وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نظمته نقابة الصحفيين :سياسيون ورجال دين يصدرون ميثاق شرف لحماية الصحفيين والمؤسسات الصحفية

نشر بتاريخ: 21/01/2007 ( آخر تحديث: 21/01/2007 الساعة: 18:59 )
رام الله - معا - أصدر المؤتمر الوطني لحماية الصحافيين والمؤسسات الصحافية المنعقد في رام الله اليوم، والذي نظمته نقابة الصحفيين ميثاقا شرفيا لحماية الصحافيين ومؤسساتهم.

واكد الميثاق الذي تلاه الكاتب الصحفي علي الخليلي على مجموعة من النقاط اهمها أن العدو الرئيس للصحفيين هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب أبشع الجرائم بحقهم، كما شدد على ضرورة تحريم كافة أشكال الاعتداءات والتهديدات الموجهة للصحفيين والمؤسسات الإعلامية ورفع أي غطاء سياسي عن المعتدين، واعتبارها جريمة موجهة ضد الشعب الفلسطيني وقيمه وتقاليده الوطنية.

ودان الميثاق كافة الاعتداءات التي ارتكبت بحق الصحفيين الفلسطينيين خلال آدائهم مهنتهم وواجبهم، مؤكدا على ضرورة إططلاع السلطة ومؤسساتها وأجهزتها القضائية والأمنية بمسؤولياتها في حماية الصحفيين وملاحقة المعتدين على الحريات الصحافية في إطار مسؤوليات السلطة وواجباتها في حماية المجتمع وأمنه واستقراره.

ودعا الميثاق للمحافظة على المؤسسات الصحفية بمبانيها وممتلكاتها وأدواتها، مطالبا في ذات الوقت المؤسسات الى توفير أسباب الحماية والسلامة الممكنة للصحفيين، وعلى ضرورة التزام الصحفيين بمبادئ وأخلاقيات المهنة الصحافية القائمة على احترام الحقيقة والقانون وحقوق الآخرين ومبادئ الوحدة الوطنية والمصالح العليا للشعب الفلسطيني.

واكد الميثاق على حق المواطنين في الوصول إلى المعلومات عبر صحافة حرة ومسؤولة وصحفيين أحرار يعلنون دون خوف أو إرهاب أو ترهيب أو تهديد أو تشهير، و أن أي إشكال ينشأ مع الصحفيين يجب معالجته بالطرق القانونية ووفق القانون الفلسطيني، وتحديد قانون المطبوعات الفلسطيني الصادر عام 1995.

ونقل محافظ مدينة رام الله والبيرة الدكتور سعيد أبو علي في كلمة القاها نيابة عن الرئيس, مواصلة الاخير عزمه على تنفيذ وتجسيد ما جاء في حملته الانتخابية لرئاسة السلطة الفلسطينية لتجاوز حالة التردي التي يعشها الشعب الفلسطيني مما يضر بحالة السلم الأهلي والأمن للمواطنين وتكريس الخيار الديمقراطي.

واستنكر الاعتداءات التي يتعرض لها الصحافيين في الأراضي الفلسطينية مؤكدا أن هناك إجماع وطني على إدانة ومقاومة الفلتان الأمني وكافة الاعتداءات على المؤسسات.

أما نقيب الصحافيين نعيم الطوباسي اعتبر إن الاعتداءات المتكررة على الصحافيين تشكل خطرا على ما اسماه احد الأسلحة الحضارية التي يفتخر بها الشعب الفلسطيني أمام العالم اجمع متسائلا أين هي المصلحة الوطنية في تدمير المؤسسات الصحافية؟.

وأشار الطوباسي إلى أن مشاركة الصحافيين والسياسيين ورجال الدين في المؤتمر تؤكد على رفض كافة الممارسات التي تستهدف الصحافيين سواء من قبل الاحتلال أو غيره.

وطالب الطوباسي الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية والأجهزة الأمنية بالقيام بواجبها وملاحقة المعتدين على الصحافيين.

مفتي القدس والديار المقدس ...

أكد محمد حسين مفتي القدس والديار المقدس أن الشعب الفلسطيني لديه الارادة لمواجهة الاحتلال أمام محاولات التهجير الإسرائيلية، وسلاح المقاومة الموجه لتحرير الأرض بالإضافة إلى سلاح الكلمة أو سلاح الصحافة والإعلاميين, مشيرا الى ان اهمية دور الصحافة في نقل صورة الفلسطينيين وفضح ممارسات الاحتلال .

قيس عبد الكريم........

وبدوره، ألقى النائب قيس عبد الكريم كلمة القوى الوطنية والإسلامية أكد فيها على أن القوى تدين بشدة كافة الاعتداءات التي تطال الصحافيين والمؤسسات الصحافية وتتعهد بأن تقف إلى جانبهم حتى يستطيعوا نقل الحقيقة إلى العالم ولأبناء شعبهم.

وأشار عبد الكريم إلى أن الصحافي الفلسطيني يعاني معاناة مزدوجة، من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومن الأشخاص الذي يحاولون إرهابهم ومنعهم من تأدية رسالتهم.

....التميمي ....

أما تسير التميمي قاضي القضاة، فأكد على أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الصخرة التي تتحطم عليها مؤامرات الاحتلال الإسرائيلي، داعيا جميع القوى الفلسطينية للتوحد.

وشدد التميمي على أن الدين الإسلامي يحرم قتل النفس بغير حق , مؤكدا أن ما يجري من فلتان يهدف إلى الاعتداء على الأنفس والأعراض وهو ما يتنافى مع الدين.

كما حذر التميمي من استمرار الحفريات التي تقوم بها اسرائيل أن قوات الاحتلال تحت المدينة المقدسة, منتقدا في ذات الوقت الموقف العربية والإسلامي والدولي الصامت, ومشيرا إلى أن الحفريات تهدف إلى أحداث تغيير جوهري على الأرض قبل أي عملية مفاوضات.

وفيما يلي نص كلمة نقيب الصحفيين، نعيم الطوباسي:

السيد ممثل سيادة الرئيس محمود عباس حفظه الله ..
الأخوات والأخوة وممثلي القوى الوطنية والإسلامية ورجال الدين وأعضاء المجلس التشريعي والنقابات والإتحادات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني ..
الزميلات والزملاء الصحفيين ..

أيها الحضور الكرام :
نجتمع اليوم في هذا المؤتمر الوطني الجامع في زمن فلسطيني صعب إختلطت فيه الأمور وتباينت المواقف حتى أصبحنا على شفير كارثة وطنية، تفرض على كل وطني غيور أن يهب لمواجهة هذه المخاطر ومنع إنحراف المسيرة ونبذ كل ما يفرق وإستحضار ما هو خير وجامع .

أيها الأخوات والأخوة :
لم تكن الدعوة لهذا المؤتمر لمجرد تنظيم تظاهرة عابرة، وإنما نعتبره محطة وطنية مهمة لدرء خطر داهم يكاد يطيح بأهم مقومات مسيرتنا الوطنية، إنه صوتنا وصورتنا الفلسطينية أمام أنفسنا وأمام العالم، إنه الإعلام الفلسطيني وحرية الصحافة وموضوع حماية الصحفيين في ضوء ما شهدته ساحتنا الفلسطينية من تجاوزات وإنتهاكات خطيرة على المجتمع بشكل عام وللجسم الإعلامي بشكل خاص .. أتذكر من هذه الإعتداءات على سبيل المثال لا الحصر إطلاق النار على سيارتي البث التابعتين لشركة فلسطين للإعلام والإتصالات، والإعتداءات المتكررة على مقار التلفزيون والإذاعة الفلسطينية ووكالة الأنباء الفلسطينية وفضائيتي الجزيرة والعربية، وحادثة خطف الصحفي البيروفي خايمي ، وعشرات الإعتداءات التي طالت مقرات للصحف والإذاعات ومحطات التلفزيون المحلية فضلاً عن الإعتداء على الصحفيين وتهديدهم والتحريض عليهم بل وحتى تكفيرهم من قبل بعض خطباء المساجد والمسؤولين .

هذه الإعتداءات باتت تشكل خطراً وهي عبث قاتل بواحد من أهم أسلحتنا الحضارية التي طالما فاخرنا بها أمام العالم بإعتبارنا شعباً حضارياً ديمقراطياً يؤمن بالحريات وأهمها حرية الصحافة ونحن نتسائل : أين هي المصلحة الوطنية في تدمير الحريات الصحفية وإرهاب الصحفيين وتخوينهم وتكفيرهم ؟؟ .. إذا كانت صحافتنا الفلسطينية وعبر محطات تاريخنا الوطني منبراً للأحرار وطلاب الحق والحقيقة، فالصحفيون هم من كشف جرائم الإحتلال ووجهه البشع، وهم وجه الفدائي البطل ولسانه والمدافعين عن بندقيته الطاهرة، فمصلحة من التعرض لهم ..

أيها الأخوات والأخوة :
إن إستجابتكم لحضور هذا المؤتمر الوطني الهادف الى حماية الصحفيين وحرية الصحافة إنما يدل على حرصكم على مسيرة الإعلام الوطني ورفضكم وإدانتكم للجرائم المقترفة بحقه سواء من قبل الإحتلال أو من قبل من لا +++ بين الأخ والعدو .. إننا نضع أمامكم وثيقة شرف وطنية لحماية الصحافيين وحرية الصحافة آملين منكم جميعاً تبنيها لكي تكون محل إجماع وأن تشكل الأعمدة الصلبة لنقف عليها جميعاً في الدفاع عن الصحافة الوطنية وكلنا ثقة وأمل أن يشكل هذا المؤتمر سياجاً وطنياً قادراً على حماية الصحافة والصحفيين .

إننا ندعو الجميع أياً كانت مواقعهم في السلطة ومؤسسات والمنظمات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني الى الإضطلاع بواجبهم ومسؤولياتهم في حماية الصحافيين حرية الصحافة عبر تفعيل دور المؤسسات القانونية والأمنية في حماية الصحفيين وملاحقة مرتكبي الجرائم بحقهم، وعبر تعبئة الرأي العام ومنتسبي الأجهزة والتنظيمات والمؤسسات بضرورة وأهمية الدفاع عن حرية الصحافة بإعتبارها دفاعاً عن الوطن ومستقبله، ذلك إن مدى إحترام العالم لنا وإستعداده للتجاوب مع قضايانا وحقوقنا ينبع من مدى قدرتنا على عكس صورة حضارية عن واقعنا الوطني، فحماية الصحافة والصحافيين لا تخدم هذا القطاع وحسب إنما تقدم صورتنا الحضارية أمام العالم بإعتبارنا شعباً يستحق حريته ويستحق دعم في نضاله للتخلص من الإحتلال .

أيها الأخوات والأخوة :
إننا على ثقة تامة بأن هذا المؤتمر سيشكل محطة مهمة في تاريخ الصحافة الفلسطينية من أجل حماية الصحافة والصحفيين والدفاع عن الحريات وتعزيز دورها في مسيرة التحرير والبناء والديمقراطية .. وفقنا الله جميعاً لما فيه خير شعبنا وقضيتنا آملين أن نلتقي جميعاً للإحتفال بحرية الوطن وإستقلاله في القدس الشريف عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة .