وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قراءه في لقاء منتخبنا مع الازرق الكويتي

نشر بتاريخ: 24/06/2012 ( آخر تحديث: 29/01/2013 الساعة: 19:02 )
*بطولة كأس العرب التاسعة
*الوطني يخوض لقائه امام المنتخب الكويتي الجريح ولا بديل عن الفوز للمنافسة على بطاقة التاهل
*اوراق الازرق الكويتي اصبحت مكشوفة، خطورة من الميسرة هجوميا وثغرات دفاعية في عمق الخط الخلفي
*منتخبنا مطالب بسرعة الاداء لاستغلال المساحات بين الخطوط وبطئ ارتداد الدفاع الكويتي والحذر من نقص الاوكسجين

الخليل - معا - عبد الفتاح عرار : انطلقت مساء الجمعة بطولة كاس العرب التاسعة التي تستضيفها مدينتي جدة والطائف في المملكة العربية السعودية بمشاركة احد عشر منتخبا عربيا تم تقسيمها على ثلاث مجموعات. وتجري منافسات المجموعة الاولى في مدينة الطائف وتضم منتخبات السعودية المستضيف والكويت وفلسطين فيما تجري منافسات المجموعتين الثانية والثالثة في مدينة جدة. ويتاهل للدور نصف النهائي ابطال المجموعات الثلاث وافضل صحب مركز ثاني من المجموعتين الثانية والثالثة كونهما يضمان اربعة منتخبات في حين تتكون المجموعة الاولى من ثلاثة منتخبات فقط.

وكانت مبراة الافتتاح قد انتهت بفوز كبير للمنتخب السعودي على نظيره الكويتي برباعية بيضاء بعد اداء مخيب للامال للمنتخب الكويتي امام المنتخب السعودي الرديف لتتصاعد فرص المنتخب السعودي في خطف بطاقة التاهل الوحيدة عن المجموعة وتتضائل كليا فرص المنتخب الكويتي الذي اصبح يحتاج للفوز على فلسطين بستة اهداف وينتظر فوز فلسطين على السعودية بخمسة اهداف. فيما ستتحدد فرص المنتخب الوطني في التاهل بناءا على نتيجة مباراته الاولى وبالتالي لا بديل للمنتخب الوطني عن الفوز للمحافظة على حظوظه من اجل التاهل.

النسخة التاسعة بمخاض عسير
منذ انطلاقتها في لبنان عام 1963 عندما فاز المنتخب التونسي باللقب لم تشهد البطولة انتظاما حقيقيا لاسباب متعددة وقد اقيمت النسخة الثامنة منها قبل عشر سنوات وخطف لقبها المنتخب السعودي الذي في جعبته لقبين بعد الفوز باللقب عام 1998 في قطر في كاس العرب السابعة ومن ثم عام 2002 في البحرين ويعتبر المنتخب العراقي اكثر منتخب فاز بلقب البطولة برصيد اربعة القاب متتالية اعوام 1964 و1966 و1985 و1988، وفازت مصر بلقب وحيد كان على حساب السعودية في سوريا عام 1992 في النسخة السادسة.

اما المنتخب الوطني الفلسطيني فقد شارك في البطولة ثلاث مرات عام 1966 في العراق في النسخة الثالثة وفي النسخة السادسة عام 1992 في سوريا وفي النسخة الثامنة عام 2002 في الكويت وخرج منتخبنا الوطني من لدور الاول في كافة المشاركات الثلاث السابقة. وقد دار جدل كبير حول اقمة هذه البطولة في اروقة الاتحاد العربي خاصة بعد تعالي اصوات عديدة حول مكان وزمان اقامة البطولة اذ انها تقام في جو حار واثناء اقامة بطولة امم اوروبا مما يؤثر على الحضور الجماهيري اضف الى ذلك الاحتجاجات كونها جاءت مع نهاية موسم وهي بطولة غير معترف بها دوليا ومع ذلك تم اقرارها غير ان مشاكل اخرى كان تهدد اقامتها نشبت بين الشركة الراعية وورد سبورت جروب والاتحاد العربي وسببها هوية المنتخب السعودي ومدربه وانسحاب المنتخب الاماراتي.

ورغم كل ذلك تم التغلب على كافة الصعاب رغم استمرار الاحتقان بين الاتحاد العربي والشركة الراعية التي قدمت مليونين ونصف المليون دولار جوائز للبطولة سيكون نصيب كل منتخب مشارك 200 الف دولار وصاحب المركز الاول مليون دولار و 600 الف دولار لصاحب المركز الثاني و350 الف دولار لصاحب المركز الثالث و 250 الف دولار لصاحب المركز الرابع . ولا بد للاتحاد العربي ان راد استمرار انتظام البطولة ان يجد التوقيت المناسب لاقامة البطولة مع عدم التعارض مع اجندة بطولات افريقيا واسيا كون الدول العربية مقسمة بين القارتين او انه من الممكن ان تكون هذه البطولة للمنتخبات الرديفة رغم ان ذلك يعتبر اخفاقا للاتحاد العربي.

ولا شك ان على الاتحاد العربي ان يستعيد هيبته امام الدول والمنتخبات التي تستخف بهذه البطولة ودائما تذهب للتقليل من قيمتها مع انها من الممكن ان تكون من اقوى البطولات اذا تم الاعداد لها بشكل يضمن مشاركة المنتخبات الكبرى.

استعدادات الوطني
منذ اعتماد مشاركة فلسطين في النسخة التاسعة لكاس العرب، استعد منتخبنا عبر استضافته اولا لبطولة النكبة الدولية التي فاز بلقبها ومن ثم لعب مباراة ودية مع المنتخب القطري انتهت بالتعادل السلبي ومن ثم اقامة معسكر جزئي محلي تلاه معسكر خارجي غير مكتمل العناصر في اليمن تخلله لقاء ودي مع المنتخب اليمني المشارك في البطولة وانتهى اللقاء فلسطينيا بهدفين لهدف.

وقد عانى الوطني الفلسطيني من عدم اكتمال عناصر كاملة في أي من استعداداته اذ لم يشارك جميع اللاعبين في بطولة النكبة وغاب البعض عن لقاء قطر ومن ثم لم تكتمل القائمة قبل انطلاق معسكر اليمن وحتى عند بدء المشاركة واجهت القائمة حالة من عدم الاكتمال بعد عدم التحاق الحارس شبير بالمعسكر وعدم سماح نادي هجر السعودي غير المبرر للبهداري بالالتحاق بالمنتخب مما خلق حالة من الارتباك وباعتقادي اثر على حالة الانسجام.

مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة
صعوبة المهمة بدات عند وقوع منتخبنا منذ البداية في مجموعة صعبة ضمت اصحاب الارض المنتخب السعودي وابطال الخليج وغرب اسيا المنتخب الكويتي بالاضافة للمنتخب الاماراتي وقد زادت المهمة صعوبة بعد انسحاب المنتخب الاماراتي بحيث حرمت لمجموعة من دخول السباق على افضل ثاني من اجل التاهل وما زاد المهمة تعقيدا هو الفوز الكبير للمنتخب السعودي على نظيره الكويتي برباعية بيضاء اذ لا مجال امام الوطني من اجل التاهل سوى الفوز على كل من الكويت والسعودية في مهمة لن تكون سهلة وخاصة ان المنتخب السعودي الذي فاجئ الجميع في عرضه الافتتاحي سيكون منتشيا بانتصاره الاول اضف الى ذلك ان لاعبي هذا المنتخب الجديد في سباق لاثبات القدرات والاحقية بالانضمام للمنتخب واقناع فرنكو ريكارد بامكانياتهم.

وقد يكون من السابق لاونه الحديث عن لقاء السعودية لان اللقاء الافتتاحي سيكون امام المنتخب الكويتي الجريح الذي سيدخل اللقاء بوجه مختلف من اجل الدفاع عن كبريائه ومحو اثار الهزيمة الثقيلة امم المنتخب السعودي وقد صرح مدربه الصربي غوران توفاريتش انه لا يزال يتشبث بامل التاهل رغم انها شبه مستحيلة مضيفا ان فريقه سيفوز على فلسطين ومن ثم ينتظر.

واذا ما اخذنا تصريح غوران على محمل الجد فهذا يعني ان عليه الفوز على المنتخب الفلسطيني بعدد كبير من الاهداف تفوق الستة اهداف ومن ثم انتظر فوز لمنتخب الفلسطيني على المنتخب السعودي وتعبر فرص المنتخب الكويتي مستحيلة بسبب فارق الاهداف بعد تلقي مرماه رباعية اذ ان فارق الاهداف هو من يحدد بطل المجموعة وليس المواجهات المباشرة وبالتالي فان هدف غوران لن يكون فقط الفوز وانما الفوز بنتيجة كبيرة تصل لثماني اهداف على امل ان يحقق المنتخب الفلسطيني فوزا ولو بهدف على المنتخب السعودي.

وبالتالي فان مهمة الوطني وفق هذه الاعتبارات ستكون صعبة . وبما ان المنتخب الكويتي بسعى للفوز تحت ضغط النتيجة فان منتخبنا سيسعى لتحقيق لانتصار ودخول المنافسة مع المنتخب السعودي على بطاقة التاهل. واذا استطاع منتخبنا تخطي الكويتي الجريح فستكون فرصته امام الاخضر السعودي اقل صعوبة لانه سيخوض مباراة بمثابة نهائي رغم قوة اصحاب الارض.

المنتخب الكويتي سيبدأ مهاجم
دون ادنى شك ومن خلال المعطيات التي ذكرت سابقا فان الازرق الكويتي سيبدا مهاجما من وضع المنتخب الفلسطيني تحت الضغط والوصول للشباك مبكرا كونه بحاجة لفوز بفارق من الاهداف وبكل تاكيد فان غوران الذي لعب امام السعودية بطريقة 4-5-1 سيلعب اما الوطني بطريقة 4-3-3 اذ لا شيء لديه ليخسره معتمدا على لياقة لاعبيه البدنية اذ لم تخنهم اللياقة امام السعودية وكانت مشاكلهم فنية في العمق الدفاعي والارتداد والعاب الهواء.

وسيعتمد على يوسف ناصر كراس حربة صريح وفعالية عبد العزيز البشعان في وسط الملعب ومهارة وليد علي في الميسرة الذي يعتبر من ابرز لاعبي المنتخب فهو لاعب مهاري يمتاز بالسرعة والمراوغة واذا كان غياب الثلاثي يعقوب الطاهر وفهد العنزي وبدر المطوع قد اثر على اداء المنتخب الكويتي فان هذا المنتخب ايضا سيفتقد لخدمات عامر معتوق في الخط الخلفي والذي كان يشكل قوة هجومية من الميمنة مع طلال نايف.

ويعتبر المنتخب الكويتي من اكثر الانتخابات المشاركة انسجاما بعد معسكر القاهرة ولقائي البحرين التجريبيين خاصة ان لاعبوه فقط من ثلاثة اندية هي القادسية والكويت وكاظمة بالاضافة للاعب واحد من نادي النصر اضافة الى ان هذا المنتخب يجمع بين عناصر الخبرة امثال الحارس نواف الخالدي والمدافع مساعد ندى وعناصر الشباب امثال يوسف ناصر ووليد علي وطلال العامر وفهد عوض.

مساحات وبطئ في الارتداد
من خلال لقاء المنتخب الكويتي مع نظيره السعودي ورغم سرعة تناقل الكرة والانسجام بين عناصر المنتخب الا ان هناك بعض المشاكل الفنية في الخط الخلفي وخاصة من الجهة اليمنى التي استغلها المنتخب السعودي وكانت سببا في هدفين اما العمق الدفاعي فقد عانى من الكرات العالية والدليل ان السهلاوي اصاب شبك الخالدي مرتين براسه كما عانى المنتخب الكويتي من عدم ضغط المدافعين وعدم عودة لاعبي خط الوسط للمساندة الدفاعية وعندما كان يتقدم الخط الخلفي كانت لديهم مشكلة في عملية الارتداد التي تميزت بالبطئ مما خلق مساحات واسعة للمنتخب السعودي وبالتالي فان ي منتخب يلعب كرة سريعة يستطيع الوصول للعمق الكويتي نظرا لعدم اكتمال معادلة التغطية الدفاعية. ورغم كل ذلك فان الازرق خطير في الهجمات المرتدة وما عابه فقط هي رعونة التهديف وهذا ما سيحاول المدرب تفاديه في مواجهته امام الفدائي.

الوطني قادر على اجتياز الكويت
اذا كانت جل التوقعات تشير الى ان الحلقة الاضعف في هذه المجموعة هو المنتخب الفلسطيني فان نفس اصحابها لم يتوقعوا ان تخسر الكويت بالاساسي امام السعودي الرديف بالاربعة وعليه فان المنتخب الوطني الفلسطيني قادر على اجتياز المنتخب الكويتي لذي كما قلنا يسعى لمحو اثار الهزيمة الكبيرة بفوز معنوي قد يقلل من وطأة الهجوم على الجهاز الفني للفريق الذي استقال مديره الاداري عقب الخسارة مباشرة. واذا كان منتخبنا يسعى للفوز وبكل تاكيد هو كذلك فعلينا اخذ عين الاعتبار من بعض المعطيات الخارجية اولا والمتمثلة بحرارة الجو ونقص الاوكسجين وارتفاع نسبة الرطوبة وعدم الالتفات لبعض التصريحات الاعلامية التي تحاول الاستهانة بقدرات المنتخب الوطني. ثم بعد ذلك يجب علينا ان نلتزم بالانضباط السلوكي لذي كلف المنتخب الكويتي بعض البطاقات وافقد بعض لاعبيه التركيز.

منتخبنا سيدخل المباراة وربما بتعرض لضغط منذ البداية وبالتالي لا بد من عملية الحذر الدفاعي وخاصة في الربع ساعة الاولى التي سيحاول خلالها المنتخب الكويتي تكثيف هجماته وربما سيكون من الطبيعي عدم مبلغة الظهرين وخاصة من الجهة اليمنى التي ربما يشغلها ابو صالح لعدم السماح للمهاري وليد علي من الظفر بمساحات يبدأ بها انطلاقته وقد يعتمد محمود على اللعب في بداية المباراة بطريقة 4-2-3-1 التي قد تحد من خطورة البداية الهجومية للكويتيين ووضع زيادة عددية في وسط الملعب ومن المؤكد ان تواجد جعرون كلاعب طويل القامة في العمق الدفاعي سيكون له اثر في التصدي لعرضيات طلال نايف ووليد علي كم من الممكن ان يكون عبد السلام السويركي بجانب جعرون ويلعب نصار في الميسرة وابو صالح في الميمنة في حين قد يكون حسام وادي وخضر يوسف لاعبي ارتكاز ومن امامهم الثلاثي مراد اسماعيل والعمور واما اشرف او سمارة وفي المقدمة امام الثلاثي يلعب فهد العتال.

ام في الناحية الهجومية فمن الممكن الاعتماد على سرعة نقل لكرات في ظل المساحات المتوفرة خلف خط الوسط وبناء الهجمات من الجهة اليسرى التي من لممكن ان يشغلها العمور معتمدا على سرعته في ظل غياب معتوق.

ولا شك ان الجهة اليمنى لجبهتنا الهجومية ستصطدم بخبرة مساعد ندى ولذلك فان وجود لاعب مهاري مثل اشرف نعمان في ذلك الجانب قد يحقق نتيجة ايجابية وقد يكون ابو حبيب في الميسرة والعمور في الميمنة المهم ان خيارات المدير الفني مفتوحة في كافة الخطوط ودون دنى شك هو الاقرب للاعبيه والاكثر معرفة بجاهزيتهم. وما اظنه ومن خلال اداء الازرق في مباراته الاولى ان التسديد عن بعد قد يصطدم بخبرة الخالدي والتركيز على الجبهة اليمنى والعمق الدفاعي لاجراء عملية لاختراق قد يكون افضل في هذه المباراة. كما لا بد ان يسعفنا الجانب البدني وخاصة في الحصة الثانية من المباراة مع ارتفاع درجة الحرارة اخذين بعين الاعتبار ان الكويتيين معتادون على اللعب في اجواء مماثلة بعكس منتخبنا الذي قد يتاثر بهذا الجانب.

امنيات التوفيق للفدائي رغم صعوبة المهمة الا ان لدينا منتخب اصبح له شخصيته المستقلة ومتسلح بثقافة الفوز ولديه القدرة على مقارعة المنتخبات الكبيرة دون ادنى شك.