وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عاش السرسك... يسقط الاحتلال

نشر بتاريخ: 21/07/2012 ( آخر تحديث: 22/07/2012 الساعة: 09:03 )
بقلم: عمر الجعفري

كان يا مكان في قريب الزمان لاعب كرة قدم فلسطيني اسمه "محمود السرسك ". كان محمود لاعبا مميزا في مركز خدمات رفح في المخيم المتاخم لمدينة رفح الواقعة في اقصى جنوب فلسطين، ولما كانت الرياضة في النصف الاخر من الوطن متوقفة، حزم "محمود" امتعته على امل الانتقال للعب في صفوف فريق مركز شباب بلاطة في المخيم القريب من مدينة نابلس "جبل النار".

اجراءات الانتقال من رفح حيث يسكن السرسك الى بلاطة حيث يريد السرسك اللعب اجراءات معقده وتتطلب موافقة المحتل التي لا يمكن ان يعطيها الا لكل طويل عمر.

استعد السرسك للرحلة التي ستنقله عبر معبر بيت حانون الى الضفة الغربية، ودع والده ووالدته واخوته واخواته وعلامات الفرح تعلو وجهه الاسمر على امل ان يحسن الله الحال يرزقه الله بشيء من المال نتيجة لانضمامه للفريق الضفاوي .

كان ذلك بعد ان اتم مركز شباب بلاطة كافة الاوراق اللازمة لانتقال اللاعب من تصاريح وغيرها .

غادر السرسك بيته الواقع في مخيم الشابورة، وكان الى جانبه زميليه اللاعب ابراهيم العمور وهيثم الشريف، وصل السرسك الى الشباك المخصص لتسليم اوراقه كما يفعل بقية المغادرون، وهنا كانت المفاجأة عندما استقوت عليه قوات الجيش الاسرائيلي وكبلت يديه من عند المعصمين وحملته الى جهة مجهولة للتتناقل بعد ذلك وسائل الاعلام خبر اعتقال اللاعب محمود السرسك اداريا.

كان ذلك عند الساعة التاسعة من صباح يوم الاربعاء 22/7/2009.

الى هنا قد يكون الامر طبيعيا خاصة ونحن نعيش في ظل احتلال لا يعرف الرحمة.

وكان الجميع معتقد انها مجرد ايام او اشهر ويفرج الاحتلال عنه، لكن نجمنا دخل بعد ذلك دوامة النسيان والاهمال، وجهت مناشدات عدة الى الاسرة الدولية وكافة منظمات حقوق الانسان من اجل اطلاق سراح اللاعب لكن اسرائيل كعادتها ادارت ظهرها لكل النداءات والمناشدات.

وأمام تعنت الاحتلال واصراره على استمرار اعتقاله بدأ اللاعب اضرابا مفتوحا عن الطعام في ظل مساندة شعبية ورسمية غير مسبوقة ليخاطب اتحاد كرة القدم الفلسطيني الاتحاد الدولي والسيد جوزيف سب بلاتر تحديدا وكافة المؤسسات الحقوقية والدولية، واستمرت اسرئيل في امعانها وادارة ظهرها ليحقق السرسك رقما عالميا جديد وينتزع رقم صاحب اطول اضراب عن الطعام في العالم لتذعن بعدها القوات الاحتلالية باطلاق سراح السرسك.

السرسك الذي وصل غزة التي كانت تنتظره على احر من الجمر بدأ فصلا جديدا من فصول النضال وها هو السرسك اليوم يعيش في غزة اجمل لحظات حياته مكرما معززا بين اهله ورفاق دربه في حين ان الاحتلال يعيش اتعس أيامه لانه لم يستطع ان ينال من عضد السرسك ولا من عزيمته .

عاش السرسك وعاش الوطن ... عاش اسرانا .... وليسقط الاحتلال.

" وأهلا وسهلاً ببطل فلسطين قاهر الاحتلال"