وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جنين- مؤتمر علمي حول الرعاية النهارية المميزة للمسن الفلسطيني

نشر بتاريخ: 07/07/2012 ( آخر تحديث: 07/07/2012 الساعة: 18:12 )
جنين- معا- نظمت جمعية بيت المسنين والمعوقين الخيرية مؤتمرا علميا حول الرعاية النهارية المميزة للمسن الفلسطيني تحت رعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري ومحافظ جنين اللواء طلال دويكات وذلك ضمن مشروع "نحو رعاية نهارية متميزة للمسنين في جنين والقرى المتضررة من الجدار"، الممول من الوكالة الفرنسية للتنمية، وبإشراف مركز تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية.

ورحب محمد حمزة يحيي رئيس الجمعية بالحضور موجها الشكر إلى مؤسسة تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية والوكالة الفرنسية للتنمية على جهدهم في مشروع الرعاية النهارية للمسنين.

وقال أن إنعقاد مؤتمر "الرعاية النهارية المميزة للمسن الفلسطيني"، جاء بعد ترتيبات واسعة قامت بها الجمعية وهيئتها الإدارية، وبالتعاون مع الجامعات الفلسطينية وباحثيها من أجل وضع مرتكزات علمية واضحة في التعامل مع كبار السن، ودراسة الظروف المعيشية لهم، وتوفير السبل الكفيلة بالنهوض في جودة الخدمات المقدمة لهم، الأمر الذي من شأنه أن ينهض بواقع المسن الفلسطيني، ويضمن إشراكهم في المجتمع، والتخفيف من المصاب الإجتماعي الذي فرضته عليهم حيثيات بيئة معيشية تختلف كلياً عن تلك التي كانوا يعيشوها مع أبنائهم وأحفادهم.

وأوضح يحيى أن المؤتمر يستهدف المسن الذي كان وما زال رمز التضحية، والنضال، والبناء، فهو الأب والأم والطبيب والمهندس والمزارع والراعي والتاجر، وأن المسنين لعبوا الدور الكبير في حركة المجتمع وتقدمه، ومن هنا فإن رعايتنا للمسنين هي واجب ديني وإنساني واجتماعي تفرضه علينا ثقافتنا الدينية، وعاداتنا، وتقاليدنا، وهو استحقاق على كل فرد في المجتمع.

من جانبها بينت وزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري في كلمتها، رسالة وفلسفة الوزارة في توفير حياة كريمة للمواطن الفلسطيني على طريق تحقيق التنمية الإنسانية المستدامة في ظل الدولة الفلسطينية القائمة على المساواة وعدم التمييز، بالإضافة إلى تقديم برامج ذات كفاءة وأثر كماً ونوعاً في مجالات الرعاية والتمكين والتأهيل والحماية، بالشراكة مع المؤسسات الحكومية والأهلية.

وفي السياق ذاته كشفت الوزيرة المصري النقاب عن أن الوزارة قامت بإنجاز مسودة قانون حقوق المسنين، وتم رفعها لمجلس الوزراء للمصادقة عليها، وأنه يجري العمل على إعداد اللائحة التنفيذية الخاصة بقانون المسنين، وإعداد نظام لمراكز حماية المسنين، بالإضافة إلى تشكيل اللجنة الوطنية العليا لرعاية المسنين، ومراجعة استراتيجية رعاية المسنين وتنفيذ البرامج والتدخلات الأكثر أولوية وانسجاماً مع برامج قطاع الحماية الاجتماعية، وكما يتم العمل على نظام للضمان الاجتماعي للمسنين والمعاقين.

بدوره نقل محافظ جنين، اللواء طلال دويكات، تحيات الرئيس محمود عباس إلى المؤتمرين، ولجمعية بيت المسنين والمعوقين الخيرية، مؤكداً في كلمته إلى أن السلطة الوطنية الفلسطينية ومن خلال برنامج الحكومة التي أقرتها، وبناء على تعليمات من الرئيس محمود عباس، فإنها تضع على سلم أولوياتها توفير الحياة الحرة الكريمة لهذه الشريحة الغالية.

وقال اللواء دويكات أن رعاية المسنين حق مكفول لهم، ولم يغفله المشرع والقانون، وأننا نريد لرعاية المسنين أن تصل إلى أفضل وأرقى المستويات، وذلك تكريماً ووفاءً لهذه الشريحة التي نكنّ لها أعظم الاحترام والتقدير، من خلال أن يدرك الجميع المسؤولية المناطة بهم إتجاه هذه الفئة في المجتمع، وبذل المزيد من المساعي والجهود من أجل توفير البيئة الصحية والنفسية والمادية المناسبة للمسنين.

وفي كلمة مؤسسة تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية، والتي قدمها سائد قزمار، بين أنه تم اختيار جمعية بيت المسنين والمعوقين الخيرية كإحدى المؤسسات المستفيدة من برنامج "منح التمكين" في مركز تطوير، استناداً إلى خبرتها النوعية في العمل المجتمعي، بفضل التخصصية والمهنية التي تتمتع بها في العمل مع المسنين من أجل تحسين مستوى ونوعية الخدمات المقدمة لهم.

وأضاف السيد قزمار، إننا في مركز تطوير نتطلع قدماً إلى تطوير قطاع العمل الأهلي من خلال توفير الدعم اللازم للمساعدة في تحسين مستوى أداء المؤسسات الأهلية والخدمات التي تقدمها للمجتمع الفلسطيني خاصة للفئات (الأكثر احتياجاً)، وتعزيزها لبناء مجتمع فلسطيني أكثر استجابة في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني.

وخلال جلسات المؤتمر ناقش الباحثون عدداً من الأوراق العلمية ذات العلاقة بالمسنين والخدمات المميزة المقدمة لهم، والتي تمحورت حول قضايا رئيسة وهي الرعاية النهارية للمسن الفلسطيني (الواقع والمنشود)، وواقع المؤسسات الأهلية الفلسطينية في رعاية المسن الفلسطيني، واستثمار قدرات المسن الفلسطيني بالرعاية النهارية، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على إيجاد استراتيجية وطنية للرعاية النهارية للمسنين، ويخلق بيئة مشجعة ومحفزة لبقاء المسن في محيطه الاجتماعي، وبالإضافة إلى تحفيز الانتاجية والفاعلية لدى المسن الفلسطيني.

وفي نهاية المؤتمر تلى محمد حمزة يحيى، رئيس اللجنة التحضيرية، البيان الختامي، وقام بتكريم الباحثين، حيث خرج المؤتمرون بجملة من التوصيات الهامة الخاصة بالمسنين ورعايتهم، كان منها تشكيل لجنة وطنية لرعاية المسنين على مستوي الوطن، وتفعيل دور المراكز النهارية للمسنين وتشجيعها بتوفير الدولة هذه المراكز ودعمها، وضرورة إشراك مؤسسات المجتمع المدني في رعاية المسنين، والعمل على تهيئة المسن قبل دخوله المؤسسة، وتوعية المقبلين على الشيخوخة للحفاظ على صحتهم.