وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وزارة الاعلام تعقد ندوة في الخليل

نشر بتاريخ: 27/06/2012 ( آخر تحديث: 27/06/2012 الساعة: 16:19 )
الخليل -معا- ناقش مشاركون من الاطر النسوية والمجلس النسوي ووحدات النوع الاجتماعي للمؤسسات الوطنية في محافظة الخليل بندوة نظمتها وزارة الاعلام – مديرية الجنوب / الخليل بالتعاون والتنسيق مع محافظة الخليل أمس الثلاثاء قضية "اشكالية التغطية الاجتماعية لقضايا النوع الاجتماعي في وسائل الاعلام المحلية .. واقع وتحديات " .

واكد محافظ محافظة الخليل كامل حميد في كلمته أن هذا اللقاء يصب في تعزيز وتمكين ومناصرة المجتمع الفلسطيني لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين، مطالبا بالتصدي لكافة ظواهر العنف والتعنيف لأفراد المجتمع بشكل عام والمرأة الفلسطينية على وجه الخصوص .

واعتبر المحافظ أن التمييز هو شكل من اشكال العنصرية التي ترتبط دوما بممارسات الاحتلال المختلفة ضد كل مكونات المجتمع الفلسطيني .

وأشار حميد إلى أهمية دور المرأة الريادي في عملية البناء وصولا لقيام الدولة العصرية الديمقراطية وكنس الاحتلال .

وفي كلمة لوزارة الاعلام اوضح مدير وزارة الاعلام اسماعيل جحشن ضرورة دعم وإسناد المرأة للحصول على المزيد من المواقع والمشاركة السياسية الواسعة في كافة مجالات وقطاعات العمل الوطني والمؤسسات والنظام السياسي.

واكد على ان الوزارة ضمن سياساتها تعمل على خلق واقع وحراك ،خاصة في المجالات الاعلامية المرتبطة بكل مشاريع التنمية وخاصة التنمية المجتمعية وبجزئيته الهامة قضايا المرأة.

وطالب جحشن كافة تكوينات المجتمع وممثليه زيادة مساحات الحرية والمساواة لجميع افراد المجتمع من كلا الجنسين، منوها الى ضرورة العمل الحثيث لتطوير الانظمة والقوانين المتعلقة بالمرأة في كافة المجالات وعلى وجه الخصوص المتعلقة بالعمل .

وأضاف مدير وزارة الاعلام : يجب العمل والتركيز في برامج وأجندة النوع الاجتماعي على ان يكون جوهرها ثقافة المسؤولية الجماعية بالشراكة والعدالة الاجتماعية للجنسين، مؤكدا على تطبيق شعار الورشة ( المرأة الفلسطينية قضية وطن .. ووطن في قضية " وضرورة تكريس ثقافة مفاهيم الخطاب النسوي بمنهجية واقعية عند معالجة مشاكل وقضايا النوع الاجتماعي على قاعدة الارتقاء والتطوير والنظر لقضايا المرأة بالتوازي والتساوي والاندماج مع مشاكل الرجل.

وشدد جحشن على ضرورة ابتعاد الخطاب الاعلامي عن تنميط صورة المرأة ودورها ووجودها داخل المجتمع ومؤسساته ،مختتما ومناشدا كافة المعنيين على بلورة سياسات اعلامية تتصف بالموضوعية والمعالجة الواقعية لقضايا النوع الاجتماعي والمساواة بين الجنسين وذلك من خلال زيادة تنمية الوعي بمفاهيم وأجندة النوع الاجتماع .

وتحدثت في الندوة مسؤولة النوع الاجتماعي في وزارة الاعلام ناريمان عواد من خلال ورقة عمل قدمتها بعنوان " اشكالية التغطية الاعلامية لقضايا النوع الاجتماعي ".

استهلت عواد كلمتها:" نلتقي اليوم لفتح باب الحوار والعصف الفكري حول قضية هامة تتعلق بالتغطية الإعلامية لقضايا النوع الاجتماعي والتي تتجلى في كافة ميادين العمل الصحفي والإعلامي سجلتها تجارب حية لإعلاميين وصحفيين التقيناهم عندما قمنا ببحث استقصائي حول التغطية الإعلامية لقضايا النوع الاجتماعي في وسائل الإعلام الخاصة المرئية والمسموعة."

وقالت عواد:" خلصنا إلى أن هنالك العديد من الأسباب تتسبب في صعوبة تغطية قضايا النوع الاجتماعي ،أبرزها:الموروث الثقافي والعادات والتقاليد التي تنطلق من ثقافة ذكورية تراعي سيادة الرجل وريادته ، فعلى الرغم من الحراك الهام الذي حققته المرأة الفلسطينية على طريق المساواة إلا ان هنالك جدلا كبيرا ما زال يعصف بالتغطية الإعلامية لقضايا النوع الاجتماعي ."

واضافت :"أن قضايا المرأة مرتبطة ارتباطا عضويا بالنضال الوطني الفلسطيني الذي عزز من حضور المرأة على صعيد المشاركة النضالية في الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها مرورا بكافة المراحل التي عاشتها الثورة في كافة أماكن تواجد المقاومة الفلسطينية ونضالها في الانتفاضتين الأولى والثانية، خاصة دورها على الصعيد الإعلامي الذ ي ابرز وجوه نسائية متميزة كمراسلات وكإعلاميات ومشاركات في الوفد الفلسطيني وقيادات نسوية لمؤسسات إعلامية فاعلة ، وعلى الرغم من ذلك هل استطاعت المرأة الفلسطينية أن تخرج من بوتقة التقليدية كربة بيت ومربية للأطفال وصورة تزين بها أغلفة المجلات وغيرها ".

وأردفت قائلة:" هناك تحسس في المجتمع الفلسطيني من ما تطرحه الكثير من المؤسسات النسوية من افكار تتعلق بالمرأة الفلسطينية لأن اغلب برامج المؤسسات النسوية ارتهنت لسياسات التمويل ولم تنبع من احتياجات تنموية حقيقية من المجتمع الفلسطيني ذاته ،وإنما طغت البرامج والمشاريع الدولية على الأولويات الوطنية.

واختتمت عواد كلمتها مناشدة وموصية وسائل الاعلام المحلي بضرورة ان يقع على عاتقه الحفاظ على انجازات الحركة النسوية على الصعيد الوطني والتنموي.

من جانبها تحدثت مديرة مؤسسة ادوار للتغيير الاجتماعي سحر القواسمي عن واقع الاعلاميات في الاذاعات المحلية في الخليل وعن الحيز الضيق الذي تعطيه الاذاعات لمواضيع النوع الاجتماعي وعدم طرح المرأة في مجالات النجاح في الحياة العملية .

وعرضت القواسمي بالرصد والتحليل اسباب وطرق علاج ظواهر وحالات واشكال العنف والتعنيف ضد المرأة على اكثر من صعيد، مطالبة وسائل الاعلام المحلية بكيفية تناولها في وسائل الاعلام المحلية .

وتطرقت مديرة وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية وفا بالخليل ميسون القواسمي الى القرار 1325 الذي ينص على حماية النساء من العنف في مناطق النزاع، وتفعيل دورها في القضايا السلمية .

كما تحدث مدير البرامج في اذاعة الرابعة عادل غريب عن المرأة الفلسطينية في الاعلام المحلي بين نظرة النمط السلبي التقليدي وسبل معالجته في وسائل الاعلام المسموعة، مبينا ان اسباب الضعف في طرح مواضيع النوع الاجتماعي تعود الى عدم وجود اعلاميين متخصصين في هذه القضايا .

وثمن غريب دور القائمين على الندوة التي اتت مخالفة للسائد بعدم تمويلها من جهات اجنبية بل اتت بجهود وتمويل وطني.

اختتمت الندوة بإشادة المشاركون والحضور بدور وزارة الاعلام بتناولها قضايا النوع الاجتماعي في برامجها وسياساتها ضمن الاعلام التنموي لقضايا المجتمع المحلي، وخاصة الجانب المتعلق بالمرأة وقضاياها المجتمعية المختلفة، مطالبين تكرار هذه التجربة وتعميمها على باقي المؤسسات .