|
ندوة لوزارة الاعلام في الخليل حول أوضاع المرأة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 27/06/2012 ( آخر تحديث: 27/06/2012 الساعة: 14:13 )
الخليل- معا- ناقش مشاركون من الاطر النسوية والمجلس النسوي ووحدات النوع الاجتماعي للمؤسسات الوطنية في محافظة الخليل بندوة نظمتها وزارة الاعلام – مديرية الجنوب / الخليل بالتعاون والتنسيق مع محافظة الخليل بعنوان "اشكالية التغطية الاجتماعية لقضايا النوع الاجتماعي في وسائل الاعلام المحلية .. واقع وتحديات " .
بدوره اكد محافظ محافظة الخليل كامل حميد في كلمته ان هذا اللقاء يصب في تعزيز وتمكين ومناصرة المجتمع الفلسطيني لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين مطالبا التصدي لكافة ظواهر العنف والتعنيف لافراد المجتمع بشكل عام والمرأة الفلسطينية على وجه الخصوص واعتبر ان التمييز هي شكل من اشكال العنصرية التي ترتبط دوما لممارسات الاحتلال المختلفة ضد كل مكونات المجتمع الفلسطيني. وأشاد بدوره بأهمية دور المرأة الريادي في عملية البناء وصولا لقيام الدولة العصرية الديمقراطية وكنس الاحتلال. وفي كلمت لوزارة الاعلام اوضح مدير وزارة الاعلام الاستاذ اسماعيل جحشن على ضرورة دعم واسناد المرأة للحصول على المزيد من المواقع والمشاركة السياسية الواسعة في كافة مجالات وقطاعات العمل الوطني والمؤسسات والنظام السياسي مؤكدا على ان الوزارة ضمن سياساتها تعمل على خلق واقع وحراك وخاصة في المجالات الاعلامية المرتبطة بكل مشاريع التنمية وخاصة التنمية المجتمعية وبجزئيته الهامة قضايا المرأة مطالبا كافة تكوينات المجتمع وممثليه زيادة مساحات الحرية والمساواة لجميع افراد المجتمع من كلا الجنسين منوها الى ضرورة العمل الحثيث لتطوير الانظمة والقوانين المتعلقة بالمرأة في كافة المجالات وعلى وجه الخصوص المتعلقة بالعمل . واضاف انه يجب العمل والتركيز في برامج واجندة النوع الاجتماعي على ان يكون جوهرها ثقافة المسؤولية الجماعية بالشراكة والعدالة الاجتماعية للجنسين مؤكدا على تطبيق شعار الورشة ( المرأة الفلسطينية قضية وطن .. ووطن في قضية " وضرورة تكريس ثقافة مفاهيم الخطاب النسوي بمنهجية واقعية عند معالجة مشاكل وقضايا النوع الاجتماعي على قاعدة الارتقاء والتطوير والنظر لقضايا المرأة بالتوازي والتساوي والاندماج مع مشاكل الرجل مشددا على ضرورة ابتعاد الخطاب الاعلامي عن تنميط صورة المرأة ودورها ووجودها داخل المجتمع ومؤسساته مختتما ومناشدا كافة المعنيين على بلورة سياسات اعلامية تتصف بالموضوعية والمعالجة الواقعية لقضايا النوع الاجتماعي والمساواة بين الجنسين وذلك من خلال زيادة تنمية الوعي بمفاهيم واجندة النوع الاجتماعي . وتحدثت في الندوة مسؤولة النوع الاجتماعي في وزارة الاعلام السيدة ناريمان عواد من خلال ورقة عمل قدمتها بعنوان " اشكالية التغطية الاعلامية لقضايا النوع الاجتماعي " استهلت عواد كلمتها نلتقي اليوم لفتح باب الحوار والعصف الفكري حول قضية هامة تتعلق بالتغطية الإعلامية لقضايا النوع الاجتماعي والتي تتجلى في كافة ميادين العمل الصحفي والإعلامي سجلتها تجارب حية لإعلاميين وصحفيين التقينا هم عندما قمنا ببحث استقصائي حول التغطية الإعلامية لقضايا النوع الاجتماعي في وسائل الإعلام الخاصة المرئية والمسموعة وقد خلصنا إلى أن هنالك العديد من الأسباب تتسبب في صعوبة تغطية قضايا النوع الاجتماعي. تواجه التغطية لقضايا النوع الاجتماعي إشكاليات خاصة تتعلق بالأساس بالموروث الثقافي والعادات والتقاليد التي تنطلق من ثقافة ذكورية تراعي سيادة الرجل وريادته ، فعلى الرغم من الحراك الهام الذي حققته المرأة الفلسطينية على طريق المساواة إلا ان هنالك جدلا كبيرا ما زال يعصف بالتغطية الإعلامية لقضايا النوع الاجتماعي . مضيفة ان قضايا المرأة مرتبطة ارتباطا عضويا بالنضال الوطني الفلسطيني الذي عزز من حضور المرأة على صعيد المشاركة النضالية في الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها مرورا بكافة المراحل التي عاشتها الثورة في كافة أماكن تواجد المقاومة الفلسطينية ونضالها في الانتفاضتين الأولى والثانية خاصة دورها على الصعيد الإعلامي الذ ي ابرز وجوه نسائية متميزة كمراسلات وكإعلاميات ومشاركات في الوفد الفلسطيني وقيادات نسوية لمؤسسات إعلامية فاعلة ، وعلى الرغم من هذا الحراك الوطني الهام هل استطاعت المرأة الفلسطينية أن تخرج من بوتقة التقليدية كربة بيت ومربية للأطفال وصورة تزين بها أغلفة المجلات وغيرها . وفندت عواد ان المرأة الفلسطينية لم تكن كمثيلاتها النساء العربيات واجهة لإعلان تجاري بقدر ما تم التركيز على إظهارها بصورة الضحية في بعدها الإنساني وصورة الأم التي يتعرض بيتها وأسرتها للعدوان الإسرائيلي الذي تمارسه قوات الاحتلال ، ركز الإعلام الفلسطيني على صورة المرأة المناضلة فهي الشهيدة والأسيرة وأم الشهيد والأسير وهي من تمنح الأمان لأسرتها أمام وحشية الهجمة الإسرائيلية ، وغابت برامج الحركة النسائية ومهامها المتعلقة بالمشاركة السياسية والمساواة وتراجع الإعلام في تغطيته للأدوار التنموية والاقتصادية في ضوء ارتفاع معدلات الفقر والبطالة . وإن اغلب الحوارات للمؤسسات النسوية تشير الى قصور التغطية الإعلامية لقضايا المرأة والاكتفاء بنماذج قيادية لوجوه نسائية استحوذت على الشاشة وعلى كافة وسائل الإعلام وغابت الكثير من النساء المناضلات الفاعلات اللواتي ساهمن بشكل فعال في السياسات المحلية والاقتصادية والميدانية لكن لم يحالفهن الحظ في التحدث إلى وسائل الإعلام . انحصرت التغطية الإعلامية لقضا المرأة في الحوار مع المرأة ذاتها دون محاولة إدماج الرجال في كافة الميادين في الجدل الفكري والإنساني على هذا الصعيد . القصور الذي واجهته الأحزاب والفصائل في ايلاء ادوار قيادية على المستوى الإعلامي فهنالك قلة من النساء اللواتي يعملن كناطقات إعلاميات بلسان الأحزاب والفصائل وهذا يعود الى هيمنة لنظرة الذكورية على هذه الفصائل وعدم إيمانها بقدرة المرأة في قيادة المشهد الإعلامي . مضيفة ان تحسس المجتمع الفلسطيني من ما تطرحه الكثير من المؤسسات النسوية من افكار تتعلق بالمراة الفلسطينية لان اغلب برامج المؤسسات النسوية ارتهنت لسياسات التمويل ولم تنبع من احتياجات تنموية حقيقية من المجتمع الفلسطيني ذاته ن إنما طغت البرامج والمشاريع الدولية على الأولويات الوطنية . ويواجه تناول قضايا المرأة بالإعلام حساسية مجتمعية فرضتها العادات والتقاليد والتفسير المغلوط لتعاليم الدين الإسلامي الذي يعزز مكانة المراة ويعطيها مكانا متقدما في المجتمع . واختتمت عواد كلمتها مناشدة وموصية وسائل الاعلام المحلي بضرورة ان يقع على عاتقه الحفاظ على انجازات الحركة النسوية على الصعيد الوطني والتنموي وبهذا السياق تقوم وزارة الإعلام وزارة الإعلام ومن خلال سياساتها لترسيخ إعلام حساس للنوع الاجتماعي باتخاذ سياسات إعلامية لتغطية متكافئة لقضايا النوع الاجتماعي والاستماع غالى كافة الآراء بشفافية وبصورة متوازنة ، إجراء حوار إعلامي حول كافة القضايا المختلف عليها إعلاميا وتعتبر هذه الورشة إحدى هذه الأنشطة التي تسير بهذا الاتجاه ترسيخا لمبدأ العدالة ومناهضة والتمييز والتي تكرسها وحدة النوع الاجتماعي في وزارة الإعلام في سياساتها المتعددة في ابراز الصورة الايجابية للمرأة الفلسطينية ومناهضة كافة أشكال التمييز في كافة البرامج المرئية والمسموعة والمكتوبة وتعزيز دور النساء في المشاركة بالانتخابات التشريعية والمحلية من خلال حملات إعلامية داعمة للجهد الوطني والنسوي وتوسيع هامش التعبير الرأي الآخر في الإعلام ، ايلاء اهتمام خاص بالصحفيات والصحفيين بقضايا النوع الاجتماعي من اجل رفع مستوى التغطية الإعلامية بهذا الخصوص، حيث تعمل وزارة الإعلام بشراكة مع كافة مؤسسات السلطة الوطنية وعلى رأسها وزارة شؤون المرأة وكافة المؤسسات الأهلية وهي عضو في العديد من اللجان الهامة حيث تترأس لجنة الإعلام في اللجنة الوطنية العليا لمناهضة العنف ضد المراة كما تقوم وحدة النوع الاجتماعي حليا بإدماج خطة النوع الاجتماعي والخطة الإستراتيجية لمناهضة العنف في الخطة الإستراتيجية لقطاع الإعلام. وتحدثت مديرة مؤسسة ادوار للتغيير الاجتماعي سحر القواسمي عن واقع الاعلاميات في الاذاعات المحلية في الخليل وعن الحيز الضيق الذي تعطيه الاذاعات لمواضيع النوع الاجتماعي وعدم طرح المرأة في مجالات النجاح في الحياة العملية . وعرضت القواسمي بالرصد والتحليل اسباب وطرق وعلاج وظواهر وحالات واشكال العنف والتعنيف ضد المرأة على اكثر من صعيد مطالبة وسائل الاعلام المحلية بكيفية تناولها في وسائل الاعلام المحلية . وتطرقت مديرة وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية وفا بالخليل ميسون القواسمي الى القرار 1325 الذي ينص على حماية النساء من العنف في مناطق النزاع وتفعيل دورها في القضايا السلمية . وتحديث مدير البرامج في اذاعة الرابعة عادل غريب عن المرأة الفلسطينية في الاعلام المحلي بين نظرة النمط السلبي التقليدي وسبل معالجته في وسائل الاعلام المسموعة مبينا ان اسباب الضعف في طرح مواضيع النوع الاجتماعي تعود الى عدم وجود اعلاميين متخصصين في هذه القضايا . ونوه غريب مثمنا دور القائمين على الندوة التي اتت مخالفة للسائد بعدم تمويلها من جهات اجنبية بل اتت بجهود وتمويل وطني وهذه مدعاة للمفخرة وظاهرة تستحق ان تكون مثلا يحتذى به . واختتمت الندوة حيث اشاد المشاركون والحضور بدور وزارة الاعلام بتناولها قضايا النوع الاجتماعي في برامجها وسياساتها ضمن الاعلام التنموي لقضايا المجتمع المحلي وخاصة الجانب المتعلق بالمرأة وقضاياها المجتمعية المختلفة مطالبين تكرار هذه التجربة وتعميمها على باقي المؤسسات . |