|
في ظل أزمة الكهرباء: المولدات الكهربائية....مسحراتي غزة الجديد
نشر بتاريخ: 29/07/2012 ( آخر تحديث: 29/07/2012 الساعة: 16:52 )
غزة- معا- يتوق مواطنون في قطاع غزة للمسحراتي الذي طالما يصاحبهم فجرا طيلة أيام شهر رمضان الفضيل..لكن صوت المسحراتي يطغي عليه في كثير من الأحيان ضجيج مولدات الكهرباء وذلك في ظل أزمة الكهرباء المستمرة وانقطاعها اما في فترة السحور أو موعد الافطار.
وينتظر المواطن أبو أنس السيد من مخيم الشاطئ بمدينة غزة، على أحد منافذ بيته إنطلاق ساعات المنبه في منزله والمنازل المجاورة وهي طبلة المسحراتي بسبب الضجيج الذي يشهده القطاع منذ أن بدأت أزمة الكهرباء تتفاقم خاصة في شهر رمضان ليعلن عن بدء السحور. "اصحى يا نايم.. وحد الدايم.. رمضان كريم"، قوم أتسحر.. وحد الله.. وصلي الفجر" هذا ما استطاع المواطن السيد من مخيم الشاطئ سماعه رغم سكون الليل مؤكداً على أن صوت المولدات الكهربائية أصبحت تطغي على مهنة المسحراتي وصوته الذي بالكاد لا يسمع . وقال أبو أنس:"أنا مغرم في سماع صوت المسحراتي واستيقظ مبكراً قبل موعد السحور لانتظاره على نافذة المنزل للاستمتاع بالأشعار الدينية والوطنية التي ينشدها"، مشيراً إلى أنه الأن اصبح يفتقد لتلك اللحظات التي كان يعيشها في السابق بسبب الازعاج الذي تخلفه صوت المولدات الكهربائية في ساعات الفجر الأولي. أما المسحراتي إبراهيم جاد الله الذي عبر عن مدى سعادته عندما يذهب ويقوم بإيقاظ الناس للسحور، حيث الهدوء وسكون الليل أما الأن فقد أصبح عمله كمسحراتي شاق جدا نظرا للأصوات العالية وضجيج صوت المولدات الكهربائية التي اصبحت تعيق عمله بشكل ملحوظ. وعن المسحراتي تقول الحاجة فايزة أبو سلامة (73 عاما): "آه يا ولدي، حتى رمضان راحت بهجته زي ما راحت حاجات حلوة كثير من الحياة، اليوم لا بهجة لرمضان مثل زمان، فما يميزه كثيرا هو المسحراتي الذي يوقظنا لتناول السحور والذي اصبحنا نفتقده بسبب ازعاج المولدات التي اصبحنا نستيقظ عليها بدلا من صوت المسحراتي الذي طالما اعتدنا عليه". وأضافت أن أصوات المولدات الكهربائية التي يضطر المواطنون في قطاع غزة تشغيلها في وقت السحور نظرا لانقطاع التيار الكهربائي أصبحت تفقدنا سماع صوت المسحراتي التي اعتدنا على سماعه منذ أن رأت عيوننا هذه الحياة ، فبالنسبة لي انتهى هذا المعلم المميز لشهر رمضان. أم سليم مشتهى التي لا تستيقظ إلا على صوت المسحراتي في شهر رمضان رغم اقتنائها ساعة منبهة توقظها تقول: "رمضان هذه السنة لا نكهة له ولا طعم لانه بدون المسحراتي التي لا نستطيع سماع صوته بسبب ضجيج المولدات الكهربائية، فبدأت افتقد هتافاته التي تشعرني بالاجواء الرمضانية التي ينادي بها المسحراتي وتعجبني هي اصحي يا نايم وحد الدايم رمضان كريم الأمر الذي يضطر أهل بيتي جميعاً إلى توحيد الله في تلك اللحظة". وفي نهاية حديثها تأمل ام سليم مشتهى أن تنتهي أزمة الكهرباء التي تمنعها من استشعار الاجواء الرمضانية بصحبة المسحراتي الذي لطالما انتظرته مع قدوم شهر رمضان. |