|
مؤتمر يوصي بالتعددية والتركيز على اولويات فلسطين
نشر بتاريخ: 05/07/2012 ( آخر تحديث: 05/07/2012 الساعة: 11:00 )
نابلس- معا- أوصى المشاركون في مؤتمر الإختلاف والتعددية من منظور إسلامي، الذي عقدته جامعة النجاح الوطنية بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني في مدرج الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم، بمشروعية التعددية وضرورة تكثيف هذا الاتجاه للتركيز على الاولويات للشعب الفلسطيني وقضيته، وعلى حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره اسوة ببقية شعوب العالم.
وتناول المؤتمر 22 ورقة عمل وبحث تناولت عناوين مختلفه منها فلسطين صغيرة لاتتسع للخلاف، وفرص التعددية والشراكه الواسعة للدكتور ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة "معا "، والتعايش في ضوء الاعلام الاجتماعي الحديث للدكتور صبري صيدم مستشار الرئيس، والتعددية والاختلاف في التصور الاسلامي الدكتور صايل امارة من جامعه النجاح، وورقة بعنوان دور الامام الغزالى في توحيد الامه للدكتور جبر البيتاوي من جامعة النجاح، اضافه الى اورق عمل من بريطانيا والسعودي وماليزيا . ونظم المؤتمر كليتي الدراسات العليا والشريعة إنطلاقا مما يشهده العالم العربي والإسلامي من متغيرات متلاحقة، وإنطلاقا من حرص جامعة النجاح الوطنية على أن تكون رائدة في ترسيخ مفهوم التعددية وحرية التعبير عن الرأي. وحضر الجلسة الإفتتاحية الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة، والدكتور صبري صيدم، مستشار الرئيس محمود عباس، والشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار المقدسة، وغسان المصري، ممثل محافظ محافظة نابلس، والمهندس يحيى عرفات، رئيس مجلس إدارة شركة توزيع كهرباء الشمال، والدكتور محمد أبو جعفر، عميد كلية الدراسات العليا، والدكتور جمال زيد الكيلاني، عميد كلية الشريعة في الجامعة، والدكتور ناصر الدين الشاعر، مقرر المؤتمر، وممثلون عن مؤسسة الإنتربال، والمجلس الثقافي البريطاني، وسعادة الأب يوسف سعادة، والباحثون والمهتمون بموضوع المؤتمر. وأضاف المؤتمر الباحثة البريطانية جين كينيمونت ، ((Jane Kinnnimont التي تعرف كواحدة من كبار الباحثين في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تشاثام هاوس (Chatham house ) التي تعتبر مؤسسة رفيعة المستوى في لندن. ورحب الدكتور الشاعر، مقرر المؤتمر بالحضور والمشاركين بالمؤتمر من فلسطين، وبريطانيا، وماليزيا، والسعودية. وفي كلمة جامعة النجاح الوطنية رحب أ.د. حمد الله بالحضور والمشاركين في هذا المؤتمر الذي يتزامن بعنوانه مع أحداث مهمة تدور في بلدان الوطن العربي والبلدان الإسلامية، كما رحب بممثلي المجلس الثقافي البريطاني وشركة توزيع كهرباء الشمال وشركة انتربال. وقال أ.د. حمد الله: "إن مؤتمر حق الاختلاف والتعددية من منظور اسلامي ودور الجامعات في التنمية يأتي في خضم ما يجري من أحداث على مدى ما يقارب سنتين خلتا وما يحدث من تغيرات وتقلبات جذرية معظمها تحرك سلمياً والأخرى مسلحة ضد أنظمة جمهورية صورية مضى عليها سنوات بلا تغيير نحو الحرية أو الديمقراطية، هذه الحركات طالبت بالتغيير من أجل الحرية والتعددية والمساواة وما زال بعض هذه الحركات مستمراً حتى الآن". وأضاف رئيس الجامعة لاشك أن التعددية والاختلاف من أهم عناصر الرقابة والإصلاح اذا كانت بعيدة عن الرغبات الفردية والفئوية والحزبية لأنها تكشف عن التقصير في أداء الحكومات والقيادات، على أن يتوفر مناخ تفهم الاختلاف من أجل العمل الجاد لتحقيق العدالة ونحن كفلسطينيين أحوج ما نكون الى ذلك لإنهاء الانقسام بين جناحي الوطن لنيل حقوق الشعب الفلسطيني على الصعيد الداخلي والخارجي والذي يقوده بكل إخلاص ودراية الرئيس محمود عباس. وبين أ.د. حمد الله أن الهدف من التغيير في أي مجال يهدف الى الاستفادة من أخطاء الماضي وتعميق الحوار والتشاور بين المفكرين ومن ثم مع صناع السياسة والقرار السياسي لدعم الحقوق من خلال التعددية وفق المنظور الإسلامي الذي نستخلصه من التعاليم الدينية والأحداث التاريخية فيما يسمى بالربيع العربي من حيث دراسة وتقييم أشكال وظواهر المجتمعات التي يمكن أن تتشكل مستقبلاً كنتيجة لاسقاط عدد من الأنظمة السابقة، وأن تكون فلسطين في بؤرة الأحداث لانها أكثر البلدان العربية تعددية وأحداثاً سياسية ومجتمعية، ومن خلال ذلك إنشاء وتفعيل العلاقات مع المجتمعات الأخرى، والنتائج المستقبلية للتعددية في العالم العربي والإسلامي ومحاولة دفع هذه التغييرات نحو الجوانب الإيجابية في تحقيق الأهداف. وختم رئيس الجامعة بالقول: "شاركت بكلماتي هذه لتشكل ومضة متواضعة أمام مؤتمركم وكلي ثقة بأن آراءكم وأبحاثكم ستشكل روافد أساسية لنتاج وتوصيات المؤتمر والتي أرجو أن يكون لها الفعل والمتابعة ليكون لنا تأثير فيما يجري حولنا وعندنا من أجل خدمة قضيتنا ومسيرتنا لما نصبو اليه من تحقيق أهداف الوحدة الوطنية والحرية والاستقلال وبناء الدولة، وإنني على ثقة بأن قيادتنا الحكيمة بقيادة فخامة الرئيس محمود عباس ستكون الداعم الأساسي لرؤيتنا ". أما الشيخ محمد حسين فقال إن هذا المؤتمر مهم للوصول إلى مجتمع متعدد في مختلف المجالات التي خلقها الله ليتكون منها المجتمع الإنساني، وشكر جامعة النجاح الوطنية العريقة التي تسعى دوما إلى مواكبة كل تطور ومتابعة كل فكرة من شأنها أن تخدم الأنسانية. وأشار المفتي إلى أن التعددية قضية واضحة منذ أن خلق الله البشر، وأن الله خلق الناس ليختلفوا لكن في النهاية يقود هذا الخلاف معايير تخدم الانسانية، وأضاف رغم الاختلاف فانه يجب التعاون، وأن الثقافة الإسلامية قبلت الآخر بشكل واضح. أما الدكتور أبو جعفر فألقى كلمة كلية الدراسات العليا في الجامعة بين فيها أن كلية الدراسات العليا تنطلق في أداء رسالتها من رؤية ثاقبة، تراعي المستجدات البحثية على الصعيدين الوطني والعالمي، وتأخذ بعين الاعتبار مصلحة المجتمع الفلسطيني، خدمة لحاضره ومستقبله، ولا سيما أن العالم يشهد اليوم من المتغيرات ما يفوق حد السيطرة، نظراً للثورة الراهنة في مجالي العلم والتقنية، ما يجعل العبء ثقيلاً، ويزيد في المسؤوليات الملقاة على عاتقنا. وتمشياً مع ما تقدّم، فقد حرصت كلية الدراسات العليا على تنويع برامجها، بحيث تغطي أكبر قدر ممكن من ميادين العلوم وتطبيقاتها، وحرصت على الأداء المتميّز في الانتاج البحثي والمعرفي فنظمت ذلك وفقاً لمعايير الجودة والنوعية المعمول بها في أنحاء مختلفة من العالم المتقدّم. وأضاف أن التعددية وحق الاختلاف ليسا غاية في حدّ ذاتهما، وانما هما الأساسُ اللازم لتأصيل الفكرة الديمقراطية في مجتمعاتنا العربية، بهدف الاتفاق الجماعي على أولويات المشكلات الداخلية التي تعوق تطورَ أقطارِنا والتحديات الخارجية التي تواجه أمتنا، ومن ثمّ طرح الحلول الواقعية المتفق عليها من القوى والتيارات الفاعلة التي تقبل الاطار التعددي. وألقى الدكتور الكيلاني كلمة كلية الشريعة قال إن من آيات الله الباهرات الدالة على قدرته وعظمته خلق التنوع في الكون كله، فمن آياته خلق الليل والنهار، والشمس والقمر، والسماء والأرض، والشجر والحجر والموت والحياة والأنثى والذكر. "وهو الذي مدَّ الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل منها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"، وأضاف إن النتيجة الحتمية لهذ ا الابداع في تلوين الخلق، هو اختلاف العقول في الفهم والتبصر والتحقق، فكان اختلاف البشر في الفهم سنة كونية وقاعدة ربانية حتمية، محالٌ معها، بل من أمحل المحال معها، ان يكون الناس على رأي واحد أو نسخة عقلية واحدة" ولو شاء الله لجعل الناس أمةٍ واحدة ولا يزالون مختلفين"، كما اشار الى ان الحكمة الربانية من هذا التنوع في خلق كل ما في الكون هو التكامل والتعاون والتوازن والانسجام بين كل مكوناته ليكون الكوكب الأمثل للتعايش المستقر الآمن المزدهر. وألقى المهندس يحيى عرفات كلمة نيابة عن الرعاة هنأ فيها جامعة النجاح الوطنية بحصولها على شهادة التميز الأوروبي، وتمنى لها دوام التقدم والنجاح، وقال ايمانا من الرعاة بأهمية المؤتمر خاصة في ظل ما يشهده العالم العربي من ثورات وتغيير انظمة فأنهم قرروا دعم المؤتمر ايمانا باهمية التعددية ودور الجامعات في تنمية ذلك. واشتمل المؤتمر على العديد من الجلسات التي قدم فيها الباحثون اوراق عمل حول اليقظة العربية الثانية وقضية فلسطين، وكذلك التعايش في ضوء الاعلام الاجتماعي الحديث، والتعددية والاختلاف في الاعلام، والشراكات السياسية، والتعددية النسوية والمواطنة، وفلسطين صغيرة لا تتسع للخلاف، وكذلك اثر تدريس الفقه المقارن بكليات الشريعة، والتعددية والاختلاف في التصور الاسلامي، وتجليات الاختلاف بين الحق والباطل، ودور الامام الغزالي في توحي الامة، وإدارة الاختلاف والخلاف وحلها، والحركة الاسلامية في الداخل، والاسلام دين البشرية، وتجليات ظاهرة الاختلاف والتنوع في مضمار الادب، والتعددية والتعايش الثقافي في ضوء الشريعة الاسلامية، والتعددية السياسية في المجتمع الاسلامي بين الاختلاف المشروع والتفرق الممنوع. وقالت كارولين خلف، نائبة المديرة لشؤون البرامج في المجلس الثقافي البريطاني بأن تنظيم المؤتمر والشراكة مع جامعة النجاح الوطنية تندرج تحت إطار مشروع تدويل التعليم العالي الذي يهدف إلى خلق شراكات متعددة وطويلة الأمد تربط بين قطاع التعليم العالي والقطاعين المختصين بالحكومة والأعمال بما يساهم في دعم اقتصادات المعرفة على المستويين المحلي والإقليمي، وأضافت بما أن دور المجلس الثقافي البريطاني مرتبط بتوفير الفرص التعليمية وبناء العلاقات الثقافية فنحن نؤمن بأن أي روابط ثقافية جديدة بين المؤسسات سواء كانت أكاديمية أو بحثية تنشأ ويرعاها اللقاء بين الأفراد تحقيقا للمنفعة المتبادلة . وفي ختام الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر قدم الأستاذ الدكتور حمد الله الدروع التقديرية للرعاة. وهدف المؤتمر إلى تشجيع الحوار العميق والمثمر بين الأكاديميين وصناع القرار والشخصيات السياسية والدينية والنشطاء، فيما يتعلق بكيفية دعم الحقوق والاختلاف والتعددية، وتوفير الأرضية لذلك من خلال المنظور الإسلامي، واستخدام الحوار والفهم من أجل المساهمة بشكل عملي في المساعي الحثيثة لإحقاق الحقوق والوصول الى المصالحة، بالإضافة الى تحديد كيفية تطبيق التسامح في مجتمعاتنا، وتقييم أشكال المجتمعات التي سوف تنتج عن الربيع العربي للاستفادة منها ولتجنب أخطائها، بالاضافة الى توفير فرصة لفلسطين كي تقوم بدورها الريادي في تعزيز البحث والحوار والتعاون، وبيئة تشبيك بين المجتمع المحلي والشخصيات الإقليمية والدولية، وتعزيز التواصل بين الثقافات بحيث يستفيد المؤتمر من التنوع في وجهات النظر والمناهج التي يقدمها المشاركون. |