حديث الساعة ... وادي النيص شامخين شموخ الجبال

بيت لحم - معا - بقلم محمد ابو عرام -

لو كانت هناك جائزة التميز الرياضي من قبل أي جهة عليا، لنالها بكامل الإستحاق فريق وادي النيص.
ولو قدر لهؤلاء الفرسان أن يجدوا من يأزرهم ويقف الى جانبهم من مؤسسات وطنية ترعى شؤونهم الرياضية وتتبناهم، لوجدنا بأنهم من يستحقون الدعم والرعاية بجدارة واستحقاق.
الجمعة الماضي كان موعدا جديدا لنسور وادي النيص لكي يثبتو علو كعبهم، وأنهم فريق البطولات بلا منازع، وأنهم حينما يقررون خوض أي بطولة، تكون تلك البطولة في نصب أعينهم.
النسر الازرق نال أغلى وأثمن البطولات المحلية، كونها تحمل أغلى الاسماء، بطولة الشهيد الخالد الرمز ابو عمار، والذي لقب بالرياضي الاول لوقوفه ومساندته للاندية الرياضية، هذه البطولة التي حظيت بإهتمام واسع على كافة الاصعدة سواء من دعم مادي او معنوي، أو من خلال مشاركة نخبة من الاندية الممتازة، والتي قام بتنظيمها مركز شباب الامعري بكل نجاح.
حينما يلعب فريق مباراة نهائية ويفوز بنتيجة ثقيلة وأمام من؟ أم فريق قوي وعنيد، ليس بالأمر السهل، ولم يأتي بطريق الصدفة، أو مغايرا للتوقعات.
لأن الفريق الذي يلعب بروح الجماعة، ويمتلك خامات رياضية همشت من قبل المسؤولين، ولديهم ادارة حكيمة قادرة على تذليل كافة المصاعب والعراقيل، يستحقون الفوز والابتهاج بالنصر.
من تابع الفريق في أخر لقائين من لقاءات بطولة الياسر السنوية الاولى، يراهن على مستقبل الفريق، فحينما لعب في الدور نصف النهايئ امام جبل المكبر وكان خاسراً بنتيجة 2-0، وقلب الخسارة الى فوز مستحق وبنتيجة 3-2 بالارادة والعزيمة، ومن ثم الفوز في المباراة النهائية على فريق هلال القدس وبنتيجة ثقيلة 5-1، لهو فريق قوي بكل معاني الكلمة ويستحق لاعبوه أن ينضمو للمنتخبات الوطنية، ويستحقون أيضا أن يقوم اتحاد الكرة بمكافأتهم والوقوف الى جانبهم.
ولكن من خلال متابعتنا نجد بأن الاتحاد تجاهل فريق وادي النيص حتى في مستحقاته، فحينما حصل الفريق على بطول كأس المحافظات الشمالية، لم يتمكن من الحصول على مكافأت الاتحاد والتي سبق وأن صرفت للابطال السابقين، وايضا لم يتم صرف أي شئ من قبل اتحاد الكرة بدل ريع المباريات، وهذا دليل على أن منطق القوة هو الذي يتكلم في مجلس ادارة الاتحاد.
نتمنى من مجلس ادارة الاتحاد أن يقوم بفتح ملف وادي النيص وصرف كافة مستحقاتهم سواء الحالية أو الماضية، ونتمنى ايضا من الشركات الوطنية أن تتبنى هؤلاء الفرسان وتقوم بدعمهم ومأزرتهم لما يتحلو به من اخلاق عالية، وبسط نفوذهم على الاندية ونيلهم الالقاب المتواصلة.
أهالي القرية يحتفلون بالفوز
عناق وطني رائع...وصور من الفرح الذي تدمع له العيون...وتعبير أخر عن أصالة سكان القرية وعرفان أهل بما أنجزه الاولاد... هؤلاء الفرسان.
نعم تعجز كل الكلمات أن ترسم تلك اللحظات التي خرجت بها قرية وادي النيص، وعلى بكرة ابيها لملاقاة الفرسان والاحتفال بهم حتى ساعات متأخرة من الليل...ألعاب نارية تطلق في السماء...ابواق السيارات تنطلق وبأصوات مختلفة... زغاريد النساء...صيحات الاطفال... عناق الشيوخ... دبكة الشبان... كل هذا جرى في تلك القرية الصغير التي لا يزيد عدد سكانها عن السبعمائة شخص.
كان في مقدمتهم الرئيس الفخري للنادي رجل الاصلاح ابراهيم الفواغرة "ابو عيسى" والذي بدورة رحب بالفرسان بكلمات تحتفظ بسجلات النادي، واشاد بهؤلاء الفرسان رافعي رؤوس قريتهم والتي تمكنو من حفر اسم وادي النيص على خريطة فلسطين ونقلوا اسمها ليتردد على كل لسان حتى اصبحت وسائل الاعلام الخارجية تكتب عن هذه القرية البسيطة، وحياهم بإسم الجميع كونهم حصلوا على كأس أغلى وأشرف الاسماء اسم الشهيد ياسر عرفات،وتمنى مواصلتهم لهذه الانجازات ووعدهم بتقديم الدعم المتواصل لهم وشكر ادارة الفريق وخص سليم ابو حماد وعبد الله ابو حماد.
اما الرئيس الاسبق للنادي والرئيس الحالي للمجلس المحلي قال بأن هؤلاء الفرسان يستحقون أن نقبل أيديهم كونهم رفعو رؤسنا عاليا وأصبحنا شامخين بإنجازاتهم.
ابو نضال قائد الجماهير وصاحب الصوت الجذاب.. مخترع فن الشبابة داخل المدرجات كان له دور مميز بالبتهاج بالنصر.
فكل الشكر والاحترام لكل فرد من افراد قرية وادي النيص... كل الشكر لادارة الفريق.. الاحترام كل الاحترام لهؤلاء الفرسان.