وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاسرى في سجن الرملة يصدرون "وثيقة شرف" تدعو الى نبذ الاقتتال الداخلي وضرورة تشكيل حكومة وحدة

نشر بتاريخ: 13/01/2007 ( آخر تحديث: 13/01/2007 الساعة: 19:44 )
بيت لحم -معا- اصدر الاسرى الفلسطينيون في سجن الرملة -نيتسان وثيقة شرف تدعو ابناء الشعب والفصائل الفلسطينية الى وقف الاقتتال الداخلي وضرورة العودة الى المفاوضات وتشكيل حكومة وحدة وطنية على اساس وثيقة الاسرى .

وفيما يلي نص الوثيقة :


بسم الله الرحمن الرحيم: ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )

سيادة رئيس السلطة الفلسطينية الأخ أبو مازن
دولة رئيس الوزراء الأخ إسماعيل هنيه
شعبنا الفلسطيني المجاهد المعطاء الصابر
تحية الشهداء والمقدسات ، تحية العزة و الإباء ، تحية المعتقلين و المقاومين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

من سجن الرملة - نيتسان نسطر كلماتنا بمداد الماء مكبلة بالسلاسل محفوفة بجدران الزنازين حيث الحرمان من كل أسباب الحياة إلا من الشرف والكرامة والرجولة والتحدي والإصرار واليقين بان شمس الحرية طالعة لا محالة.

نجهد ونصرخ ونستغيث لان الذي يجري على ارض الوطن يدمي القلوب من شعبنا وامتنا ... لكن جراح قلوبنا أكثر .

ان اعصابنا لم تعد تحتمل ما يمر به شعبنا صباح مساء من احداث جسام , ودماء تنزف وويلات تحل وارامل تلتحق بالركب و يتامى يضافون الى معجم اليتامى .

ان المرحلة الراهنة لم تنحدر اليها مرحلة من قبل على طول التاريخ المعاصر للاحتلال والمقاومة فما من احد امن على نفسه وولده وممتلكاته وحاضره ومستقبله - كما مستقبل القضية الفلسطينية .

كانت تضحياتنا بالامس اعراس شرف, ودواوين عزة, فشهدائنا وجرحانا واسرانا وبلاءاتنا وجرف اراضينا وهدم منازلنا وامطار الرصاص والقذائف على مخيماتنا ومدننا وقرانا كل ذلك على يد الجلاد المحتل نحتسبه ونصبر فذلك رصيد الصمود وقلائد الاقصى وتيجان الحرية ذلكم _ بل فاسقني بالعز كاس الحنظل ) .

اما ما يجري اليوم على ارضنا الاسيرة مضافا الى تهويد القدس ومضاعفة الاستيطان ونهب الارض وفصل القدس و الحفريات تحت المسجد الاقصى المبارك وادارة الظهر للحقوق المشروعة لاهلنا هنا وهناك وماسي القتل و الجرح و الاسر و تداعيات ذلك , كل هذه الماسي لم تحل دون ان يتربص الاخ بالاخ وان يريق دمه و يلقي بالرعب في قلوب اهله فما هذا الذي انحدر اليه الحال وبلغه المال ؟؟؟ .

إننا من واقعنا الأليم وقلوبنا تدمى مما نسمع ونرى لنعرب عن استيائنا وقلقنا ودهشتنا ورفضنا لما يهدد بكارثة وطنية اذا لم يوضع له حد قبل فوات الاوان .

ونؤكد على التالي :
اولا : ان شعبنا لم يصل بعد الى مرحلة التحرر الوطني ولم يحصل على اية كعكة حتى يتقاسمها , فلا سبيل للوصول الى النصر المامول الا ان نشد عضد البيت الواحد والجسد الواحد ونتكاتف ونجمع على ما نتفق عليه ونخفض الجناح على ما اختلفنا فيه .

ثانيا : لطالما اتفقت الفصائل كما المخلصون على ان الدم الفلسطيني خط احمر , فلماذا امسى الدم الفلسطيني ماءً يراق وخطا اسود يتجاوزه البعض ؟؟ .

فليعد الاعتبار للدم الفلسطيني مقدسا من جديد , ولتكن الفتنة و الاقتتال الداخلي احرم المحرمات .

ثالثا : ان استمرار الأحداث المأساوية المؤسفة لا تنذر إلا بشر , ومهما كانت نتائج الاحداث اليوم او غدا فلا مجال الا ان تتدخل جهة مخلصة ومقبولة على الجميع من الداخل او الخارج لحقن الدماء و جمع الكلمة , فلنسارع في توفير الدماء و انقاذ الارواح قبل ان يتسع الخرق .

رابعا : ان شعبنا بجميع شرائحه وفصائله وتياراته صغارا وكبارا , نساءا ورجالا في حال لا يحسد عليه من القلق و الالم و التربص ازاء مت يحدث ... ننام على هم ونستيقظ على غم .

خامسا : لا سبيل الى الخروج من الازمة الراهنة الا المصالحة الوطنية وحكومة الوحدة الوطنية على اساس برنامج عمل سياسي موحد وتتجميع الجهود ومعاودة الحوار الشامل البناء , ونطالب بالاتي :

اولا : العمل الفوري على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية على اساس وثيقة الوفاق الوطني ( وثيقة الاسرى ) وعدم الاصغاء بشكل مباسر او غير مباشر لاية جهة ضاغطة لتفجير الوضع الداخلي .

ثامنا : ادانة الصراع ونقله من موقع لاخر من ظواهر خطف رجال الامن و السياسة و القيادات الوطنية و الاسلامية او الحاق الاذى بعوائلهم مما يؤجج الاحقاد ويمزق الصف و يكسر العظم , وتداعيات ذلك لا تمر على عامل .

تاسعا : وختاما فان دماء الشهداء و انات الجرحى و اهات الاسرى ودموع الايتام و الارامل تناشدكم بالله وتستغيث بوطنيتكم و تضحياتكم و شهامتكم ان تسارعوا بوضع حد فوري للاحداث وطي صفحة الالم , ورسم ابتسامة الوحدة الوطنية على شفه الشعب وجباه الاسرى .


والله غالب على امره وحسبنا الله ونعم الوكيل

وقد وقع على الوثيقة النواب والوزراء منهم : د. ابراهيم ابو سالم من بيت لحم، الشيخ ابو طير والشيخ نايف الرجوب.

وعن كتائب الاقصى - فتح : رمزي عبيدة "ابو ليث" من رام الله/ وناصر عبيات من بيت لحم، وياسر ابو تركي "ابواسلامط من الخليل.

وعن الجهاد الاسلامي: محمد العصا من بيت لحم، محمد الهلسة من السواحرة الشرقية.