وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

توقعاتنا .. كانت كبيرة

نشر بتاريخ: 27/06/2012 ( آخر تحديث: 27/06/2012 الساعة: 18:30 )
بقلم : بدر مكي

خسرنا لقاء الافتتاح في كأس العرب ، و لعل أحد أهم أسباب ذلك غياب الانسجام و التناغم بين أبناء الكتيبة ، و لا أدري السبب ، ربما لوصول بعض اللاعبين متأخرين ، و كذلك حالة خط الظهر التي كانت سيئة لدرجة ان العمق الدفاعي كان مفقودا ، و ربما كان يفضل استدعاء بعض اللاعبين الذين يتولون المهام الدفاعية في انديتنا بامتياز ، و يجرنا الحديث الى سوء حالة الوسط و الذي ساهم في عدم امداد المهاجمين بالكرات.

الهزيمة ستعلمنا درسا في اللقاء امام المستضيف السعودي ، و اتمنى تعزيز خط الظهر أولا و قبل كل شيء ، حتى نخرج مرفوعي الرأس ، لانه لا يعقل بعد كل الجهد الذي بذله اتحاد اللعبة ان يكون المردود بهذه ا لطريقة .. حيث لم يقدم لاعبونا الاداء المطلوب .. رغم أن الشوط الثاني كان أفضل بكثير من سابقه ، و كذلك التغيرات الموفقة. علينا أن نصبر على منتخبنا .. رغم أن توقعاتنا فاقت ما حدث .. و أنا عند اجتهادي ،، بضرورة الاستعانة .. بمحترفينا في الشتات .. لاختزال مرحلة تطور المنتخب .. تماما كما فعل اتحاد اللعبة في اختزال التصنيف .. و نجح بامتياز.

الشيخ .. و أمم أوروبا

في حزيران 1988 ، كانت كأس الأمم الأوروبية تقام في ألمانيا ، كنا في ذلك الوقت في معتقل عتليت .. كانت بعض الغرف هناك تسمى بالاكسات .. في اللقاء الختامي بين هولندا و الاتحاد السوفياتي .. كانت غرفة ضباط الاحتلال بالقرب من الاكس الذي كنت فيه .. كانوا يشاهدون المباراة .. و صوت المذيع الاسرائيلي يصلنا .. وبعض الكلمات العبرية التي كنا نسمعها سابقا .. سمعناها ، و أيقنت ان لقاء الختام يجمع الهولنديين مع السوفيات .. و كنا نسمع عديد الأسماء التي كانت تلعب في منتخب هولندا .. فان باستن ، خوليت و هكذا .. و فاز المنتخب البرتقالي باللقب ،، و صاح الجنود الذين يحضرون اللقاء مهللين بفوز هولندا .. حيث كان الاسرائيليون يحبون هولندا لاعتبارات مختلفة.

كان معي في تلك الفترة الشيخ الجليل محمد فؤاد ابو زيد و لا يمكن ان أنساه ما حييت .. كنت بقيت صامتا لا اتحدث اليه لمدة ثلاثة أيام .. كنت فقط و اياه في الاكس .. الحس الأمني .. منعني و منعه من الحديث مع بعضنا البعض .. و في مساء اليوم الثالث .. تحدث معي الشيخ لاول مرة .. و حينها ايقنت و ايقن أننا في طرف واحد .. و كانت مداعبات و قفشات .. جعلتني احب هذا الشيخ الجليل .. لقد كان رحمه الله موحدا جامعا و وطنيا حتى النخاع .. كان يحضر الضباط لازعاجه .. و هو يقرأ القرآن .. و انتقلنا معا الى النقب .. و كنت حينها لا أدخن .. و كان يستولي على مخصصي من الدخان..

كان الشيخ أبو زايد رائدا من رواد الوحدة الوطنية .. و لطالما جلست و اياه .. اتفقنا .. رغم اختلافنا في وجهات النظر .. رحمه الله شيخنا الجليل .. كنا معا في المعتقل .. و سيبقى معي في ذاكرتي الحية .. و ما أجمل الوحدة الوطنية .. و أخلاق الفرسان تبقى حية في القلوب .. رحمك الله .. يا خطيب الأقصى .. و مدير أوقاف جنين.

فضيحة في الصين

نال منتخبنا للشواطىء بكرة القدم برونزية اسيا .. فرح عارم اجتاح عشاق الكرة الفلسطينية .. الرجال .. فعلوها .. و قدموا ما عليهم .. شكرا لكم جميعا .. في الجهاز الاداري و الفني و اللاعبين .. و يحضرني هنا اللاعبين الافذاذ .. الفارس صائب جندية .. قائد منتخبنا الوطني لسنوات .. الذي يمتاز بحرارة اللعب و الفدائية مع كتيبته المشهورة في البطولة العربية بالاردن ، مع مدربنا المرحوم عزمي نصار ، و كذلك الفدائي حمادة شبير.. صديقي الذي كان غضا طريا قبل عقد من الزمان .. عندما ذهبنا الى المانيا مع فريق الشباب .. و اصبحوا كلهم اعمدة في فرقهم و منتخبنا الوطني و اذكر منهم .. رامي الرابي و جبران كحلة و غيرهم .. و اسمع عن الهداف الموهوب علاء عطية .. لقد كانت فضيحة في الصين .. و مدوية بالفعل ان نحصل على البرونزية .. تصور البعض .. ان هزيمتنا من ايران .. و بفارق من الاهداف هو فضيحة بحد ذاتها ،، غريبة و الله .. هل يعقل ان تكرم الرجال بهذه الاقوال .. لقد رفعتم رؤوسنا عاليا .. و ليكن كل يوم فضيحة .. يوم نحوز كل يوم على برونزية .. بفضل الابطال الذين أحبهم
من الاعماق .. شكرا لكم .. كنتم كما عهدناكم دوما .. بفضل حسن الانتماء و العطاء الفلسطيني ، و آمل أن تحققوا لنا مزيدا من الفضائح ، و لكن من العيار الثقيل .. الذهب .. و لا شيء غيره.