|
مروان البرغوثي للنائب بركة: نطمح إلى دولة صغيرة من حيث الحجم ولكنها كبيرة بالكرامة والحريات
نشر بتاريخ: 13/01/2007 ( آخر تحديث: 13/01/2007 الساعة: 15:59 )
القدس- معا- التقى النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أول أمس الخميس، النائب الفلسطيني الاسير مروان البرغوثي، في لقاء دام ساعتين في سجن هداريم، دار حول مختلف القضايا السياسية المطروحة، على الصعيد الفلسطيني الداخلي، والفلسطيني - الإسرائيلي، وكان النائب بركة قد أجرى اتصالا مسبقا قبل اللقاء، مع مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأكد النائب بركة في اللقاء على الوزن النوعي للنائب البرغوثي وزملائه في الحركة الأسيرة، خاصة من خلال وثيقة الأسرى التي أصدروها قبل عدة أشهر، وحققت تقدما جديا في رؤية بعض الفصائل خارج منظمة التحرير، فيما يتعلق بالمرجعيات الدولية وغيرها. وقال بركة:" من المهم الآن سماع صوت البرغوثي وزملائه في الساحة الفلسطينية، إزاء ما يحدث، إن كان على صعيد المواجهات الداخلية والجهود لإقامة حكومة وحدة وطنية، أو على صعيد العملية السياسية الفلسطينية - الإسرائيلية". وبدوره استعرض النائب البرغوثي رؤيته للتطورات السياسية الجارية، قائلاً:" إن المبادئ الأساسية التي وردت في وثيقة الأسرى، بإقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 بما فيها القدس وعودة اللاجئين وإطلاق سراح الأسرى, هي الحد الأدنى الذي يستطيع الشعب الفلسطيني قبوله". وأكد البرغوثي قائلا، "إننا نطمح إلى دولة صغيرة من حيث الحجم، ولكنها كبيرة بالكرامة والحريات"، مضيفاً " إن الشعب الفلسطيني جرّب المقاومة من دون مفاوضات، والمفاوضات من دون مقاومة، وفي الحقيقة فإنه لا بديل عن مقاومة الاحتلال في المناطق المحتلة منذ العام 1967، إلى جانب الأفق السياسي والعمل الميداني الجدي". ودعم البرغوثي:"لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت، حتى وإن كان اللقاء لمجرد العلاقات العامة، خاصة وان وعود أولمرت لم تنفذ، مثل تحويل 100 مليون دولار، والتسهيلات على الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، وحتى ما وصفه بـ"القرار السخيف" بإطلاق سراح 30 أسيراً". وتابع البرغوثي قائلا:" إن كل هذا يثبت أن الحديث عن تعزيز مكانة الرئيس أبو مازن، يراد منه فقط ضرب مشروع منظمة التحرير الفلسطينية", داعيا الى الحفاظ على التهدئة من الجانب الفلسطيني، وهذا ما تستدعيه المصلحة الوطنية الفلسطينية. وحذر البرغوثي من " استمرار الاقتتال الفلسطيني الداخلي، وأكد أن الأسرى يشعرون بالمرارة الشديدة لاستمرار القتال، قائلاً :"إن الرصاص الذي يطلق من الفلسطيني وموجها للفلسطيني، هو عمليا موجه لقبري ياسر عرفات وأحمد ياسين، وهو إساءة لعذابات الأسرى ودماء الشهداء". ودعا البرغوثي النائب بركة إلى " تدخل القوى الفلسطينية الوطنية لوقف الاقتتال، وأكد أن الأسرى الفلسطينيين لا يزالون على موقفهم من إعلان الإضراب عن الطعام في حال استمر الاقتتال". وبدوره أكد النائب بركة، " إنه يجري البحث في خطوات نضالية من أجل إطلاق صرخة ضد هذا النزيف الخطير، وتبين للنائب بركة ان البرغوثي يلعب دورا هاما من اجل اللحمة الفلسطينية داخل الحركة الأسيرة وخارجها". وقال البرغوثي:" إن هناك تقدما ملموسا وجديا على طريق إقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية قريبا", مضيفاً " يجب العمل على إقامة حكومة فلسطينية قادرة على رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني, وتعزز المعسكر العقلاني في إسرائيل". وطرح البرغوثي تصورا لإعادة ترتيب أوراق البيت الفلسطيني الداخلي على صعيدي منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، ليكون مشروعا متكاملا. الأسرى وقضاياهم وتوقف البرغوثي ملياً عند قضية الأسرى الفلسطينيين، قائلاً:" إن في سجون الاحتلال اليوم قرابة 11 ألف أسير" مضيفاً إن " استمرار احتجازهم يدل على حماقة سياسية إسرائيلية، وتعبر عن توجه عدائي للشعب الفلسطيني". وأشار البرغوثي " إذا كان الإسرائيليون يتحدثون عن أهمية أبو مازن والمفاوضات، فكيف يتماشى هذا مع كون أن 60% من الأسرى هم من حركة فتح وحدها، وهذا يؤكد النوايا الإسرائيلية، فإسرائيل تفضل سياسة البطش والقوة على المفاوضات، خاصة وأن من بين الأسرى وزراء في الحكومة، وأن ثلث أعضاء المجلس التشريعي يقبعون في سجون الاحتلال". وتابع البرغوثي قائلا:" إن أوضاع الأسرى مزرية، وهناك ثمانية آلاف أسير محتجز من دون محاكمات، وهناك العديد من الأسرى الذي يقبعون في السجن الإنفرادي منذ أربع وخمس سنوات، وهم ممنوعون من زيارة أهاليهم منذ عدة سنوات", مضيفاً هناك أسرى يعانون من أمراض مزمنة ولا توجد علاجات مناسبة", مشدداً على "ضرورة إجراء فحوصات طبية شاملة لكل أسير مرة واحدة في العام على الأقل". وأضاف البرغوثي:" إن ما نطلبه هو معاملتنا، على الأقل كما تتعامل إسرائيل مع السجناء الجنائيين في السجون الإسرائيلية. وأكد بركة، " إنه سيعد مذكّرة حول أوضاع السجون ليطرحها على الجهات المختصة في إسرائيل وملاحقتها، لأن أوضاع سجون الاحتلال هي تجاوز لأبسط حقوق الأسرى في ظل الاحتلال، والمواثيق الدولية". كتاب "عرب جيدون" هذا وخلال اللقاء حيّا النائب البرغوثي, النائب بركة على مبادرة كتلة الجبهة البرلمانية، لزيارة بيت حانون, " في أعقاب المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، وزيارة بلدة سديروت التي قتلت فيها مواطنة جراء القصف، وأكد رفضه لاستهداف المدنيين، في المعركة ضد الاحتلال". قال البرغوثي للنائب بركة، إنه إنتهى مؤخرا من قراءة كتاب "عرب جيدون"، (باللغة العبرية) للباحث الدكتور هيلل كوهين، الذي يسرد فيه محطات هامة في نشاط المخابرات الإسرائيلية الداخلية، "الشاباك"، في العرب الفلسطينيين في إسرائيل. وأضاف البرغوثي، إن الكتاب بما تضمنه جاء ليؤكد الحقيقة التي عرفها عن دور الحزب الشيوعي، ومن ثم الجبهة الديمقراطية، فهو يكشف عن الممارسات المناهضة للشيوعيين وشخصياته الوطنية. وأشار قائلا:" إن للحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية دور تاريخي في معركة بقاء الفلسطينيين في وطنهم، وهو أحد أهم الإنجازات التي حققها الشعب الفلسطيني منذ النكبة وحتى اليوم، وهذا بفضل الخط الكفاحي الذي سطرّه الحزب الشيوعي والجبهة". |