... وأكد الوحيدي بأن قانون شاليط العنصري يعمل ويهدف لإعدام الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ببطيء مؤكدا بأن الأسرى الفلسطينيين والعرب ليسوا إرهابيين أو جنائيين وإنما هم مناضلو حرية وكرامة ويستحقون وقفة جادة ومسؤولة من الأحرار في العالم حيث أن حرية الشعوب في العالم أبدا لن تكون كاملة ما دام هناك شعب على الأرض اسمه الشعب الفلسطيني مكبل وأسير في السجون الإسرائيلية فلا طعم للحرية في العالم دون حرية الشعب الفلسطيني وأسراه الذين يشكلون مجتمعا صغيرا في قبضة السجان الإسرائيلي . وقال بأن أطفال فلسطين كبروا وتزوجوا وأنجبوا وربما من بينهم من أصبحوا أجدادا وما زالوا ينتظرون أن يفي المجتمع الدولي بالتزاماته في تشكيل لجان دولية لزيارة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الإحتلال والإطلاع على أوضاعهم الصحية والمعيشية وظروف اعتقالهم التي تزداد سوءا يوما بعد يوم في ظل السياسات العنصرية الإسرائيلية وبأن هذا هو حالنا وحال أطفالنا الذين ولدوا قبل الولادة وكبروا قبل الكبار وما زالوا ينتظرون عودة البسمة التي سرقها واغتصبها السجان الإسرائيلي ولعل البسمة تعود لشفاه أطفال فلسطين بجهودكم وبجهود أحرار العالم . واختتم الوحيدي كلمته أمام الوفد الأجنبي بأن الأسرى الفلسطينيين هم مقاتلو حرية وكرامة حيث يناضلون ويواجهون بأمعائهم الخاوية سيف القاضي والجلاد الإسرائيلي وعلى العالم والقانون الدولي أن ينتصروا ولو مرة واحدة لحقوق الإنسان في فلسطين والتي تنتهك تحت أسنة القرارات والقوانين والسياسات العنصرية الإسرائيلية وعلى العالم أن يضع حدا لإرهاب إسرائيل التي تتصرف وكأنها القانون الأوحد في العالم وفوق القانون الدولي والإنساني . وقدمت الأسيرة المحررة فاطمة يونس حسان الزق " أم محمود " روايتها حول تجربة اعتقالها في السجون الإسرائيلية مشيرة إلى أن هذا اللقاء يتزامن مع مرور 5 سنوات على ذكرى اعتقالها حيث استهلت حديثها بالترحيب بالوفد الأجنبي وشكر للقائمين على اللقاء موضحة بأنها اعتقلت على يد قوات الإحتلال الإسرائيلي عند معبر بيت حانون في 20 / مايو 2007م وكان قد أفرج عنها وتحررت في 2 / 10 / 2009م في صفقة شريط الفيديو بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي . وأبدعت المحررة فاطمة الزق في سرد كافة المراحل والتحديات التي خاضتها في مواجهة التحقيق والتعذيب في تلك السجون والأقبية العنصرية التي لم ترحم شيخا ولا شابا ولا إمرأة ولا طفلا وتألقت الحرة المحررة أم محمود في وصف السجان الإسرائيلي بما يليق به من صفات وكلمات وجرائم تستوجب ملاحقته ومحاكمته . وقالت المحررة فاطمة الزق : لقد قدر الله أن أكون أسيرة وأن أعيش في ظلمات السجون بعد أن تركت كل شيء من أجل الله ومن أجل وطني الغالي وتركت ورائي 8 أبناء كان أكبرهم في العشرين وأصغرهم عمره كان 3 سنوات ونصف وتركت زوجي وأهلي وأحبائي .... توجهت إلى معبر بيت حانون " إيرز " لتنفيذ عملية استشهادية داخل الأ{اضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وخلال مروري لمعبر إيرز أقفني الجنود الإسرائيليين واعتقلوني لوصول معلومات عني حيب ما قالوا لي . وأكملت الزق بأن تمت عملية مصادرة حاجياتي والجوال والمال وكتيبات وأوراق ولقد واجهت صنوف الإهانات والإذلال والتعذيب النفسي والجسدي من قبل جنود الإحتلال الإسرائيلي ومخابراتهم أثناء اعتقالي في أحد مكاتبهم في معبر بيت حانون ولقد منعوني من أداء الفريضة والصلاة وحاولي استفزازي بشتى السبل ولكن دون جدوى فلقد كنت بحمده تعالى صابرة وقوية الإرادة وصامدة . وأضافت فاطمة بأنها توقعت كل شيء من الإسرائيليين وكان " الفشل والنجاح أمام عيونها وما التوفيق إلا من عند الله وهذا مقدر كان ومكتوب وأكملت تم تحويلي إلى زنازين عسقلان ولم أكن أعلم بأنني حامل بل اتضح ذلك وعرفت بهذا الخبر بعد إجراء الفحوصات الطبية بمجرد دخولي لزنازين سجن عسقلان .. في البداية تألمت كثيرا لأنني كنت أتمنى أن يولد جنيني في وسط أسرته وعائلته ومن ثم فرحت لأن الله أكرمني بأعظم هدية تؤنس وحدتي وهي ولدي الصغير " يوسف " فكان الحمل نعمة عظيمة لي وهبني إياها الله سبحانه وتعالى وواجهت عذابات وحرمان وضغوطات نفسية وجسدية في زنازين السجن حيث وضعوني في زنزانة تحت الأرض مكتظة بالحشرات وكان الصرف الصحي يملأ المكان والإضاءة كانت شديدة جدا والمكيف بأعلى درجاته . وأضافت الأسيرة المحررة فاطمة الزق بأنها كانت ترتعد من شدة البرودة حيث أصابتها بحسب وصفها حساسية شديدة من شدة القاذورات داخل الزنزانة وأصابها بثور صديدية في الرأس إلى جانب الشبح لساعات طويلة على كرسي حديدي في مكتب التحقيق وهي مكبلة بسلاسل حديدية من اليدين والرجلين إلى جانب الجلسة الإنحنائية لساعات طويلة أيضا . وأَشارت وهي دامعة " عذبوني نفسيا وجسديا باستخدام جهاز كاشف الكذب وشبك أسلاك كهربائية في كافة أنحاء جسدي لساعات طويلة وعلى مدار 3 أيام حاولوا فيها إجهاضي لأكثر من مرة بتقديم حبوب غير معروفة ولكنني كنت أتصرف فيها بكل حكمة ودقة . وتعرضت للضرب بلكمات في وجهي من قبل ضابط المخابرات الإسرائيلي ومن ثم تم نقلي من الزنزانة الأولى إلى زنزانة ثانية وثالثة حيث تتواجد العصافير " العملاء " لكي ينتزعوا مني المعلومات ولكن هيهات لهم فلم أتفوه بأي كلمة تؤذي أحدا من المجاهدين ولكنني وبحمده تعالى استخدمت أسلوبا جيدا مع السجانين الإسرائيليين بااللا مبالاة وكنت أواصل الدعاء وقراءة القرآن رغم الشبح والتعذيب وفي هذه الزنزانة الثالثة أنقذت 2 من الأخوة من شرك المخابرات الإسرائيلية حيث نبهتهم لوجود أجهزة تصنت في زنزانتهم الواقعة جانب زنزانتي وأعمارهم مابين " 15 – 17 سنة " ولكن كانت هناك مصيدة لي من قبل المخابرات الإسرائيلية حيث سمعوا تنبيهي للأشبال الأسرى وأخذوني في منتصف الليل سحبا بالسلاسل والقيود واقتادني مجموعة من المجندات إلى مكان بعيد عن زنزانتي وعندما سألتهن إلى أين تأخذنني فأجابوا ستموتين في بيت الكلب فرددت بسرعة " الموت لكم بإذن الله " . وذكرت الأسيرة المحررة أم محمود الزق بأن ضباط وجنود الإحتلال أخذوا يسبونها ويشتمونها ويبصقون عليها ثم وضعوعها في زنزانة أشبه بالقبر .. وتضيف الزق مستذكرة تلك العذابات في سجون الإحتلال الإسرائيلي " فعلا كنت أموت آلاف المرات لأن الزنزانة تفتقد للنور والأكسجين وكانت زنزانة موت فالأوساخ على الجدران ورائحة دخان السجائر والصرف الصحي يملأ المكان .. في الفترة الأولى من التحقيق لم أذق للنوم طعما " وكان التحقيق طويلا ومميتا وعلى مدار الساعة وليلا ونهار مؤكدة أنها أضربت عن الطعام رغم الحمل والمعاناة والألم والظرف الإعتقالي السيء وقالت : في هذه الزنزانة ساء وضعي الصحي وتدهور ولكن عندما علمت بأنني معاقبة من أجل إخوتي الأطفال هانت علي نفسي وحمدت ربي بأنني استطعت نجدة هؤلاء الأطفال الأبرياء من شرك المخابرات الإسرائيلية وحمدت الله على أنه أمدني بالقوة والصبر وبثقتي بنفسي وبثباتي . وذكرت الأسيرة المحررة فاطمة الزق خلال حديثها أن نزيفا حادا قد أصابها وكادت تفقد جنينها وعندما علموا بالخبر وبنزيف الجسد والروح صالوا وجالوا فرحين ولم يضعفوها أو يكسروا إرادتها وإنما زادها ثقة وثباتا وإيمانا واحتسابا شاكية لله عز وجل ظلم السجن والسجان وأوضحت الأسيرة المحررة الزق بأنه وفي اليوم الثامن عشر من العزل في الزنازين والتعذيب في التحقيق قابلت ممثلي الصليب الأحمر والمحامي وأبلغتهم بوضعها الصحي وبكل الإنتهاكات والممارسات الإسرائيلية بحقها كأسيرة وأنه بفضل الله أولا ثم بفضل جنينها وولدها يوسف تم نقلها إلى سجن هشارون النسائي بعد أن أمضت 21 يوما في زنازين عسقلان التي لا تصلح للحياة الآدمية حيث البرودة والرطوبة صيفا وشتاءا والحرمان من الأهل ومن الزيارة ومن أولادها ومن الملابس ومن أبسط حقوقها الإنسانية العادلة . وأسهبت الزق في كلمتها خلال اللقاء مع الوفد الأجنبي بأن السجان الإسرائيلي حاول إجهاضها من خلال الدواء والعلاج الغير معروف وفي كل مرة كانوا يطلبون منها فحص الجنين ليس للمساعدة طبعا وإنما لقتلها مرتين ومرات وأنها كانت ترفض إجراء الفحص الذي يهدف لقتل جنينها وباءت محاولاتهم العديدة بالفشل وهزمتهم إرادتي الفلسطينية . وأثناء الولادة رفضوا أن يكون أهلي بقربي ولكن الله كان معي دائما حيث تمت الولادة بعد معاناة كبيرة مع الطبيبة العنصرية التي انتقم منها ربي ورب العالمين بعد الولادة مباشرة وكان الإحتلال قد قيدها خلال الولادة بالسلاسل من القدمين واليدين لثلاثة أيام متواصلة وبعد معاناة فكوا قيودها وكانت في مستشفى " مائير بكفار سابا " حيث كانت تشعر بحسب وصفها بأنها في ساحة حرب وكانت الطبيبة الإسرائيلية العنصرية تصرخ في وجهها بأنها إرهابية وستلد إرهابيا . واستذكرت الأسيرة المحررة فاطمة الزق " أم محمود " تجربة اعتقالها في السجون الإسرائيلية وولادة يوسف حيث قالت : جاء يوسف إلى الحياة ليبعث في نفسي أملا جديدا ولقد أبصر النور في ظلمات الزنازين وولد على يد سجانة حاقدة ولقد حرموه أيضا من أبسط حقوق الطفل والإنسان وطاله الإهمال الطبي حيث كان قد تعرض لوعكة صحية كادت تودي بحياته وكان عمره آنذاك 40 يوما وقد ارتفعت درجة حرارته " 39 درجة ونصف " وخرج الزبد من فمه الصغير وأنها بكت كثيرا وبمرارة لأجله ولقد نجى يوسف بفضل الله أولا وبفضل الأسيرات اللواتي وقفن إلى جانبها في تلك المحنة وكان الطبيب الإسرائيلي قد جاء لعلاج يوسف بعد أسبوعين من مرضه وكان محروما من العلاج والغذاء المناسب كما كان محروما من الحليب بحجة أن الشركة الإسرائيلية أقفلت وكانت أم محمود مرغمة لأن تشتري له الحليب من الكانتين وبأسعار باهظة . كانت رحلة عذاب لي ولولدي يوسف تقول الأسيرة المحررة أم محمود الزق وخاصة عندما ينقلون الأسيرات في بوسطة السجن حيث يتم وضع يوسف في كرسي خاص ويتم تقييد يداي وقدماي وكان الحكم الجائر بسجني لمدة 12 عاما ولم لم أكن أسمع سوى صراخ يوسف ... وأسهبت بأن رحلة العذاب إلى المحكمة الإسرائيلية الصورية والعنصرية في بئر السبع استمرت لعامين ونصف دون صدور الحكم النهائي ... إن خروجي وتحرري أنا وطفلي وتنسمنا للحرية لا يصدقه أحد من البشر وكان قد تبقى لانتزاع يوسف مني مدة 4 أشهر حيث أن هناك قرار صهيوني يمنع الأسيرة من احتضان ابنها لأكثر من عامين ثم ينتزع منها .... وأضافت بأن الرحمة الإلهية لم تفارقها لحظة وقد أكرمها الله عز وجل برؤيا رسول الله عليه الصلاة والسلام وكان يمسح على كتف يوسف وجاءت هذه الرؤيا بعد دعاء ورجاء لله بتثبيت رؤياها وجاءتها البشارة بصفقة شريط الفيديو وعندما سمعت النبأ أخذت تصفق ليوسف وتقول : لقد تحققت الرؤيا ، لقد تحققت الرؤيا يا يوسف ثم سجدت لله شاكرة فضله . واختتمت الأسيرة المحررة فاطمة الزق كلمتها بأنها فرحت كثيرا بحريتها ولكنها بكت كثيرا وحزنت لأن حريتها كانت منقوصة ببقاء أخواتها ورفيقاتها أسيرات في السجن الإسرائيلي وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة . ودمعت عينا الحاجة أم إبراهيم بارود وهي تتحدث للوفد الأجنبي عن معاناتها ومعاناة أهالي الأسرى المحرومين من زيارة أبنائهم مؤكدة أنها حرمت من الزيارة لأكثر من 15 عاما بسبب السياسات والقوانين العنصرية الإسرائيلية الهادفة للتضييق وتشديد الخناق على الأسرى وذويهم وبحجج أمنية باهتة وهو حال كل أمهات وآباء الأسرى . وسألت الحاجة غالية بارود أعضاء الوفد الأجنبي وهي والدة الأسير إبراهيم مصطفى بارود المحكوم 27 عاما وكان قد اعتقل لمرتين والإعتقال الأخير كان في نيسان 1986 بأن إسرائيل تمنع الأهالي من زيارة أبنائهم الأسرى بحجج أمنية باهتة بأي خطر تشكله مسنة فلسطينية على أمن إسرائيل . ونددت والدة الأسير بارود بالسياسات الإسرائيلية التي تحرم الأهالي من الزيارة ومن حق الأم في لقاء وليدها واحتضانه مشيرة إلى أن العالم والأمين العام للأمم المتحدة تغنوا جميعهم بالقاتل الذي جاء إلى غزة على ظهر دبابة متنكرين لحقوق أكثر من 5000 آلاف إنسان فلسطيني أسرى في سجون الموت الإسرائيلية . وأفادت السيدة بارود بأن الأسرى يعتاشون في السجون الإسرائيلية على حسابهم الخاص حيث أن إسرائيل لا تتحمل مسؤولية أسرهم وتتهرب من إلتزاماتها بتوفير ما يلزم من مواد حياتية للأسرى ما أدى لإصابة الأسرى بأمراض خطيرة نتيجة للأغذية الفاسدة التي تقدمها إدارة السجون . ودعت بارود أعضاء الوفد الأجنبي لنقل رسائل ومعاناة الأسرى الفلسطينيين وذويهم لدولهم وجامعاتهم ومنظماتهم الحقوقية والإنسانية والإعلامية . وطالبت الحاجة نجاة الأغا " أم ضياء " وهي والدة لأسيرين فلسطينيين " ضياء ومحمد الأغا " أعضاء الوفد الأجنبي للمساهمة في تفعيل ملف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في دولهم " أمريكا – بريطانيا – فرنسا " وهي من الدول العظمى والمؤثرة وصاحبة القرار في العالم . واختلطت دموع أم ضياء الأغا ودموع أم إبراهم بارود في صرخة ونداء للعالم أمام الوفد الأجنبي بأنه من العار على العالم أن يحتفل بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهذه الحقوق تنتهك من قبل إسرائيل وتحرم الأسرى وذويهم من أبسط الحقوق الإنسانية التي كفلتها الأعراف والمواثيق والقوانين والإتفاقيات الدولية والإنسانية . وقالت الحاجة أم ضياء الأغا بأن المحاكم الصورية الإسرائيلية فرخت عددا من القرارات والقوانين العنصرية ومنها ما يسمى بقانون شاليط وقانون مقاتل غير شرعي والذي تحتجز إسرائيل من خلاله الأسير الفلسطيني والرياضي محمود كامل السرسك من مدينة رفح وقد أضرب عن الطعام لمدة 97 يوما في مواجهة هذا القانون المجحف بحق حقوق الإنسان والرياضة الدولية عامة . وذكرت الأغا محاولات الإحتلال الإسرائيلي لفرض الزي البرتقالي على الأسرى ووسمهم بالإرهابيين إلى جانب منع الكانتينة والنقل التعسفي بحق ابنها الأسير ضياء الأغا وكافة الأسرى وسياسة العزل الإنفرادي والإعتقال الإداري ومنع مشاهدة الفضائيات ومنعهم من حقهم في التعليم والعلاج والتواصل مع العالم الخارجي وأن الإحتلال الإسرائيلي يسعى لإبادة الجسد والذاكرة مستذكرة عددا من الأسرى الذين فقدوا ذاكرتهم في السجون الإسرائيلية إلى جانب الإعتداءات المتواصلة بحق الأسرى والتنصل والمماطلة والتسويف في تنفيذ ما تضمنه الإتفاق مع اللجنة القيادية العليا للإضراب في السجون . وتحدث المحامي عادل أبو جهل عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية حول أهم القوانين الدولية والإنسانية التي تكفل الحق في الحياة الكريمة للأسرى وضرورة قيام القانون الدولي والإنساني بخطوات جادة وإسنادية للأسرى في ظل تصرف إسرائيل وكأنها فوق القانون . ودعا المحامي أبو جهل الوفد الأجنبي لتحمل مسؤوليته بنقل معاناة الأسرى وذويهم إلى العالم ومؤسساتهم الأكاديمية على طريق الإنتصار لحقوق الإنسان الفلسطيني والإنتصار للنصوص الإنسانية في القانون الدولي مشددا على أن وجود الإحتلال الإسرائيلي أساسا غير قانوني وغير شرعي . وخاطب المحامي أبو جهل العالم من خلال الوفد الأجنبي بضرورة ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين في المحافل والمحاكم الدولية لمحاكمتهم على جرائمهم بحق الأسرى الفلسطينيين خاصة والشعب الفلسطيني عامة . وقال المحامي رفيق مسلم من برنامج غزة للصحة النفسية بأن الإحتلال الإسرائيلي يمتلك القوة وما أمكنه من وسائل وأساليب التعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين ولكن الشعب الفلسطيني يمتلك قوة الحق والقانون وأن إسرائيل انتهكت كافة القوانين والإتفاقيات الدولية وما زالت مستمرة في ضربها عرض الحائط لحقوق الإنسان . وأشار المحامي مسلم إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي شرعت التعذيب من خلال لجنة لنداو ما يخالف القانون الدولي والإنساني مؤكدا أن برنامج غزة للصحة النفسية سوف يعمل على تنظيم مثل هذه اللقاءات الهامة والهادفة في سبيل مخاطبة العالم باللغة الإنسانية والقانونية التي يمكن من خلالها الوصول إلى آلية للضغط على الإحتلال وإلزامه باحترام حقوق الإنسان . وفي نهاية اللقاء شكر إياد الحسني مسير أعمال العلاقات العامة ببرنامج غزة للصحة النفسية للوفد حسن استماعه لهموم أهالي الأسرى والأسرى المحررين مؤكدا على موضوعية كلمة لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة وطريقة تناولها للقضايا الإنسانية الخاصة بالأسرى، مشيرا إلى أهمية إطلاع الشعوب في العالم على معاناة الشعب الفلسطيني . |