وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تمخض الجبل فولد فأراً ***بقلم محمد ابو عرام

نشر بتاريخ: 17/01/2007 ( آخر تحديث: 17/01/2007 الساعة: 16:50 )
بيت لحم - معا -

ترقب وتوجس وسيناريوهات كثيرة حيكت خلال الاسابيع الماضية في انتظار ما سيسفر عنه الاجتماع المركزي لمجلس ادارة الاتحاد، وما سيصرح به رئيس الاتحاد اللواء احمد العفيفي في المؤتمر الصحفي الذي توقعناه وانتظرناه على أحر من الجمر، لكي يعلن عن النتائج والتصحيح والتغيير الذي تغنى به بعض أعضاء الاتحاد على مدار الايام الماضية.
جهر اعضاء اتحاد الكرة وقد انتفض اجتماعهم المركزي، من دون ان يسيل دمعة حزن واحدة من ما حدث،بحقيقة غابت عنا جميعا،نحن من أخذتنا رعشة الألم الى الهذيان والصراخ،حقيقة أننا مغفلون،ساذجون،نقيم جنازة كبيرة مع أن الميت فأر صغير.
اجتماعان منفصلان للاتحاد، محورهما الاساسي التصيد والاتهامات الموجهة من عضو لآخر، فالاجتماع الاول والخاص بأعضاء المحافظات الشمالية كان محوره الاساسي المنتخب الاولمبي، والتبهاي بمن حقق ويحقق الانجاز اتجاه، والاعتراض عما يكتب بالصحف المحلية ، وايضا موضوع لجنة التدقيق المالي ومطالبها والانقسام والشرخ الواضح فيما بينهم.
النتيجة كانت عبارة عن صراخ...وضع متأزم...مؤامرة تحاك ما بين بعض أعضاء الاتحاد لسيطرة طرف على طرف آخر.
والدليل حينما طرح الشيخ حاتم قفيشة موضوع العمل الموحد والجسم الواحد والمناداه بالتصحيح بعد تغيير ما يدور بالنفوس، عاد مرة أخرى واعترف بوجود فريقين داخل جسم الاتحاد، ليقف كمال ابو الرب ويؤكد بأن العمل داخل الاتحاد يتم وفق فريقين منفصلين.
أما الاجتماع الثاني والأهم... والذي أخذ حيز كبير من الصحافة المحلية خلال الايام الماضية وتم تضخيمه، جاء وكأنه لم يأتي.
على مدار ساعتين ونصف الساعة تمخض عن اتهامات ومحاولة قلب الأمور رأسا على عقب بخصوص مصالح اعضاء الاتحاد، وللأسف تم تجاهل المصلحة العامة، ولم يتمكن المجتمعون من صياغة رسالة توافق او انسجام بل تم الاعتماد على أمور مبهمة تحتاج الى فلاسفة العصر لكي يتم تحليلها.
تناقشوا في موضوع التطبيع ولم يجرؤا على اتخاذ قرار واضح وصريح وتم رمي الكرة في ملعب المحافظات الشمالية، لأن الاخوة في المحافظات الجنوبية لا يريدون الدخول في دوامة من الصعب الخروج منها، واكتفوا بمبدأ التشهير والتفاخر عبر الصحافة والاذاعات المحلية والاتهامات التي ليس لها أي أساس من الصحة.
انا شخصيا كنت أتوقع من أمين الصندوق أن ينادي بقرار مركزي بخصوص موضوع التطبيع كونه دوما وفي كل تصريح تنادى بالمطبعين ووعد بقرار حازم، وفي نهاية المطاف إكتشف نفسه بأنه يتحدث ولا ينفذ، كونه يحلم"هناك من هو أقوى".
أما الموضوع الثاني فكان محورة إعادة هيكلة الاتحاد عبر تغيير مناصب اللجان، والمطالبة بأن يتم التغيير وفق تصويت مركزي، فأثناء طرح الموضوع تم اكتشاف أن هناك مؤامرة في التغيير، فالحديث الذي دار حوله كل الرحى وكان المحور الذي يرتبط به كل إجراءات التغيير من عدمها هو لجنة المنتخبات، الذي برأي البعض كان سيكون الشماعة والمشجب الذي ستعلق عليه كل الاخطاء القاتله التي لا ناقه له ولا جمل بها، وكان سيكون الضحيه وكبش الفداء، كون لجنة المنتخبات جزء من اتحاد الكرة وتعمل بإيعاز من رئيس الاتحاد،والاخطاء المتراكمة،والامراض التي تشبثت في اعضاء الاتحاد اصبح من الصعب اجتثاثها، فإتحاد الكرة برمتة بحاجة الى اجتثاث وتغيير وخاصة رئيس الاتحاد الذي يتفنن في توجيه الاتهام والتغني على منوال الايدي الخفية.
محاولة تجريد رئيس لجنة المنتخبات من خلال الكشف عن أخطاءها واتهام رئيسها بعدة اتهامات وخاصة من أمين الصندوق، وعدم مناقشة أي لجنة من لجان الاتحاد او مسلكيات وسلوكيات أعضاء الاتحاد لهو دليل على أن المقصود هو طرف على حساب طرف آخر.
وحينما تأتي المؤامرة الأخرى بالتخلي عن أمانة السر مقابل أمانة الصندوق الوهمية، لأننا نعرف عز المعرفة بأنه لا يمكن ولا بأي شكل من الاشكال إعطاء الصلاحيات المالية الكاملة كما هي بالوضع الحالي، لدليل على أن هناك شخوص يسعون للوصول الى مراكز ليس من السهل الوصول اليها الا بطرق التوائية.
أما موضوع المدير الفني للمنتخب الوطني، تم التوافق على أن لا يكون اجنبيا وتبين أن الاشقاء في غزة هاشم يرشحون مدرب سوري وأيضا مدرب مصري، وبعد النقاش وعد رئيس الاتحاد بإرسال سيرة ذاتية عن المدربين للمحافظات الشمالية لدراستها.
وأخيرا فتح ملف الدوري العام في المحافظات، وتم المطالبة بضرورة استئنافه، ولم تناقش الاسباب والدوافع التي دفعت الاتحاد لوقفة دون سابق انذار، ولم يتم ايضا مناقشة موضوع تغيير الآلية التي تم تغييرها بعد الاسبوع السابع بالاضافة الى القرارات التي تم التراجع عنها وخدمت بعض الاندية.
المتتبع لما تسرب عن اجتماع الاتحاد، لا يمكنه أن يصف الاجتماع المركزي إلا بالوصف الهزيل، كونه تمحور حول الخلافات وبسط النفوذ والسيطرة دون التطرق للمصلحة العامة.
لو أن هناك حسن نوايا كانت موجود بين أعضاء الاتحاد في اجتماعهم الكركزي، لتم طرح موضوع رئيس البعثة مع المنتخب الاولمبي، وتم الاتفاق عليه، ولكن لأن هناك مبدأ الهيمنة والتفرد بالقرار، تم تجاهل هذا الموضوع بالاضافة الى العديد من القضايا الهامة والعالقة والتي تحتاج لوحدة القرار.
فلو كان أعضاء اتحاد الكرة مسؤولا بكل القيم أمام الحركة الرياضية، لاعتبر أن ما حدث خلال اجتماع الامس وما يحدث من تجاوزات كارثية، لكانو قد قدمو استقالاتهم من دون أن يتم اكراههم عليها.
مسرحية اتحاد كرة القدم ما زالت مستمره وحكايتها العجيبه في زمن الغبن والذل الكروي لا تنتهي على الاطلاق.
ها قد تمخض الجبل فولد فأراً، ونستطيع ان نفهم وندرك بإن اعضاء الاتحاد ليسو بالاشخاص الذين يحبذون الخرجون من الباب الصغير .
قسما برب الكائنان لو كانت هناك جائزة نوبل لضبط النفس ورباطة الجأش لنالها بكامل الإستحاق أعضاء اتحاد كرة القدم.
الحقيقة أننا كل يوم نكتشف مدى الغباء الذي يصيبنا معشر الاعلاميين بين الحين والحين،خاصة عندما نبدأ نترقب قرارات، نعتقد بأنها مصيرية أثناء تلك الاجتماعات وخاصة الطارئة منها، فبعتقادنا بأن هؤلاء الاعضاء سيحكمون ولو لمرة "الضمير" في علاج الاورام الموجودة والتي تكشف عنها الايام الواحد بعد الآخر،ولكن ما كنت وما كنا نتناساه ولا ننساه أن بهؤلاء مناعة ضد الاعتراف بالاخطاء الصغيرة منها والكبيرة على حد سواء، ومصالحهم الشخصية تدفعهم لعدم التوافق والتغني على منظومة التمسك بكرسي الاتحاد لاهداف ذاتية بعيدة عن مصالح مسار الحركة الرياضية ولا ترتبط بالنظر لمستقبل الكرة وتطورها.
إن كنت لا تعلم فعلم بأن حركتنا الرياضية ستبقى تتدحرج للهاوية، طلما أن من يقود السفية لا يتمكن من العوم في الماء ولا يعرف اتجاهات الموج.