وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تبرئة بن همام

نشر بتاريخ: 20/07/2012 ( آخر تحديث: 20/07/2012 الساعة: 13:22 )
بيت لحم - معا - بعد أن تربَّع الصيني جي لونج القائم بأعمال رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على كرسيه صباح أمس وهو يترأس اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بمقر الاتحاد بضاحية بوكيت جليل بالعاصمة الماليزية كوالالمبور وبجواره عضو المكتب التنفيذي نائب رئيس الفيفا الأمير علي بن الحسين، وقبل أن يبدأ الاجتماع قفز الأمين العام للاتحاد الآسيوي السيد أليكس سوساي ليتجه ناحية الرئيس قائلاً بصوت خافت: صُدر القرار رسمياً.. ابن همام بريء..!!

لم يبق الخبر سراً بين أعضاء المكتب التنفيذي، فالمؤيدون لابن همام حمدوا الله وباركوا لبعضهم، فيما رفاق بلاتر وأعداء ابن همام قرروا مواصلة سيناريو اللعبة التي رسمها بلاتر لهم، وهي إدخاله في أتون المخالفات المالية خاصة وأنهم حاولوا قبل أسبوع إدخال قضية المخالفات المالية لمحكمة الكاس بلوزان السيويسرية ليطول مدى قضيته الرئيسة، لكن المحكمة رفضت، فما كان منهم وبإيعاز من بلاتر إلا أن قرروا وبواسطة رئيس لجنة الانضباط كوزو تاشيما وهو ياباني الجنسية، إيقافه لمدة شهر مع احتمالية التمديد لمدة عشرين يوماً. والمدهش أن ابن همام لم يستلم حتى اللحظة أي لائحة اتهام او طلب تحقيق، وكأن الأمر سيناريو مدروس ومرسوم لعدم عودته حال تبرئته من المحكمة الرياضية في قضية الفساد المالي خلال انتخابات الفيفا الماضية ضد بلاتر.

المحكمة الدولية بسويسرا قررت صباح أمس وفي بيان مقتضب إلغاء قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم المتضمن عقوبة إيقاف محمد ابن همام مدى الحياة لعدم وجود أدلة للقضية، وهو الحكم الذي ألمحت إليه صحيفة الجزيرة قبل نحو خمسة وعشرين يوماً في سياق تقريرها عن الاتحاد الآسيوي وما يدور فيه.

ما هي طبيعة الإيقاف الآسيوي؟

بحسب مصادر الجزيرة المطلعة، فإن الاتحاد الآسيوي لكرة القم، وبعد أن تم تكليف الصيني جي لونج بإدارة دفته كونه الأكبر سناً والنائب الأول للرئيس تحول الى ما يشبه خلية التغييرات السريعة، فالصيني جي لونج استحدث لجنة سماها لجنة التقييم برئاسته وعضوية سبعة أعضاء خمسة منهم صينيون او ذوو أصول صينة، وأدخل معهم الأمير علي بن الحسين والشيخ علي الخليفة من الغرب الآسيوي والأول معروف بعدائه مع ابن همام إبان وقوف ابن همام ضده في انتخابات نائب رئيس الفيفا ودعمه للكوري تشونج في كونغرس قطر 2010م. وقد تعاقدت اللجنة مع شركة محاسبية للوقوف على أدق التفاصيل المالية لحساب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وتم وجود بعض الملاحظات على خول وخروج بعض المبالغ من حساب الآسيوي لصالح أسماء لم يتبين شيء إزاءها، لكن وجدها الصيني جي لونج فرصة لإيقاف ابن همام خاصة وأن بلاتر ألمح له بقرب براءة ابن همام، ولابد من التخلص منه بأية قضية..!!

خلال أربع وعشرين ساعة ودون معرفة الأعضاء تم إرسال خطاب من قبل لجنة التقييم بناء على ملاحظات الشركة المالية المحاسبية الى أمين عام الاتحاد الآسيوي أليكس سوساي الذي وبضغوط من رئيسه أرسلها فوراً للجنة الانضباط، حيث استقبلها رئيس اللجنة كوزو تاشيما وحيداً دون معرفة باقي الأعضاء وأصدر قرار إيقاف ابن همام مؤقتاً لمدة شهر وهو ما تجيز له الأنظمة التي تجيز له أيضاً التمديد لمدة عشرين يوماً. وكل ذلك حصل خلال ثلاثة أيام متتالية فقط..!!

المكتب التنفيذي الذي اجتمع امس ناقش إيقاف ابن همام ورفض الكثيرون آلية التعامل مع ملف ابن همام بتلك الطريقة خاصة وأنها تسيء لعدالة الآسيوي وطريقة تعامله مع الأزمات، إلا أن الرئيس جي لونج وزع تقريراً يضم ما خرجت به اللجنة المحاسبية وكان قبلها قد أزال صور ابن همام من كامل مبنى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم..!!!

الاستئناف طريق ابن همام!

سينبغي على محمد ابن همام قانونياً أن يتجه الى لجنة الاستئناف بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لكن قبل ذلك عليه أن يتسلم لائحة الإيقاف ومبرراته كي يبني عليها موقفه. وخبراء قانونيون أكدوا أمس للجزيرة أن ابن همام سيلغي القرار بإيقافه آسيوياً بسرعة نظراً لأن قضيته سهلة، وهي عبارة عن أرصدة متحركة يستطيع أن يوضحها للجميع وينتهي الأمر، حيث إن الأمر لا يتعلق بفساد او دفع رشاوي او ما شابه ذلك.

رد آسيوي مباشر:

أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن عقوبة الإيقاف الموقت لا تزال سارية بحق القطري محمد ابن همام على الرغم من قرار محكمة التحكيم الرياضي أمس الخميس برفع عقوبة الإيقاف عنه مدى الحياة لعدم توفر الأدلة الكافية.

وجاء في بيان الاتحاد الآسيوي: «في ما يخص الاتحاد الآسيوي، لا يزال السيد محمد ابن همام تحت الإيقاف الموقت من قبل الاتحاد الآسيوي بنصيحة من قرار لجنة الانضباط في 16 تموز/يوليو 2012، لمدة 30 يوماً لانتهاكات محتملة لنظام الاتحاد الآسيوي، قواعد الانضباط والأخلاق».

وقال الاتحاد القاري إنه أوقف ابن همام بسبب «أشياء تحيط بمفاوضات وتنفيذ عقود محددة وعمليات مصرفية بين حسابات الاتحاد وحسابه الشخصي إبان توليه الرئاسة».

إلغاء الانتخابات القادمة

التطورات الجديدة جاءت لتلغي فكرة الانتخابات القادمة على كرسي الرئاسة الآسيوي خاصة وأن هناك من أعلن ترشحه بعد أن كان يائساً من براءة ابن همام ومنهم الإماراتي يوسف السركال والبحريني الشيخ سلمان الخليفة والصيني جي لونج القائم بأعمال الرئيس الحالي حيث تنتهي ولاية ابن همام رسمياً في العام 2015م بعد أن تم تزكيته لأربع سنوات في الانتخابات الأخيرة.

صمت ابن همام حكمة:

جاء صمت ابن همام الذي امتد لأكثر من تسعة أشهر حكمة منه وبصيرة بعد أن ترك التاريخ يحكي قصته وهو الذي حول الاتحاد الآسيوي من اتحاد مفلس الى اتحاد رابح بل إن السجلات المالية تؤكد أنه أقرض الاتحاد الآسيوي ملايين الدولارات لكي يكمل نشاطاته. وبغض النظر عن الحملة التشويهية التي أراد بلاتر ورفاقه بالآسيوي توجيهها لمسح نجاحاته، فإن التاريخ حفظ للرجل الآسيوي وعراب الكرة الآسيوية هيبته وقدره ونظافة يده ونزاهة عمله كرسالة لكل الذين طعنوا او شككوا بهذا الرجل العملي النادر من نوعه.

*عن صحيفة الداير