|
حتى أنتِ يا المانيا ضد بيت لحم
نشر بتاريخ: 01/07/2012 ( آخر تحديث: 03/07/2012 الساعة: 11:36 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام- خلال التصويت امام اليونسكو بشأن بيت لحم صوّتت المانيا ضد بيت لحم ، رغم ان شباب بيت لحم كانوا قبل ايام يرفعون علمها خلال الدوري الاوروبي في كرة القدم ، فتحطم فؤاد المشجعين الالمان في فلسطين واستغرب طلبة المدارس في بيت لحم والذين يدرسون اللغة الالمانية في مدارسهم !!! وقد روى لي احد نواب البرلمان المسيحيين كيف كان يشعر بالمرارة حين تحدّث ممثل الجزائر موجها كلامه باتجاه ممثل المانيا فقال : انا مسلم والكنيسة ليست مسجدي لكنني اصوت لصالح بيت لحم واستغرب كيف يصوّت ممثل المانيا المسيحية ضد بيت لحم ؟ حيث ترددت جهات مسيحية محلية وعالمية في وجه القرار بحجة الحفاظ على الاستاتيكو ولم يطلبوا علانية من الدول الاوروبية دعم القرار !!!
بيت لحم التي تحتضن اقدم كنائس العالم ، وهي قبلة الحجاج للمسيحيين من كل العالم ، ومنارة الروح عند المؤمنين الذين يخفّون اليها من كل صوب ، لا تزال هذه المدينة فقيرة وبائسة قياسا مع مكة وروما واية مدينة روحية اخرى في العالم ، ولولا الزعيم عرفات انتبه اليها في العام 1998 وبدأ سلسلة مشارع ضخمة تمهيدا لاحتفالات بيت لحم 2000 لما كانت على ما هي عليه الان . وفي تلك الفترة حاول المحبطون الصراخ والبكاء والثغاء والقول ان عملية البناء واقامة بنية تحتية في بيت لحم تتسبب في تناثر الغبار على زجاج محلاتهم ويعيق حركة السيارات !!!!!!!!! لكن الزعيم لم يكترث لهذا الغنج الساذج وكان يعرف ان بيت لحم والمدن المحيطة بها تستحق ان يأتي جميع قادة العالم ويحنوا ظهورهم على بابها الصغير كي يدخلوها بدء من الرئيس الامريكي ومرورا بالرئيس الفرنسي وصولا الى الرئيس الروسي . الاحتلال اجتاح بيت لحم عام 2002 وتضرر بلاط المدينة العتيق تحت مجنزرات شارون ، وحوصرت الكنيسة على مرأى من كل كاميرات العالم ، وصمت العالم الغربي بعد ان اصابه الخرس والجبن والخوف من شارون ومن اللوبي اليهودي في امريكا . ولكن اهل بيت لحم احاطوا بها وخبأؤوها في قلوبهم وتحت حدقات عيونهم ، وحين منعت اسرائيل السياح من دخولها واغلقت المدينة بالحواجز تدفّق الفلسطينيون على شكل سياحة داخلية لاحياء الاحتفالات فانتصرت بيت لحم على السجان الاسرائيلي وظلّت تحافظ على ألقها وعبقها التاريخي . ومن اجل ان تكون بيت لحم في مصاف المدن العظيمة والتاريخية مطلوب قادة كبار يقودون المدينة نحو المجد والنهضة ، مطلوب مؤمنين وهبوا عمرهم من اجل ان تكبر المدينة وتصبح اعظم واروع واجمل ، وبيت لحم في هذه الفترة لا تحتاج الى موظفين وسكرتيرات يأتون الى مكاتبهم الساعة التاسعة صباحا ويغادرونها عند وجبة الغداء ،وبيت لحم لا تحتاج الى مسؤول يأتي الى ساحة المهد يوم اعياد الميلاد ليبتسم للكاميرات في حين لا يوجد مرحاض عمومي للضيوف في كل عام . بل تحتاج الى عمالقة في التاريخ والتراث والتكنولوجيا والهندسة ، تحتاج الى مشاريع ضخمة ومواقف سيارات وهندسة بناء ومبدعي ديكور ورجال اعمال يمتازون بالجرأة والى شباب موهوب يمسك ناصية المبادرة وينفض الغبار عن المدينة . وليس من العيب تجديد الطاقات وتغيير القادة كل عدة سنوات حتى تمتزج الطاقات وتتنوّع الافكار وتتراكم المعرفة . وفي هذا الاطار اذكر اخر لقاء تلفزيوني اجريته مع رئيس البلدية الوزير المرحوم الياس فريج والذي قال لي : بيت لحم لا تحتاج الى رئيس بلدية او محافظ بل تحتاج الى قادة عظام يعرفون قيمة المدينة التاريخية والحضارية . اما على صعيد حماية المدينة فيجب البدء بحملة غير منتهية لازالة الجدار الحقير الذي بناه شارون وسط المدينة عند قبة راحيل ، ويجب ان تتدخل المنظمات العالمية والمسيحية كل يوم بالضغط على اسرائيل لازالته واعادة وصل شمال المدينة مع منطقة الانتركونتيننتال ، فهو جدار لا يملك صفات الديمومة ولا البقاء ويجب هدمه بفأس الحضارة كي تعود "دكانة راحيل " الى حجمها الطبيعي ، فلا يجوز ان تقوم اسرائيل ببناء قاعدة عسكرية تشبه قاعدة السيلية في قطر وعليها ابراج بارتفاع 15 مترا ودشم عسكرية لا تقتحمها جيوش تيمورلنك بدعوى حماية قبر لا تتجاوز مساحته متر ونصف مربع .فهذا كفر بالحضارة وعدوان رخيص على مدينة مقدسة وحرب دنيئة قام بها الاحتلال ضد هذه المدينة الوادعة ، ولا تجرؤ الا الوحوش والعصابات على القيام به ... وان نعمل بكل طاقتنا كي يسقط جدار قبة راحيل وفورا ورغم انف وشوارب الاحتلال . وحتى ذلك الحين اود تذكير المسؤولين باقتراحات كنت تقدمت بها مكتوبة الى الجهات المختصة في السلطة قبل عامين تحت عنوان خطة طارئة لاعادة احياء شمال بيت لحم : اولا : اتمام تحويل اتجاه خطوط الاجرة والباصات الى منطقة قبة راحيل اجباريا لا سيما السيارات العمومية والباصات وعدم السماح باتخاذ الطريق المختصرة للقادمين الى بيت لحم . ثانيا : اعفاء ضريبي لمدة 5 سنوات لمن يفتح محلات تجارية او مكاتب في منطقة قبة راحيل الملاصقة لبيت صفافا او شمال عايدة بمحاذاة الجدار ثالثا : اعطاء تراخيص لدار سينما ومسرح ومراكز ثقافية غير تجارية بل اساس عملها تقديم خدمات فنية وثقافية هناك . رابعا : توصية لكل وزارة وعضو برلمان بفتح مكتب من مكاتبها او لاحق لها في تلك المنطقة مثال نقل مقر المحكمة الشرعية الى هناك . خامسا : التنسيق مع المحافظ وبلدية بيت لحم لعمل نشاطاتها الاحتفالية هناك. سادسا : السماح لباعة البسطات باستخدام تلك المنطقة وعدم ملاحقتهم بتاتا – منطقة حرة لهم . سابعا : مبادرة من مكاتب الصحافة ووسائل الاعلام لنقل مكاتبهم ان امكن الى هناك واستخدام تلك المنطقة في البث المباشر ما امكن . ثامنا : فتح فرع جامعي واذا ترفض الجامعات القائمة ان يمنح ترخيص لكليات وجامعات هناك برسوم منخفضة ودعم اكبر . واختم بالقول : ان رئيس بلدية موسكو اصبح الرئيس يلتسين ـ ورئيس بلدية طهران اصبح الرئيس احمدي نجاد - ورئيس بلدية القدس اصبح رئيس الوزراء اولمرت - ورئيس بلدية باريس اهم من الرئيس الفرنسي .... وبيت لحم لا تحتاج الى مدراء بل الى قادة عظام . |