وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: المعيار الحقيقي للجدية في تحقيق المصالحة هو القبول بالانتخابات

نشر بتاريخ: 24/06/2012 ( آخر تحديث: 25/06/2012 الساعة: 01:22 )
الخليل -معا- دعا رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض مجلس القناصل والممثلين الدبلوماسيين الأوربيين المعتمدين لدى السلطة الوطنية لعقد اجتماع طارئ للوقوف على خطورة الوضع في محافظة الخليل، وخاصة في قرية سوسيا المهددة بالهدم والإزالة من قبل قوات الاحتلال.

كما دعا فياض إلى ضرورة التدخل الفاعل والمباشر من قبل المجتمع الدولي لضمان إنهاء الاحتلال وعدم ترك هذا الأمر لإسرائيل، وهي القوة المحتلة، لتقرر بشأنه. وكذلك تمكين شعبنا، وهو يسعى لاستكمال جاهزيته الوطنية لإقامة الدولة، من نيل حريته واستقلاله، وتجسيد هذه الدولة، بمؤسساتها وبنيتها التحتية، واقعاً ملموساً على الأرض وعنصراً فاعلاً في الأسرة الدولية وفي ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال فياض "آن الأوان لشركائنا الدوليين الارتقاء بأدائهم السياسي"، وأضاف " لا يمكن إطلاقاً الاستمرار في القبول بالتعامل مع هذه المنطقة بمكيالين، والعالم برمته مدعو للوقوف وقفة جادة أمام ما يجري في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث أن بيانات الشجب والاستنكار لم تعد تكفي، وقد اعتادت عليها إسرائيل، بل أصبحت تنطلق لمهاجمتها"، وأضاف "آن الأوان، وإذا ما كان للعملية السياسية من أن تكون ذات مغزى، من التوقف من الكيل بمكيالين، كما لا بد من التحرك الجدي والفاعل، وعلى أسس مختلفة، ليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء إنهاء الاحتلال، وتمكين شعبنا من تقرير مصيره والعيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

جاءت تصريحات رئيس الوزراء خلال جولة له في محافظة الخليل، تفقد خلالها قرية سوسيا وافتتح عدداً من المشاريع في يطا وتفوح، كما شارك في مستهل جولته للمحافظة في مهرجان للأطفال نظمه الاتحاد الأوروبي وعدد من المؤسسات الرسمية والأهلية.

وأدان رئيس الوزراء وبشدة قيام إسرائيل بإخطار أهالي قرية سوسيا بقرارها هدم جميع بيوت القرية، والبالغة 58 بيتاً، وتأوي نحو 350 مواطناً، بالإضافة إلى عيادةٍ صحية، ومركز اجتماعي، ومنشآت لتوليد الطاقة الشمسية.

وتساءل فياض ماذا يمكن أن يسمى قرار إزالة قرية فلسطينية بأكملها وهدم جميع بيوتها، وعلى خلفية لا شيء إلا أنهم فلسطينيون، أي على خلفية عرقية. وأكد أن أبناء شعبنا الفلسطيني يعرفون كيف يدافعون عن أرضهم وعن حقهم في البقاء عليها، وقال: "سنكون إلى جانب أهلنا في سوسيا لمنع تنفيذ قرار إزالة القرية بشتى الوسائل"، وأضاف "هذه رسالة موجهة لكل أحرار العالم، وكل من له ضمير في المجتمع الدولي أن يقف إلى جانب شعبنا هنا في سوسيا كما في كافة المناطق المهددة في أرضنا الفلسطينية المحتلة من المشروع الإسرائيلي الاستيطاني التدميري"

وأشار رئيس الوزراء خلال تفقده القرية إلى تقريري قناصل الاتحاد الأوروبي، حيث تطرق التقرير الأول إلى القدس الشرقية والواقع الفلسطيني فيها، والتقرير الثاني إلى الواقع المعيشي الصعب في المناطق المسماه (ج)، كما أشار فياض إلى أن كلا التقريرين أكدوا على أن سياسات وممارسات الاحتلال الإسرائيلي في كل من القدس والمناطق المسماه (ج)، لا يمكن أن توصف إلا بأنها جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى جعل المناطق الفلسطينية مناطق طاردة للوجود الفلسطيني فيها.

وتوجه فياض للأشقاء العرب من أجل تقديم الدعم العاجل والعون للسلطة الوطنية، وذلك لتمكينها من الوفاء بالاستحقاقات والالتزامات المطلوبة منها، والتعامل مع كافة احتياجات أبناء شعبنا في مختلف المجالات، وفي مقدمتها تعزيز قدرته على الصمود، وتمكين السلطة الوطنية من التحول بالاقتصاد الوطني إلى اقتصاد الوطني إلى اقتصاد مقاوم، وبما يعمق من الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

واعتبر رئيس الوزراء أن تحقيق الجاهزية الوطنية الكاملة لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، لن يكتمل إلا بإعادة توحيد الوطن ومؤسساته وإنهاء الانقسام، وإجراء الانتخابات العامة، كما اعتبر أن المعيار الحقيقي للجدية في تحقيق المصالحة هو القبول بالانتخابات و احترام إرادة الشعب ، وقال " جاهزيتنا لا يمكن أن تكتمل إلا بإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته" وأضاف " كما لا دولة دون القدس، فلا دولة دون غزة، ومن هذا المنطلق أقول لا بد لنا من انجاز هذه المصالحة، ومن خلال بوابة الانتخابات العامة، وعلى مختلف المستويات".

وتابع فياض " آن الأوان لحسم هذا الجدل، فلا يمكن لنا إلا أن نكون وحدويين، من منطلق القناعة أنه لن تكون لنا دولة إلا بإعادة توحيد الوطن"، وأضاف " المعيار الحقيقي للجدية في تحقيق المصالحة هو القبول بالانتخابات واحترام إرادة الشعب، وبما يشمل الانتخابات المحلية والعامة، هذا الاستحقاق الذي طال أمده، وهو استحقاق للمواطن على النظام السياسي برمته".

وكان رئيس الوزراء وفي وقت سابق، وبحضور ممثل ألمانيا المعتمد لدى السلطة الوطنية، ومدير برنامج التعاون الألماني، قد افتتح مركز خدمات الجمهور في بلدة تفوح الممول من GIZ الألمانية بقيمة 120 ألف شيكل، وبمساهمة من البلدية بقيمة 110 ألاف شيكل. كما افتتح حديقة البلدية والبالغة تكلفتها مليون ونصف شيكل ممولة من البلدية.

وشدد فياض، خلال كلمته في مهرجان جماهيري حاشد في بلدة تفوح، على أن السلطة الوطنية مُصممة على توفير كافة أشكال الدعم والمساندة المُمكنة لتوفير المزيد من مقومات الصمود شعبنا وتعزيز قدرته على الثبات والبقاء حتى يتمكن من نيل حقوقه الوطنية المشروعة كاملةً وفي المقدمة منها إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره والعيش بحرية في دولة فلسطين المستقلة على كامل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف،

وقال " إن ما أنجزتموه هنا هو لخير دليل على صلابتكم وإيمانكم العميق على أن التنمية في فلسطين ليست ترفاً بل هي أداة أساسية لتعزيز قدرة شعبنا على الصمود والثبات والبقاء".

وافتتح رئيس الوزراء عيادة تفوح الصحية والممولة من البلدية بقيمة 80 ألف دينار، وتم تجهيزها من قبل وزارة الصحة بمعدات قدرت بقيمة 50 ألف دينار، كما تفقد أعمال التشطيب في مدرسة كروم الغرابا الممولة من KFW الألمانية بقيمة مليون يورو، وأكد فياض على أن السلطة الوطنية ستواصل العمل على تنفيذ المزيد المبادرات والمشاريع التنموية وتعزيز البنية التحتية، وذلك في سبيل تحقيق المزيد من التمكين الذاتي لشعبنا في مواجهة ممارسات الاحتلال وإجراءاته العنصرية، والمتمثلة في مواصلة سياسية الاستيطان ومصادرة الأرض، وإقامة الحواجز العسكرية، وفرض نظام التحكم والسيطرة.

وشكر رئيس الوزراء ألمانيا حكومة وشعباً على ما تقدمه من دعم ومساندة لشعبنا وسلطته الوطنية لتعزيز وتعميق الجاهزية الفلسطينية لإقامة الدولة.

وفي وقت سابق افتتح رئيس الوزراء مركز بلدية يطا المجتمعي بحضور القنصل الايطالي العام جامباولو كانتيني، حيث أشاد فياض بصمود المواطنين في مسافر يطا، شرق الخليل، مؤكدا على عدم شرعية الاستيطان، ورفضه لسياسة التهويد التي تنتهجها سلطات الاحتلال.

وقال "إن هذه الإخطارات تأتي في سياق السياسة الإسرائيلية الرامية لتهويد الأراضي الفلسطينية وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية أو إقامة بؤر استيطانية جديدة"، مشيرا إلى أن التوسع الاستيطاني وعمليات مصادرة الأراضي وإجبار السكان على الرحيل عمل غير شرعي ومخالف لقواعد القانون الدولي، وعلى المجتمع الدولي التدخل لوقف هذه السياسة العنصرية.

كما تفقد فياض البلدة القديمة في الخليل، وتجول فيها واطلع على أوضاع واحتياجات المواطنين، واجتمع مع لجنة إعمار البلدة القديمة في الخليل حيث اطلع على الخطط التطويرية للجنة والمعيقات والعراقيل التي تواجهها جراء ممارسات الاحتلال، وثمن فياض صمود المواطنين في البلدة القديمة في ظل سياسة التهويد وحصار الحرم الإبراهيمي الشريف فيها.

وكان رئيس الوزراء وفي مستهل جولته إلى محافظة الخليل قد شارك في اليوم المفتوح الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي للأطفال القاطنين في المناطق التي تعاني من عنف المستوطنين في مختلف مناطق الضفة الغربية، وذلك بحضور ممثل الاتحاد الأوروبي السيد جون جات راتر، ورئيس بلدية الخليل خالد عسيلي، وممثلي المؤسسات الأهلية والرسمية، وحشد كبير من الأطفال من مختلف المناطق.

ورافق رئيس الوزراء خلال جولته في محافظة الخليل، وزير الحكم المحلي م.خالد القواسمي، والمحافظ كامل حميد.