اولمبياد لندن - نريد ميداليااااااااااااااات ولا نريد محاضراااااااااات

كتب د.ناصر اللحام - بدت لي افتتاحية اولمبياد لندن مملة ومعقّدة ولا ترقى الى مقام الافتتاح العظيم الذي اقامته الصين قبل اربع سنوات، فقد ابدعت الصين وجعلت الشرق يزهو بنفسه، حتى ان الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة شعروا بالغيرة من حفل الافتتاح، والذي اعتمد على الجهد الجماعي وروح الفريق وعشرات الاف من اللاعبين انتظموا بدقة لرسم لوحة جميلة خلدت في وعينا الرياضي.

اما حفل افتتاح اولمبياد لندن والذي كلف نحو 41 مليون باوند، فقد اوغل في التعقيد. ولولا الشرح المفصل لكل خطوة وكل حركة لما فهمنا منها شيئا، وليس عيبا ان نعترف اننا شعرنا بالضجر والنعاس ونحن نشاهد الافتتاح فيما كانت عيوننا تقفز من مقلتنا ونحن نشاهد افتتاحية الصين.

وبكل حال من الاحوال لا أعرف لماذا لا تزال مشاركة فلسطين رمزية في هذا المحفل الدولي ؟؟؟؟ ولماذا لا نحصل على ميداليات ؟ وقد قرأت اليوم مقالة كتبها صادق الخضور يقول فيها ( الألعاب الفردية في خبر كان ) ولماذا لم يجر تنمية الالعاب الفردية ؟ ويضيف صادق الخضور: أربع كليات تربية رياضية في الضفة واثنتان في غزّة، والحصيلة طالبة واحدة مشاركة في الأولمبياد!!!! وينهي القول: لا بد من وقفة، ومن استراتيجية وطنية ومن خطة خمسية تبدأ فورا ولا مجال للانتظار ..... في ألعاب القوى، والجودو، وتنس الطاولة، والسباحة، والألعاب القتالية ... مجالات رحبة للعبور من خلالها، لكن حتى الآن فإن القصور بامتياز هو السمة الفارقة.

مع العلم ان خمسة لاعبين يمثلون فلسطين في الاولمبياد، وهم: ماهر ابو رميلة من القدس المحتلة في رياضة الجودو، احمد جبريل من القدس المحتلة وسابين حزبون من بيت لحم في السباحة، ورود صوالحة من عصيرة الشمالية، وبهاء الفرا من غزة في الركض، ونتمنى ان يحصلوا على الميداليات التي تشرفهم وتشرفنا.

قبل اربع سنوات كتبت مقالة عن اولمبياد الصين تحت عنوان ( مدّ العرب اعنقاهم ولم يستحقوا الميداليات ) حيث كنا حينها نشعر بالخجل والعار ان الامة العربية ، لم تحصل حينها على اية ميدالية ذهبية في اولمبياد الصين باستثناء ميداليتين برونزيتين لشمال افريقيا .

وحتى في رياضة القنص لم نشارك ولم نحصل على ميدالية خشبية رغم ان جميع تلفزيونات العالم لا تبث صور العرب الا وهم يحملون البنادق ويطلقون النار ، وقد اخذت فتاة بلغارية صغيرة الميدالية الذهبية في القنص ولم ياخذها العرب ، كما لم ياخذوا ميدالية السيف ولا الفروسية - مع ان معظم قبائل العرب تفاخر بالسيف والخنجر.

وحين تقرأ سجل الامم في الميداليات ، تسمع ان امريكا حصلت على 9 الاف ميدالية ذهبية وروسيا اكثر من عشرة الاف وهكذا ، تشعر بحاجة ماسة للنجاح ، وبأمس الحاجة للفوز ، وذلك لاننا نريد ان نقهر القهر في صدورنا ونشفي غليلنا ، نريد ان نتذوّق طعم الفوز ... و لا اعتقد ان احدا سيخالفني الرأي اذا قلت ان على الصحافة العربية ان تنشر صور الرياضيين الابطال الذين يفوزون بالميداليات وليس صور القادة والمسؤولين ووزراء الرياضة الذين يشاركون في الافتتاح .... نريد ميداليات ذهبية ، نريد ان نشاهد ابطالنا يرفعون علم بلاد العرب وهم يحملون الفضية والبرونزية ، وخدوا مني وعدا صادقا اننا سننشر طوال السنوات الاربع القادمة صور المسؤولين وبحجم كبير وملوّن وعلى الصفحة الاولى .. ولكن قبل ذلك ارفعوا رؤوسنا ولا تعودوا لنا لتتحدثوا عن المشاركات الرمزية و"أن المهم هو التنافس والروح الرياضية والحضور العربي " ... لا يا سيدي: المهم هو الميداليات.